برلين ـ وكالات
زداد الإصابة بمرض انسداد الشعب الهوائية وخاصة في البلاد الصناعية ، مايعني أن هذا المرض سيكون من أهم أسباب الوفاة في العالم بحلول عام 2020 حسب بعض المتخصصين الذين يؤكدون على أن كيفية العلاج ونجاحه مرتبط بتطور المرض."في البداية كنت أصعد الدرج بصعوبة بالغة، بعدها تدهورت صحتي كثيرا وأصبحت أعاني من ضيق في التنفس يعيقني عن القيام بأي حركة"، هكذا وصف الألماني فريدريش تسونفت معاناته، قبل أن يكتشف بأنه مصاب بمرض التهاب الشعب الهوائية المزمن. يكون تنفس المصاب بهذا المرض سطحيا، مايمنع حصول الرئتين والقلب على الهواء الكافي. وفي حال تفاقم المرض يصبح المريض بحاجة ماسة إلى استخدام جهاز للإنعاش يساعده على التنفس.وتشهد نسبة الإصابة بهذا المرض ارتفاعا ملحوظا وخاصة لدى سكان البلاد الصناعية إذ تقدر نسبة الإصابة به حوالي 10 بالمئة، مادفع البروفسور كلاوس إف رابه أخصائي أمراض الرئة للتحذير من هذا المرض بقوله " حتى عام 2020 من المتوقع أن تزداد نسب الوفيات في العالم بشكل كبير بسبب الإصابة بمرض التهاب الشعب الهوائية المزمن، وسيصبح هذا المرض من أهم أسباب الوفاة في العالم وهو أمر مخيف".وفي حديثه مع DW يؤكد الدكتور باسم "أبو لبدة" أخصائي أنف أذن حنجرة أن "المدخنين هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، إضافة إلى عمال البناء لاستنشاقهم الغبار بشكل مستمر وعمال المناجم أيضا".أما أسباب الإصابة بهذا المرض فهي مختلفة حسبما يشرح الدكتور "أبو لبدة" "ينتج هذا المرض عن التهابات مزمنة في الرئة سواءا كانت تحسسية أم فيروسية أم بكتيرية وفي بعض الحالات قد تكون وراثية".تؤدي الالتهابات الرئوية المزمنة إلى إتلاف جدران الحويصلات الهوائية الدقيقة في الرئة حيث يتم تبادل الهواء عندما تكون الرئة سليمة. مايتسبب في نشوء فقاعات كبيرة تلتقط الهواء ولا تسمح إلا بخروج القليل منه فتنتفخ الرئة حسبما يشرح البروفسور كلاوس إف رابه أخصائي أمراض الرئة ويضيف موضحا " لدى انسداد الشعب الهوائية تستبدل الفقاعات الهوائية الصغيرة التي تنقل الأكسجين بفقاعات أكبر مايؤدي إلى تقلص المساحة الكلية المتاحة لتبادل الغازات".وتعد معالجة هذا المرض ممكنة عندما يكون في مراحله الأولى، ويصبح مستحيلا في حال تفاقمه، حينها يقتصر العلاج على التقليل من حدة الأعراض والمعاناة التي يتعرض لها الجسد ومنع تدهور حالة المريض، حسبما يشرح رالف ايبرهارت أخصائي أمراض الرئة في مشفى توراكس في مدينة هايدلبرغ " لا يمكننا معالجة الرئة التي تتلف بسبب التهاب الشعب الهوائية المزمن فالأدوية تصبح عديمة الفعالية، لذا نسعى إلى تحسين ظروف حياة المرضى من خلال عمليات تنظيرية".أما الاجراءات العلاجية لهذا المرض المزمن فتسمح بدخول الهواء بشكل أكبر لرئتي المريض لتخفيف انتفاخ الرئة. وتختلف الاجراءات باختلاف موقع تضخم الرئة وشدته.ومن بين هذه الاجراءات العلاجية زرع صمام في القسم المصاب من الرئة. واستخدام هذه الطريقة لا يكون إلا في حالات التضخم الذي يصيب أجزاءا محددة من الرئة كحالة فريدريش الذي يعاني من تضخم في الجزء العلوي من الرئة حسبما تؤكد الدكتورة مايكة أولغيس أخصائية أمراض الرئة وتضيف قائلة "للقيام بهذه العملية يجب ألا يكون المريض مصابا بمرض التصلب العصبي في القنوات التي تربط الشعب السليمة والمصابة".يوضع الصمام على المنطقة المنتفخة في الرئة، ويقوم الصمام بمنع دخول الهواء أثناء التنفس مايسمح للشعب الهوائية المسدودة بالتخلص من الهواء المتجمع، ولتحصل بذلك الأجزاء السليمة من الرئتين على كمية أكبر من الهواء مايحسن من حالة المريض.ما الطريقة الثانية في العلاج فتكون بالاستنشاق وتستخدم هذه الطريقة في حالة التضخم الحاد في الشعب الهوائية حسبما يشرح رالف ايبرهارت "طريقة العلاج هذه مخصصة فقط لأولئك الذين يكون التضخم لديهم غير محصور بين الجزء العلوي أو السفلي من الرئة".العلاج بالاستنشاق هي إحدى الطرق المستخدمة للتقليل من حدة الأعراض والمعاناة التي يتعرض لها المريضتتم المعالجة بإيصال كمية محددة من البخار المائي إلى الرئة بحرارة 70 درجة مئوية ، ويؤدي إيصال هذه الجرعة من البخار إلى تقليص حجم الجزء المصاب من الرئة لتحصل الأحزاء السليمة من الرئة على مساحات أكبر لدى التنفس. وتؤكد ايركا باشنغر التي خضعت للعلاج بهذه الطريقة أنها لم تعد بحاجة إلى جهاز للإنعاش ، إذ أثبتت الفحوصات أن حجم رئتيها تضاعف وتعبر عن فرحتها بالنتائج التي حصلت عليها بالقول "لم أعد بحاجة إلى جهاز إنعاش وأستطيع التنقل كيفما أشاء وهذا رائع جدا" .ليس العلاج وحده كافيا للتقليل من حدة الأعراض التي يعاني منها المصابون بهذا المرض، إذ يرى الدكتور "أبو لبدة" أن اتباع نشاطات بدنية كالركض أو التجول في مناطق يكون فيها الهواء نقيا من شأنه أن يساعد في العلاج مؤكدا على أن "الإقلاع عن التدخين هو شرط أساسي للعلاج".
أرسل تعليقك