القاهره ـ أ.ش.أ
الخوف من أكثر الأعراض النفسية والجسمية الأكثر شيوعاً، رغم أن الاضطراب الناشئ عنها أقل خطراً، وقد لا يخلو أحدنا منها دون أن يعتبر ذلك مرضاً أو انحرافاً، كما قال الدكتور سيد القاضى استشارى العلاج النفسى، مثلاً نجد أن الأم تخاف على طفلها أو زوجها المتأخر عن العودة للمنزل أن يكون قد وقع له حادث، فالخوف إذاً هو انفعال فطرى يتجلى فى الهروب من الأخطاء والابتعاد عنها.
وينعكس هذا الخوف على ملامح وجه الخائف حيث نلاحظ أولاً أن عينى الخائف تتسعان وذلك بانفراج الجفون وابتعادها عن الحدقة، وفى نفس الوقت فإن المشاهدة تكون مشتتة ومتنقلة وغير متمركزة على شىء واحد، وبالإضافة إلى هذا فإن الحاجبين يرتفعان عن مكانهمــا الطبيعى، كما أن الجبهة ترتد إلى الخلف بحيث تظهر كرمشة فيها، كما أن الأسنان تصطك بعضها مع البعض، وقد يعض الشخص الخائف لسانه أو السطح الداخلى للخدين أما الشعر فأنه يقف بالفعل.
وأوضح القاضى أن الخوف يؤثر على حركة الجسم والأطراف من خلال تفكك المفاصل وربما يكون ذلك راجعاً إلى الجهد الذى يبذله القلب فى نقل الدم إلى سطح الجلد، وتجد أن الخائف سرعان ما تنهار قواه بحيث لا يستطيع أن يحمل جسمه على رجليه فيرتمى على الأرض جالساً أو نائماً وإن كان الخائف يحمل فى يديه ثقلاً ما، فإن قبضته عليها تضعف فتسقط الأشياء من بين يديه وتكثر الحركات العشوائية غير الهادفة، وتتسم تلك الحركات بالرتابة والنمطية، وطبيعى أن يحاول الشخص الخائف الهرب والابتعاد من مصدر الخوف ولكنه يغلب نفسه فيبقى فى مكانه عاجزا عن الفرار.
ولهذا فتعد الانفعالات الشديدة والضغوط التى يتعرض لها الإنسان كالخوف والغضب يحرض الغدة النخامية على إفراز هرمونها المحرض لإفراز كل من الأدرينالين والنور أدرينالين من قبل، الذى يؤدى إفرازه فى الدم إلى تغيرات فسيولوجية وكيميائية حيوية مذهلة، إنه يهيئ الجسم لقوى رهيبة؛ وذلك استجابة لإشارة التهديد الصادرة من الغضب والغيظ والحقد، وتقوم أيضا غدة الأدرينال" بإفراز هرمونات القشرة مثل هرمون "الكورتيزون"؛ لإعداد الجسم بيولوجيا للدفاع عن الإرهاق النفسى بأشكاله المختلفة. كما تقوم الأعصاب الودية على إفراز النور أدرينالين كذلك إحداث تغيرات خاصة بالقلب والدورة الدموية فالقلب يدق بشدة وبسرعة هائلة، بالإضافة إلى شدة التنفس واضطراب حركته وفى بعض الحالات ينعكس الوضع فيكاد التنفس يتوقف تماماً.
وينتج هذا قبل إظهار أثر تدفق هرمون الأدرينالين فى الدم وما يصاحبه أيضا من حدوث نشاط كبير فى الجهاز العصبى، وبخاصة فى بعض مناطق المخ، وفى بعض حالات التى يصل فيها الخوف إلى يصل فيها إلى حد الذعر حدوث تقلصات عقلية داخلية لا يقف عليها المشاهد من الخارج ولكن ردود فعلها وانعكاساتها تتضح فى العضلات الظاهرة للعيان .
يقول استشارى العلاج النفسى، يعد هرمون الأدرينالين المسئول الأول فى محاربة الخوف، والأدرينالين هو هرمون تقوم بإفرازه أثناء تعرض الجسم للغضب أو التعرض لموقف خطر مفاجئ بالنسبة للجسم وهو احد الوسائل القوية التى يستخدمها كرد فعل تجاه القتال أو المواقف المفاجئة حيث يقوم برفع عدد ضربات القلب مما يعنى سرعة ضخ الدماء خلال الشرايين التى تتوسع بدورها لاستيعاب ما يأتيها من الدم لإمداد العضلات والخلايا بالمزيد من الأكسجين الذى يساعدها على استنتاج رد فعل سريع ومناسب بالإضافة إلى أنه يستخدم كدواء لبعض الحالات التى تتعرض للحساسية الشديدة.
أرسل تعليقك