توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحديد علامات تسبق ظهور أعراض ألزهايمر بعقدين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تحديد علامات تسبق ظهور أعراض ألزهايمر بعقدين

مرض الزهايمر،
لندن -مصر اليوم

أظهرت نتائج دراسة حديثة نُشرت (الأربعاء) في دورية «ساينس ترانسليشين ميديسين»، أن الأشخاص في المرحلة الأولى من مرض ألزهايمر- مع بدء حدوث تغيرات في الدماغ وقبل ظهور أعراض المرض - يؤون مجموعة متنوعة من البكتيريا في أمعائهم تختلف عن تلك الموجودة في أمعاء الأصحاء.

خلال تلك المرحلة المبكرة من ألزهايمر، يُرَاكم الأشخاص المصابون كتلاً من بروتينات أميلويد بيتا وتاو في أدمغتهم، وهي المرحلة التي قد تستمر لعقدين أو أكثر، ومع ذلك لا تظهر على المرضى أية علامات للتنكس العصبي أو التدهور المعرفي. ولم يسبق لأحد أن نظر إلى ميكروبات الأمعاء في مرحلة ما قبل ظهور الأعراض، وفق نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس.

قال الباحث المشارك في الدراسة، غوتام دانتاس، وأستاذ الطب الجينومي، وخبير في ميكروبيوم الأمعاء بالجامعة، في بيان صحافي صادر الأربعاء: «يمكن أن يكون التغيير في ميكروبيوم الأمعاء قراءة لتغييرات المرضية بالدماغ».

وأضاف: «البديل الآخر هو أن يكون ميكروبيوم الأمعاء مساهماً في الإصابة بألزهايمر، وفي هذه الحالة قد يساعد تغييره باستخدام البروبيوتيك (نظام غذائي مفيد) أو عمليات نقل البراز (بما يحمله من بكتيريا مفيدة) في تغيير مسار المرض».

وتفتح النتائج إمكانية استخدام تحليل بكتيريا الأمعاء لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بألزهايمر في وقت مبكر جداً، وبالتالي تصميم علاجات وقائية لتغيير الميكروبيوم لدرء مخاطر الإصابة بالمرض الذي يعد الخرف والتدهور المعرفي أبرز سماته.

قال بو إم أنيس، أستاذ طب الأعصاب بالجامعة، وباحث مشارك بالدراسة: «مع ظهور الأعراض المعرفية تكون هناك تغييرات حرجة قد طرأت ولا رجعة فيها غالباً»، موضحاً أنه: «إذا كان بإمكانك تشخيص المريض في وقت مبكر من المرض، فسيكون هذا هو الوقت الأمثل للتدخل الفعَّال للعلاج».

قام الباحثون بتقييم المشاركين، حيث كان جميعهم طبيعيين معرفياً. أُخذ من المشاركين عينات من البراز والدم والسائل النخاعي، بالإضافة إلى قوائم الطعام؛ كما خضعوا لفحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

لتمييز المشاركين في مرحلة مبكرة من المرض عن الأصحاء، حلل الباحثون علامات تراكم بروتينات أميلويد بيتا وتاو. من بين 164 مشاركاً، كان لدى حوالي الثلث تقريباً (49) علامات مبكرة على الإصابة بالمرض.

كشف التحليل أن الأشخاص المصابين بألزهايمر طوروا في مرحلة مبكرة من حياتهم بكتيريا أمعاء مختلفة بشكل ملحوظ عن نظرائهم الأصحاء، من حيث أنواع البكتيريا والعمليات البيولوجية التي تشارك فيها. يقول باحثو الدراسة إن هذه الاختلافات يمكن أن تستخدم للكشف المبكر عن ألزهايمر.

من جانبه، قال الدكتور، وليد محمود الشارود، أستاذ فسيولوجيا الميكروبات وسلامة الغذاء بجامعة المنصورة المصرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تظهر النتائج وجود ارتباط بين نوعية ميكروبات الأمعاء والمراحل المبكرة من الإصابة بألزهايمر، التي لا تظهر فيها اعتلالات ذهنية وإنما تحدث تغييرات في مستوى بروتينات الأميلويد والتاو في خلايا وأنسجة الدماغ، وهي المرحلة التي يعقبها حدوث التغييرات الذهنية المصاحبة لمرض ألزهايمر خلال مدة قد تصل إلى عشرين عاماً».

ووفق الدراسة، ترتبط هذه الاختلافات بمستويات بروتينات الأميلويد والتاو، والتي ترتفع قبل ظهور الأعراض المعرفية، لكنها لا ترتبط بالتنكس العصبي، الذي تبدأ أعراضه في الظهور هى الأخرى مع الوقت.

يقول أنيس: «الجميل في استخدام ميكروبيوم الأمعاء كأداة فحص هو بساطته وسهولة استخدامه»، موضحاً أنه: «قد يتمكن الأفراد يوماً ما من تقديم عينة من البراز ومعرفة ما إذا كانوا معرضين لخطر متزايد للإصابة بألزهايمر».

ويرى الشارود أن «نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام وتؤكد على العلاقة بين ما تحتويه الأمعاء من ميكروبات وصحة الإنسان».

وعن الخطوات القادمة، أطلق الباحثون دراسة متابعة مدتها خمس سنوات أخرى تهدف إلى معرفة ما إذا كانت الاختلافات في ميكروبيوم الأمعاء سبباً أو نتيجة لتغيرات الدماغ التي لوحظت في مرض ألزهايمر المبكر.

ويوضح دانتاس: «إذا كان هناك ارتباط سببي، فمن المرجح أن يكون الارتباط التهابياً»، مشيراً إلى أن «البكتيريا بمنزلة مصانع كيميائية مدهشة، وبعض من مستقلباتها تؤثر على الالتهاب في الأمعاء، وقد تصل إلى مجرى الدم، حيث يمكنها التأثير على مناعة الجسم»، مشدداً على أنه إذا اتضح أن هناك علاقة سببية، فيمكننا البدء في التفكير فيما إذا كان تعزيز البكتيريا «الجيدة» أو التخلص من البكتيريا «السيئة» يمكن أن يبطئ أو حتى يوقف تطور أعراض مرض ألزهايمر.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مرضى السكري أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر

 

النظام الغذائي السليم يُقلل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديد علامات تسبق ظهور أعراض ألزهايمر بعقدين تحديد علامات تسبق ظهور أعراض ألزهايمر بعقدين



GMT 05:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

العراق يكشف حقيقة وجود متحور جديد لفيروس كورونا

GMT 04:24 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة العالمية تجدد قلقها من مخاطر أدوية إنقاص الوزن

GMT 21:35 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة العالمية تحذر من أدوية إنقاص الوزن

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثالث جراحة عالمياً لزراعة كُلية حيوان لمريضة أميركية

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon