شهد علاج السرطان نقلة نوعية جديدة، حيث تم وضع خطوط إسترشادية لإستخدام العلاج المناعي للأورام لأول مرة في مصر، وذلك بالتعاون مع ثلاث جمعيات دولية، بدلاً من العلاج الكيميائي لينهي معاناة مرضى الأورام في مصر والعالم.
أعلن عن ذلك أستاذ علاج الأورام ورئيس الجمعية وسكرتير عام المؤتمر الدولي التاسع لأورام الثدي والنساء والعلاج المناعي للأورام، الدكتور هشام الغزالي، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد الثلاثاء، تحت رعاية وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين راضي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أشرف الشيحي، ورئيس جامعة عين شمس الدكتور عبد الوهاب عزت، وعميد كلية طب جامعة عين شمس الدكتور محمود المتيني.
وأوضح الغزالي أنه تم الإتفاق بين الجمعية الأمريكية للأورام "أسكو"، والجمعية الدولية للعلاج المناعي للأورام، والجمعية الدولية لأورام الثدي والنساء لإصدار توصيات بإستخدام العلاج المناعي للأورام وكيفية إجراء الفحوصات التي تساعد على إستخدام تلك العلاجات من عدمها، وقياس نسب الإستجابة وإختيار المرضى الملائمين بإستخدام العلاج المناعي، وتقييم إمكانية إستخدام العلاج المناعي بديلًا عن العلاج الكيميائي في أورام الرئة، والجلد الصبغية، وكيفية حث الجسم على تقبل العلاج المناعي حتى في الأورام قليلة التقبل للعلاج المناعي.
وأضاف أن العلاجات الجديدة أثبتت النتائج تفوقها على الكيميائي في الأورام الصبغية للجلد وعلاج أورام الكلى، وفي أورام الرأس والرقبة، والجهاز البولي، وأورام الغدد الليمفاوية.
وأشار الغزالي إلى أن الخطوط الإسترشادية التي تم إطلاقها وسيتم نشرها لأول مرة في إصدارات دولية للجمعية الدولية للأورام والجمعية الأمريكية للأورام، لمناقشة ٣٠٠ بحث جديد في مختلف مجالات علاج وجراحة وتشخيص الأورام، أثبتت تفوق ٣ أنواع جديدة من العلاجات المناعية في علاج العديد من الأورام، حيث أثبتت عقار "النيفولوماب"، و"البيمبورو ليزوماب" ، و"الأتيزوليزوماب"، تفوقها في علاج أورام الرئة على العلاج الكيميائي، مما يزيد من نسب الشفاء بأثار جانبية أقل، بالإضافة إلى صعوبة الإنتكاسة في المرضى الذين أبدوا إستجابة لهذا العلاج مما يحقق نقلة نوعية كبيرة في علاج الأورام بشكل عام.
وخلال المؤتمر تم الكشف عن ظهور عقارين جديدين يمثلان الجيل الثاني والثالث من العلاجات الموجه لأورام الثدي الإيجابية لمستقبل "الهير٢" والتي أثبتت إستجابة كبيرة للورم تصل إلى ٧٦٪ إستجابة كاملة عند إستخدامها ما قبل الجراحة.
وللقضاء على أورام الجسم المختلفة، كشفت الجمعية الدولية لأورام الثدي والنساء عن إطلاق ثلاثة أدوية جديدة للعلاجات المناعية لعلاج أورام الرئة ، وأورام الجلد الصبغية، والمسالك البولية، والكلى، والرأس والرقبة، وأورام الغدد الليمفاوية.
وأوضح أستاذ علاج الاورام في كلية طب جامعة القاهرة الدكتور ياسر عبد القادر، أن الإكتشافات الحديثة توصلت إلى فحص جيني بإستخدام البصمة الجزيئية للورم بشكل مفصل وخاص بكل مريض بشكل محدد و منفرد فيما يحمل بشرى وأمل جديد لمرضى الأورام في رفع نسب الشفاء من الأورام، حيث يتمكن التحليل الجديد من رسم صورة وبصمة فريدة مبنية على المعلومات الجينية والبروتينات الخاصة بالورم ومكونات الخلية، وبناء عليه يتم تحديد العقاقير العلاجية الفعالة لمحاربة الورم المصاب به هذا المريض دون غيره.
