جدة ـ واس
أوصى استشاري أمراض الدم بمستشفى الأطفال بولاية تورنتو كندا البروفيسور فيكتور بلانشيت ، المشارك في المؤتمر العربي الثالث لأمراض الدم والمتزامن مع المؤتمر السنوي العاشر لأمراض الدم والمنعقد حاليًا بمدينة جدة ، بضرورة إنشاء السجل الوطني لمرضى نزعة النزف الدموي أو الهيموفيليا , مشدداً على أهمية العمل على توفير بروتوكلات الوقاية بالنسبة للأطفال المصابين بالهيموفيليا , وذلك لمساعدتهم على ممارسة حياتهم اليومية والاندماج في المجتمع بشكل طبيعي .
وأوضح بلانشت في مداخلة له خلال المؤتمر أن الأطفال الذين يعانون من مرض الهيموفيليا عرضة لحدوث تجمعات دموية داخلية في المفاصل الكبيرة مثل مفصل الركبة ومفصل الحوض ومفصل المرفق أو حتى داخل الجمجمة , مشيرًا إلى أن تكرار التعرض لحدوث هذه التجمعات الدموية في المفاصل يسبب تلفها على المدى البعيد مما يستلزم إجراء جراحة تغيير المفصل، لافتًا النظر إلى أن تكرار حدوث تجمعات دموية في نفس المفصل ثلاث مرات خلال مدة ستة أشهر يستلزم وضع الطفل المريض على بروتوكول علاج وقائي.
وأشار إلى أن مرض نزف الدم الهموفيليا هو وراثي يؤدي إلى منع تخثر الدم والنزوع إلى النزف دون توقف، بسبب معاناة الأشخاص المصابين بهذا المرض من وجود خلل في بروتين الدم الذي يعرف باسم "عامل التخثر" الذي يساعد على وقف النزيف ، مبينًا أنه ووفقا لتقارير منظمة الاتحاد العالمي لمرض الهيموفيليا، فإن نسبة المصابين بالهيموفيليا نوع (أ) تصل إلى 80 بالمائة، فيما تقدر نسبة المصابين بالهيموفيليا نوع (ب) بنحو 20 بالمائة من إجمالي المصابين بمرض الهيموفيليا عموماً , كما أكدت الدراسات أن أعداد المصابين بالهيموفيليا نوع (أ) يتراوح مابين 320 ألف إلى 340 ألف مريض على مستوى العالم.
أما في المملكة العربية السعودية وبالرغم من غياب الإحصائيات الدقيقة لأعداد مرضى الهيموفيليا إلى أن بعض الدراسات أظهر أن هذا العدد يتراوح بين 3000 - 4000 مريض تم تشخيص إصابتهم بالهيموفيليا حتى الآن بالمملكة 99 بالمائة منهم من الذكور.
وحول البروتوكولات الوقائية والعلاجية لمرض الهيموفيليا بنوعية ( أ ) و (ب) قال بلانشت : إن علاجات مرض الهيموفيليا شهدت تطوراً ملحوظاً فبعد أن كان الاعتماد يقوم على الأدوية المستخلصة من مشتقات الدم الآدمي والتي تتزايد احتمالات تلوثها بالأمراض الفيروسية الخطيرة وبالتالي فإن تعرض المريض المتلقي لمشتقات الدم بالأمراض الفيروسية الخطيرة التي تنقل عبر الدم مثل مرض الالتهاب الكبدي الوبائي "ب" ومرض الالتهاب الكبدي الوبائي "ج" أو حتى مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز.
كما أشار البروفيسور بلانشت في مداخلته إلى أن مضاعفات الإصابة بمرض نزعة النزف الدموي كانت متعددة وأكثر خطورة في العقود الزمنية القليلة الماضية ومن ضمنها تقليل معدلات الأعمار بين الأطفال والتسبب في حدوث التهابات وتشوه المفاصل، إلا أن ظهور الأدوية الحديثة المتطورة تكنوبيولوجياً والتي أسهمت إلى حد كبير في نجاح بروتوكولات الوقاية والعلاج".
واختتم بلانشت حديثة بالمطالبة بتشجيع المرضى على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي , وأنواع الأنشطة بعيداً عن الرياضات العنيفة مع العمل على تجنب التعرض للإصابة".
أرسل تعليقك