c الأطفال في أميركا يعانون من الجوع - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 01:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأطفال في أميركا يعانون من الجوع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأطفال في أميركا يعانون من الجوع

واشنطن ـ وكالات

بلغت معدلات فقر الأطفال في الولايات المتحدة مستويات قياسية، حيث تؤثر على نحو 17 مليون طفل في البلاد، كما يتزايد عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع بشكل يومي. فلم يغب الطعام عن فكر الطفلة كايلي هايود البالغة من العمر10 سنوات وشقيقها الأكبر تايلر البالغ 12 عاما. وأمام أحد بنوك الطعام الخيرية في مدينة ستوكتون، وقف الأبناء يتناقشون مع والدتهم بشأن الـ 15 سلعة المسموح لهم بأخذها، حيث لا يوجد لديهم المال الكافي للذهاب للتسوق للحصول على سلع أخرى.وحينما أرادت كايلي أن تأخذ شرائح اللحم، عارضتها الأم بسبب عدم امتلاكهم لثلاجة لحفظ الطعام في الحجرة التي يقيمون بها في نُزل بالمدينة، كما لا يوجد لديهم مكان لطهي الطعام. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتنازع فيها أفراد الأسرة من أجل كبح رغبتهم في الحصول على الطعام المفضل لديهم، أو الحصول على القدر الكافي منه. وتقول كايلي: "نحن لا نتناول ثلاث وجبات في اليوم، مثل الإفطار، والغداء والعشاء، وحينما أشعر بالجوع أشعر معه بالحزن والتعب." ويعيش كل من كايلي وتايلر مع والدتهما باربارا التي كانت تعمل قبل ذلك في أحد المصانع، وبعد فقدها لوظيفتها، أصبح من حقها الحصول على مبلغ من المال وتذاكر الطعام من الحكومة، بما يعادل ألف و480 دولار شهريا.ولم تستطع الأسرة أن تتحمل إيجار المنزل الذي كانت تقيم فيه، والذي كان يكلفهم ألف و326 دولارا شهريا، حيث كان يتبقى لهم القليل من المال الذي لا يكفي للحصول على الطعام أو البنزين.وكانت كايلي تساهم في دخل الأسرة من خلال عملها في جمع القناني المعدنية الفارغة على جانبي خط السكة الحديد بالقرب من منزلها القديم، حيث كانت تحصل على مبلغ سنتين إلى خمس سنتات لكل قنينة تجمعها. وكان تايلور يساعد كذلك من خلال العمل في قص أعشاب الحدائق في المنازل، وكان يحصل في المقابل على 10 دولارات. ويقول تايلر: "كنت أساهم بست دولارات لشراء الغاز، بينما أعطي الأربع دولارات المتبقية لوالدتي من أجل شراء الطعام." وبدلا من التسوق في المتاجر، تقوم كايلي بشراء ملابسها من دكان تابع لمؤسسة "جيش الخلاص" الخيرية، حيث يسمح لها بشراء قمصان بسعر 60 سنتا للقميص الواحد، وتعد الملابس التي يصل ثمنها إلى دولارين "غالية جدا" بالنسبة لها. ويبلغ إيجار الغرفة الحالية التي تقيم فيها العائلة نحو 700 دولار شهريا، ولكن محاولة الأسرة لتحقيق التوازن في نفقاتها يعني أن عليها أن تبذل المزيد من التضحيات. ويقول تايلور إن هناك أياما حلوة وأياما أخرى سيئة، وأضاف: "في بعض الأحيان عندما يكون لدينا رقائق الذرة، لا يكون لدينا اللبن، فيصبح علينا أن نأكلها جافة." وتعد هذه الأسرة من بين 47 مليون أمريكي من الذين يُعتقد أنهم يعتمدون على بنوك الطعام الخيرية للحصول على الغذاء، كما أن هناك طفل من بين كل خمسة أطفال يتلقون مساعدات غذائية في أمريكا.وفي المنطقة التي يعيش فيها كايلي وتايلر، يشهد بنك طعام "ريفر بند" زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدة. وتقول كارين لوفلين، التي تعمل مع بنوك الطعام منذ 30 عاما: "لقد تغير الوضع بشكل كبير منذ بداية الركود، ونحن نشهد زيادة بنحو 30 إلى 40 في المئة فيما يتعلق بأعداد الأشخاص الذين يأتون إلينا."وتضيف: "ليس هذا فقط لأن العديد من الناس فقدوا وظائفهم، لكن أيضا لأن الوظائف البديلة تقدم مرتبات أقل، حتى أنك لا تستطيع أن تطعم أسرة." وتقول باربارا، والتي تقوم الآن بالتدريب في إحدى المدارس المتخصصة في مجال الحلاقة: "لم أرَ مطلقا الوضع بهذا السوء، فقد أصبح الحصول على الوظائف أمرا صعبا جدا." وتضيف: "لقد ذهبت إلى الطبيب بسبب الكآبة، وقد طلب مني تناول أدوية لعلاج الكآبة بسبب نوبات الهلع التي كنت أعاني منها. ولا أعرف ما إذا كنت سأجد وظيفة بعد الانتهاء من المدرسة، أو ما إذا كانت الأمور سوف تتحسن."