كما أوضح أستاذ أمراض النساء والتوليد في كلية طب عين شمس الدكتور ماجد أبو سعدة، أن الجلسات العلمية سوف تناقش آخر ما تم التوصل إليه العلم في علاج سرطان بطانة الرحم وتحديد أبعاد العلاج الجراحي ودور العلاج الكيماوي والإشعاعي في مثل هذه الحالات ومدى إستفادة المريضة من هذه الوسائل العلاجية، كما تناقش وسائل تشخيص وعلاج الأمراض المختلفة التي تسبق التحول السرطاني في الأعضاء المختلفة لأن هذا سيوفر للمريض القلق والمعاناة والتكلفة المادية لعلاج الأورام السرطانية المختلفة.
وتؤكد أستاذ علاج الأورام الدكتورة هبة الظواهري، أنه من الإنتصارات العلمية الجديدة التي سيقدمها المؤتمر أيضًا هو ظهور عقاقير جديدة تؤدى إلى الوقاية من سرطان الثدي يمكن إستخدامها خصوصًا بين السيدات الذين يحملوا عوامل خطورة أهمها التاريخ المرضى في الإصابة بأورام الثدي، وهؤلاء تزداد لديهم إحتمالات الإصابة بأورام الثدي، وتتميز تلك العقاقير بأثارها الجانبية الطفيفة، بالمقارنة بما سيعود بالنفع على هؤلاء السيدات حيث يمكنهم تجنب الإصابة تمامًا، ويوجد عدة أنواع من تلك العقاقير تناسب الأعمار المختلفة من السيدات، وذلك نظراً لأن ارتجاع أورام المبيض الخبيثة بعد علاجها يمثل تحديًا كبيرًا للقائمين علي علاج الأورام السرطانية للمبيض سوف يتم مناقشة تلك الحالات بشكل مستفيض لتحديد أفضل وسائل التشخيص والعلاج والمتابعة .
كما كشفت أستاذ علاج الأورام الدكتورة رباب جعفر عن الخطط العلاجية الجديدة لأورام الثدي الشرسة ثلاثية السلبية، ولأول مرة سوف يعرض أنواع جديدة من العقاقير التي تستخدم كعلاجات موجة في أورام الثدي" الشرسة " ثلاثية السلبية، وكان لا يمكن علاجها بالعقاقير الموجهة، حيث اكتشف العلماء أن هذه النوعية تنقسم إلى ثماني أنواع مختلفة وكلًا منها له طريقة العلاج المتفردة طبقًا للجين المميز له، وربما تؤدى هذه الأنواع الجديدة للشفاء من الأورام حتى المنتشر منها في الجسم.
ويوضح أستاذ جراحة الأورام ورئيس المنتخب للجمعية الدولية لجراحة الثدي الدكتور عمر زكريا يوسف، أن هناك جراحات حديثة متطورة لا تخضع للعلاج التقليدي الجذري، وهناك أكثر من طريقة علاج بهدف الحفاظ على شكل الثدي حتى في حالات الأورام المتقدمة، حيث تم إستخدام تكنيك جراحي مختلف يساعد على إستئصال الورم وإعادة تشكيل الثدي لإعادته لحالته الأولى بمنظر جمالي مقبول جدًا، حيث تأخذ الجراحة أساليب التجميل.
كما تم إعادة بناء الثدي عن طريق إستخدام أجهزة تعويضية أو عن طريق إستخدام أنسجة الجسم ونسب نجاح تلك الجراحات مرتفعة تصل إلى ١٠٠٪، كما يوجد العلاج الأحدث فيما يخص الغدد الليمفاوية المصابة بالمرض حيث يمكن تحديد ما إذا كانت الغدد مصابة أم لا، مع إتخاذ الإجراء الجراحي اللازم.
أرسل تعليقك