يقول باحثون إن أمام الطب الكثير الذي يمكن أن يتعلمه من كرة القدم، وذلك في ما يتعلق بتطوير وسائل جديدة للرعاية الصحية.وتفيد دراسة في الإصدار الخاص بعيد الميلاد من دورية الطب البريطانية بأن التحليلات في كرة القدم تكون غالبا أكثر عمقا مقارنة بتقييم الأدلة الإكلينيكية.ويقول معدّو الدراسة إن كرة القدم تقدم وسيلة أفضل في ما يتعلق بقياس الأمور الأكثر أهمية من الناحية الصحية.
وخلصوا إلى أن نظام الرعاية الصحية في بريطانيا يمكن أن تستفيد من بعض المهارات التي يتمتع بها مدربو كرة القدم.وتقول الدراسة أيضا إن كرة القدم والرعاية الصحية كلاهما يشمل أمورا معقدة، وتضيف أنه عند النظر إلى التحسينات التي يمكن تقديمها، تستطيع كرة القدم أن تقدم بعض الدروس الهامة في مجال الطب.ويوضح الكساندر كلارك، الكاتب الرئيسي للدراسة والأستاذ بجامعة ألبيرتا، الأمر من خلال إجراء مقارنة بين بعض خصائصه شخصيا، وتلك التي يتمتع بها اللاعب الأسطوري ليونيل ميسي.ويقول كلارك إن كلاهما لديه شعر بني، ومهارة استخدام القدم اليمنى، وكلاهما قصير القامة، ويقول إن كلاهما أحرز العديد من الأهداف من خلال اللعب بارتداء القميص رقم 10.لكنه يعترف أن الملاحظة الدقيقة والتقييم المعلوماتي وإدراك سياق النجاح لكل منهما، يؤدي إلى استنتاج أن اللاعب الأرجنتيني ميسي هو "المفضل على الإطلاق."ويرى كلارك إن هذا النهج التحليلي كثيرا ما يفتقر له مجال الرعاية الصحية، والذي يقول إنه يميل للتركيز على ما يمكن وصفه بسهولة أكثر من التركيز على الأشياء الأكثر أهمية.
وتقول الدراسة إن كرة القدم أفضل في تحديد العوامل الضمنية التي يمكن أن تؤثر على الأداء، بما في ذلك السلوك الشخصي لأحد اللاعبين لاعب، وأرضية الملعب الموحلة، والإصابات، وكذلك تأثير الجمهور العدائي.وتضيف الدراسة "يمكن للباحثين في مجال الرعاية الصحية أن يتعلموا من كرة القدم من خلال وضع تصور للعناصر المهمة بشكل أكثر شمولية، واستخدام المناهج البحثية التي تتعامل بشكل أفضل مع تعقيدات التدخلات الطبية، ومحاولة شرح النتائج بشكل أفضل."
وتقول الدراسة إن الدروس الأخرى التي يمكن لمجال الرعاية الصحية الاستفادة منها الاستعداد في الاعتراف بالفشل والتعلم منه، وكذلك الاستكشاف المتعمق لما إذا كانت خطط اللعب صالحة والأسباب المرتبطة بذلك.ويقول كلارك إن أكثر مدربي كرة القدم نجاحا لديهم خصائص يمكنها مساعدة خدمة الصحة في مهمتها. وأضاف "أفضل مدربي الكرة يمكنهم أن يساعدوا الناس في تحقيق أداء يفوق قدراتهم."ويقول الطبيب جورج راي، والذي قضت الاصابة على آماله في مجال كرة القدم، إن هناك خصائص مشتركة بين كرة القدم والرعاية الصحية، وقد شهد وهو لاعب صغير السن عبقرية لاعب كرة القدم جوك ستاين.ويقول الطبيب إن هاري ريدناب مدير كرة القدم بنادي كوينز بارك رينجرز لديه المهارات الحقيقية في هذا المجال، وأضاف "إنه شخص يمكنه أن يستفيد من الموارد المتاحة، ويتكيف مع الظروف، ويقدم نتائج ترضي الناس."وفي ما يتعلق بمشجعي كرة القدم، والذين قدمت الدراسة جانبا يتعلق بهم، شملت النتائج الإيجابية التي توصلت إليها الدراسة بشأن هؤلاء وهي "حياة أكثر سعادة"، و"انسجام أفضل بين الزوجين".وأشارت الدراسة أن هؤلاء المشجعين يميلون إلى أن يرى كل واحد منهم نفسه على أنه مكونا رئيسيا لتحقيق النجاح حينما تكون النتائج ايجابية، وأنهم يميلون إلى التقليل من دورهم حينما يتعلق الأمر بالهزائم.ويؤكد الطبيب أندي فرانكلين-ميلر، وهو خبير بارز في طب الرياضة والتدريبات البدنية، على أهمية الخبرة في هذا الأمر.
ويقول ميلر إن "إدارة الأمور الصحية عملية تُكتسب بمرور الوقت، ويتطور نضج الأطباء بالممارسة، كما أنهم يفهمون أكثر من خلال التجربة ما هي الأشياء التي تفيد وما الأشياء التي لا تفيد."
وأضاف "وهذا هو الأمر نفسه في إدارة كرة القدم، فسيكون هناك لاعبون صغار موهوبون، لكن عوامل مثل العمر والخبرة لهما دور واضح، كما أن مفهوم تطوير إدارة المستشفيات بعيدا عن الأطباء والجراحين الكبار في رياضة النخبة أمر ليس موجودا الآن."وتابع "لن تجد السير أليكس فيرغسون مثلا يعمل تحت إدارة شاب حديث التخرج في مجال دراسات الأعمال الإدارية."
أرسل تعليقك