لندن -مصر اليوم
يعاني نحو 1 من كل 5 آلاف شخص حول العالم من اضطرابات «الميتوكوندريا»، ومن أمثلتها «متلازمة لي» التي تؤثر على الجهاز العصبي، و«متلازمة كيرنز ساير» التي تؤثر على العينين والقلب. والمعروف أن هذه الاضطرابات تؤثر أيضاً على أعضاء مثل الكبد والدماغ، لا يُعرف الكثير عن تأثيرها على الجهاز المناعي.
في دراسة نشرت بدورية «فورانتيرز إيمينولوجي» (الجمعة)، وجد الباحثون أن تغيير وظيفة الخلايا المناعية البائية لدى الأطفال المصابين باضطرابات «الميتوكوندريا» أدى لاستجابة ضعيفة للأجسام المضادة للعدوى الفيروسية، إذ تصبح مناعتها أقل قدرة على التعرف على الفيروسات الغازية وإبطال مفعولها والتخلص منها.
قالت إليزا جوردون ليبكين، طبيبة أبحاث مساعدة في قسم الأيض والعدوى والمناعة التابع للمعهد القومي لبحوث الجينوم البشري (NHGRI) والباحثة الأولى للدراسة، في تصريحات نشرت على موقع المعهد إن «الميتوكوندريا مكوّن مهم لكل خلية في الجسم تقريباً، لأنها تُحوّل الطعام والأكسجين إلى طاقة»، مضيفة أن «المتغيرات الجينية رُبطت في أكثر من 350 جيناً باضطرابات (الميتوكوندريا) مع أعراض مرضية متنوعة».
وحلل الباحثون النشاط الجيني للخلايا المناعية لدى الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات، ووجدوا أن الخلايا البائية المسؤولة عن إنتاج أجسام مضادة لمكافحة الالتهابات الفيروسية كانت أقل قدرة على تحمل الإجهاد الواقع على الخلايا.
من جانبه، قال بيتر ماكغواير، رئيس قسم الأيض والعدوى والمناعة في المعهد، وكبير باحثي الدراسة: «بالنسبة لهؤلاء الأطفال، قد تكون العدوى مهددة للحياة وقد تفاقم اضطراباتهم». وأضاف «أرادنا فهم كيف تختلف الخلايا المناعية في هؤلاء المرضى، وكيف يؤثر ذلك على استجابتهم للعدوى».
وباستخدام تقنية تُحلّل نشاط الجينات في أنواع مختلفة من الخلايا، درس الباحثون الخلايا المناعية الموجودة في الدم. وخلال الظروف المجهدة، تنتج الخلايا الرنا الميكروي - سلاسل صغيرة من الحمض النووي الريبي (RNA) - تساعد تلك السلاسل في التحكم في متى وأين تُشغّل الجينات أو في إيقاف تشغيلها، وبالتالي التحكم في المسارات الخلوية التي تساعد الخلايا على البقاء.
قال ماكغواير: «نعتقد أن الخلايا البائية في هؤلاء المرضى تتعرض للإجهاد الخلوي عندما تتحول لخلايا بلازما، وتنتج أجساماً مضادة، محاولة البقاء على قيد الحياة عن طريق إنتاج الرنا الميكروي للتكيف». موضحاً أن «الخلايا البائية هشة للغاية، لذا فهي غير قادرة على تحمل تلك الظروف». ويسعى الباحثون لاستخدام النتائج في توجيه العلاجات المستقبلية لتلك الاضطرابات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك