توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراسة: الضحك نوع من التمرينات الرياضية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دراسة: الضحك نوع من التمرينات الرياضية

القاهرة ـ وكالات

  هل يعد الضحك نوعا من التمرينات الرياضية؟ كان هذا السؤال المختلف محور دراسة جديدة عن الضحك والألم تركز على مدى التداخل الذي قد يحدث بين مشاعرنا وأجسامنا على نحو مفاجئ. واستعان باحثون بجامعة أكسفورد من خلال الدراسة، التي نشرت خلال العام الحالي في دورية «بروسيدجينغ بي»، التي تصدرها الجمعية الملكية، بمجموعة كبيرة من طلبة جامعيين ذكورًا وإناثًا، ثم استعدوا بعد ذلك لإضحاك المتطوعين. مفهوم الضحك يعتقد أكثرنا على الأرجح أن الضحك هو استجابة لشيء مضحك، هذا إن فكرنا بالأساس، لذا فهو فعل من أفعال الشعور. ومع ذلك فإن الضحك فعل بدني بالأساس، حيث يتضمن زفيرا متكررا قويا من الرئتين كما يوضح روبين دانبر، أستاذ علم النفس التطوري بجامعة أكسفورد والمؤلف البارز لهذه الدراسة. يقول دانبر: «على عضلات الحجاب الحاجز أن تعمل بقوة. لقد سمعنا جميعًا عبارة (يضحك إلى حد الألم). هذا الألم ليس على سبيل المجاز، فالضحك لفترة طويلة قد يكون مؤلمًا ومرهقًا». ولا يقل في ذلك (الألم) عن إجهاد التمرينات الرياضية. مع ذلك هل الضحك يثير رد فعل نفسيا مشابها للذي تثيره التمرينات الرياضية، وإن كان الأمر كذلك، ما الذي يكشفه هذا عن طبيعة بذل المجهود؟ لاكتشاف هذا الأمر جعل دانبر وزملاءه المتطوعين يشاهدون مجموعة من المقاطع المصورة المضحكة وكذا مقاطع وثائقية جافة فرادى وفي مجموعات؛ لكن قبل ذلك خضع المتطوعون لاختبار لمعرفة مدى تحملهم للألم من خلال اختبار مدة تحملهم لحزام قياس ضغط الدم أو قربة مجمدة. بين الألم والضحك يستند قرار تضمين الدراسة - التي من المفترض أن تكون لمحبي المرح - موضوع الألم، إلى واحد من تأثيرات التمرينات الرياضية العنيفة وهو تحفيز الجسم على إفراز الإندروفينات endorphins أو ما يطلق عليها المخدرات الطبيعية. ومن المعروف عن الإندروفينات أنها تلعب دورًا حاسمًا في السيطرة على الألم كما ذكر مؤلفو الدراسة. وتثير الإندروفينات، مثلها مثل الأشكال الأخرى من المخدرات، في النفس، النشوة والهدوء والسعادة. مع ذلك من الصعب دراسة إفراز الإندروفين بشكل مباشر لأن أكثر مراحل هذه العملية تتم داخل المخ وتتطلب عمل ثقب في أسفل الظهر لرصدها على حد قول الدكتور دانبر. وليس هذا بالخطوة التي يتقبلها ويوافق عليها المتطوعون بإرادتهم خاصة في إطار دراسة عن الضحك. وعوضًا عن ذلك، اتجه دكتور دانبر وزملاؤه إلى قياس القدرة على تحمل الألم، كوسيلة غير مباشرة، لكنها مقبولة بوجه عام، لإفراز الإندروفينات. وإذا ازداد مدى تحمل الألم لدى أحدهم، من المفترض أن يكون مملوءا بالمسكنات الطبيعية. وحسب التجربتين اللتين أجراهما الدكتور دانبر، ازدادت قدرة الأفراد على تحمل الألم بعد مشاهدتهم لمقاطع مصورة مضحكة، لا بعد مشاهدتهم للمقاطع