وفي شهر فبراير/شباط، وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب له بزيادة الحد الأدنى للأجور ليصبح 9 دولارات للساعة. وقال أوباما في خطابه: "هذه الخطوة بمفردها سترفع الدخول لملايين من العائلات العاملة، وقد يعني هذا الفرق بين التسوق من محلات البقالة أو الاعتماد على بنوك الطعام، وهو يعني أيضا الفرق بين العيش في منازل مؤجرة أو الخروج منها إلى المجهول، والعيش على الهامش أو العيش بكرامة..." لكن عائلات مثل عائلة باربارا، والتي يفقد فيها الوالدان وظيفتيهما بشكل مفاجئ، ويتعرض فيها الأطفال للجوع، ما زالت تشغل اهتمام بنوك الطعام. اوتقول لوفلين إن العديد من هذه الأسر لا تعرف أين تذهب للحصول على مساعدة، وقد تشعر بالخجل من طلب ذلك، وتضيف: "هناك الكثير من الأشخاص الذين يأتون إلينا لم يكن يخطر ببالهم أن يروا أنفسهم في هذا الموقف."وتظهر انعكاسات هذه المشكلة في جميع أنحاء أمريكا، كما تقول مؤسسة "فيدينغ أمريكا" أو إطعام أمريكا الخيرية، والتي تدير 200 بنكا للطعام، وتطعم 37 مليون شخص كل عام، من بينهم 14 مليون طفل.وتقول المؤسسة إن نحو 17 مليون طفل أمريكي يعيشون في بيوت لا يستطيعون فيها أن يعتمدوا على الحصول على طعام صحي كاف. فالبنسبة لبعض العائلات، قد يعني الطعام الرخيص وسهل التحضير، مثل شطائر البيتزا، زيادة احتمالات الإصابة بالبدانة والتعرض لمشكلات صحية في وقت لاحق في المستقبل. كما تشغل الدراسة بال الطفلة كايلي، التي لا تقوم الآن بالذهاب إلى المدرسة بسبب الانتقال عدة مرات لتغيير السكن، وسط حالة من عدم اليقين بشأن المكان الأخير الذي سوف تستقر فيه الأسرة. فبعد أن تركت الأسرة حجرتها في موتيل (نُزل) بالمدينة، قضت الأسرة فترة وجيزة في منزل جديد، ولكنها لم تستطع كذلك أن تتحمل ثمن الإيجار فاضطرت للانتقال مرة أخرى، بعد أن عجزت جدة الأطفال التي تعيش معهم في المساهمة في قيمة الإيجار.وتأمل باربارا أن يتغير ذلك، وخاصة إذا تمكنت من الحصول على مقطورة معدة للسكن، والتي تأتي من خلال عقد للإيجار لمدة عامين وتقدم فرصة للاستقرار. وترى كايلي أن فرصة العودة إلى المدرسة مرة أخرى تشكل أمرا ضروريا بالنسبة لها، وتقول: "أريد حقا أن أكون في المدرسة، فإن أنت لم تحصل على تعليم جيد، فلن تحصل على الكثير من المال، ولن تحصل على وظيفة جيدة، وسينتهي بك الأمر وأنت نائم لدى منزل والدتك."

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال في أميركا يعانون من الجوع الأطفال في أميركا يعانون من الجوع



GMT 15:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المشي وركوب الدراجات بانتظام يمنع جلطات الدم

GMT 15:21 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعور بالوحدة يعتبر مؤشرًا قويًا لحدوث الوفاة المبكرة

GMT 08:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الفم

GMT 23:33 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح للتخلص من الوزن الزائد

GMT 23:21 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

6 عناصر غذائية مهمة لحمايتك من السرطان

GMT 07:32 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الباذنجان الصحية للجسم والجلد والعظام

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 23:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»
  مصر اليوم - روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»

GMT 03:46 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

طريقة فعالة لـ"إطالة" عمر المسنين

GMT 16:41 2020 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

أول لاعب مغربي يعلن إصابته بفيروس كورونا

GMT 10:22 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أمير رمسيس يؤكد أن "حظر تجول" مباراة تمثيلية

GMT 03:56 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصفات الكاملة لـ "آيباد برو" الصيني الخاص بـ "هواوي"

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

موعد آذان الظهر اليوم في مصر اليوم الثلاثاء 15-10-2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon