نيويورك ـ مادلين سعادة
يعتبر مني الرجال في أفضل حالاته في فصل الشتاء، وحتى أوائل فصل الربيع وفقًا لما كشفته نتائج بحث حديث، أجراه فريق إسرائيلي، من خلال دراسة عينات من مني 6000 رجل ممن يتم علاجهم من تراجع مستوى الخصوبة، و كشفت التحاليل المعملية أن الحيوانات المنوية تكون أقوى وأكثر عددًا وأكثر سرعة في السباحة وفيها الحد الأدنى على الإطلاق من التشوهات في المني الذي ينتجه هؤلاء الرجل في فصل الشتاء، بينما تتراجع جودة هذه الخصائص في الحيوانات المنوية بقدوم الربيع، وعلى مدار فصول السنة المتبقية حتى حلول الشتاء التالي.
وأشار البحث إلى أن غالبية الأطفال يولدون في فصل الخريف لأن الحيوانات المنوية تكون في أفضل حالاتها في فصل الشتاء، و يؤيد ذلك نتائج توصلت إليها دراسات أُجريت على الحيوانات أكدت أن هناك عوامل عدة تتحكم في جودة النطفة أو المني وما تحمله من حيوانات منوية، وهي العوامل التي تمتد من درجة الحرارة إلى طول ساعات النهار بالإضافة إلى المتغيرات الهرمونية.
و في هذا الصدد، علقت مجلة طب النساء والتوليد الأميركية على الدراسة بأنه إذا كان للعوامل الموسمية دور في جودة الحيوانات المنوية، فستحتل الدراسة الجديدة مكانًا بارزًا على مدار الفترة المقبلة لاكتشاف إلى أي مدى يمكن أن تفيد في الكشف عن أثر الأحوال الجوية على الصحة الإنجابية.
ومن جانبه أشار رئيس فريق البحث إلى أن 4960 عينة مني من إجمالي عدد عينات وصل 6455 عينة أثبتت التحاليل المعملية أنها خالية من مشكلات الحيوانات المنوية بينما ثبت أن 1495 عينة أشارت إلى وجود عيوب في الحيوانات المنوية تأتي في مقدمتها عدد الحيوانات المنوية.
وكانت "منظمة الصحة العالمية" قد عرفت المعدل الطبيعي لعدد الحيوانات المنوية بأنه وجود 16 مليون حيوان منوي في كل ملليلتر من مني الرجل، ومع الأخذ في الاعتبار أن إنتاج خلايا المني يستغرق من الجسم 70 يومًا، أشارت الدراسة الجديدة، التي أُجريت في جامعة بن جوريون في النقب، إلى أن العدد الأعلى على الإطلاق للحيوانات المنوية ينتجه الرجال في الشتاء، وهو العدد الذي يصل في بعض الأحيان إلى 70 مليون حيوان منوي في كل ميلليلتر من المني.
وما تتأثر سرعة الحيوانات المنوية وقدرتها على السباحة في ماء الرجل بالعوامل المناخية حيث ثبت في بعض الأحيان أن وصول الحيوانات المنوية إلى عدد كبير كأن يصل إلى 68 مليون حيوان منوي في الميلليلتر من الممكن أن يتمتع 3% منها فقط بالسرعة اللازمة والقدرة المناسبة لتلقيح البويضات.
أرسل تعليقك