المصورة الوثائقية. كان الفارق الوحيد بين التجربتين هو قياس العلماء لاستجابة الجسم عند ضحك المشاركين بواسطة أجهزة تسجيل صوتي مكّنتهم من سماع قهقهة المتطوعين. وكان يحدث انكماش في عضلات البطن أثناء الضحك، وكانت مستويات الإندروفين ترتفع، ويزداد معها مدى تحمل الألم والشعور العام بالاستمتاع اللطيف. بمعنى آخر، كانت الأفعال المادية الناجمة عن الضحك من انكماش في عضلات البطن والاستجابات الكيميائية الحيوية هي التي حفزت الاستمتاع بمشاهدة المقطع الكوميدي ولو جزئيا على الأقل. وربما كان الشعور بالتفاعل الزائد في هذا السياق ناجما عن الطريقة التي يحفز بها الضحك إفراز الإندروفين كما كتب دكتور دانبر وزملاؤه. ينتج الجانب المادي من الضحك عن استجابة شعورية لشيء يراه الشخص مثيرا للضحك. وقد لا يتضح سبب إثارة هذا التداخل بين الإندروفينات والضحك اهتمام الذين يمارسون تمرينات رياضية، لكن الدكتور دانبر يوضح أن ما يحدث خلال ممارسة نوع من المجهود البدني، من المرجح أن يحدث خلال ممارسة مجهود آخر. عدوى الضحك الضحك فعل معدٍ بشكل كبير. خلال هذه الدراسة، كان المشاركون أكثر استعدادًا للضحك ورغبة فيه عند مشاهدتهم للمقاطع المصورة المضحكة وسط مجموعة مقارنة بحالهم عند مشاهدة المقاطع نفسها فرادى. كذلك ازدادت قدرتهم على تحمل الألم بعد مشاهدة المقاطع عندما كانوا وسط مجموعة. وربما يحدث أمر مشابه عندما يمارس الناس التمرينات الرياضية سويًا كما يوضح دكتور دانبر. ودرس هو وزملاؤه، خلال تجربة بدأت عام 2009، مجموعة من ممارسي رياضية التجديف الماهرين في جامعة أكسفورد، وطلبوا منهم إما ممارسة الرياضة على آلات تجديف منفردة أو في صالة ألعاب رياضية أو على آلة تشبه قارب التجديف الذي يجدف فيه المشاركون كلهم سويا. في الحالة الأخيرة كانوا يبذلون الجهد الجماعي كمجموعة متحدة. بعد أن انتهوا من التجديف سويًا، تم اكتشاف زيادة قدرتهم على تحمل الألم، وربما كذلك ارتفاع مستوى الإندروفين، مقارنة بحالتهم عند البداية، لكنها كانت أيضا أكبر من مستواها عندما كانوا يجدفون فرادى. ويقول دانبر: «لا نعلم سر العمل الجماعي، لكن يبدو أنه قوي جدًا». لذا إذا كنت تركض أو تلعب على العجلة وحدك، فربما بات من الأفضل لك التفكير في الحصول على شريك. قد ترتفع استجابة الجسم لإفراز الإندروفين، ويبدو هذا التل الضخم أقل إثارة للخوف على الأقل من الناحية النظرية. وإذا كنت تفضل ممارسة التمرينات الرياضية وحدك، فربما يكون من المفيد في هذه الحالة الترفيه عن ذاتك بالاستماع إلى نكتة جيدة. مع ذلك لا تتوقع أن يساعدك الضحك المفتعل كما يقول دانبر. وأضاف: «ولا يتمتع المهذبون الذين يكتمون ضحكاتهم بهذه السلسلة المنطلقة المتكررة من الزفير الضرورية حتى يحدث تأثير الإندروفين».

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة الضحك نوع من التمرينات الرياضية دراسة الضحك نوع من التمرينات الرياضية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon