القاهرة ـ مصر اليوم
بعض مرضى فيروس كورونا، بعد تماثلهم للشفاء تظهر نتيجة مسحتهم إيجابية مرة أخرى، مما يثير القلق والذعر لديهم ولذويهم. وتبدأ سلسلة من التساؤلات، هل أصيبوا بالفيروس مرة أخرى رغم اختفاء الأعراض لديهم، أم أن مناعتهم غير قادرة على مواجهة الفيروس.
يقول الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ الميكروبيولوجى الطبية والمناعة، إنه حتى اليوم يوجد أكثر من 150 نوعا من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، ويمكن تقسيم هذه الاختبارات إلى مجموعتين، الأولى اختبارات تشخيصية تكشف عما إذا كان الشخص مصابا بالفيروس في الوقت الحالى وقادرا على نقل العدوى للآخرين، والثانية تكشف عما إذا كان الشخص أصيب بالفيروس في الماضى وشفى منه أم لا، لافتا إلى أنه من أجل تشخيص إصابة الشخص يستخدم اختبارا يعرف باسم PCR، ويمكن أيضًا استخدام اختبارات تسمى بـ»تضخيم الحمض النووى متساوى الحرارة«، وهى شبيهة بالـ»pcr«، وفى كلتا الحالتين تؤخذ مسحات من اللعاب بعود قطنى من الجهاز التنفسى العلوى للإنسان، أي الحلق والأنف والفم، كما يمكن أخذ عينات من الرئتين أيضًا، ويقوم المختصون بعد ذلك بتحليل العينة لتحديد ما إذا كانت تحتوى على العامل الوراثى لفيروس كورونا، إذا ثبت وجود العامل الوراثى أو»الجينوم«للفيروس في العينة، ويعنى ذلك أن صاحب العينة حامل للمرض، لكن يجب الانتباه إلى أن عدم وجود العامل الوراثى في العينة لا يعنى بالضرورة عدم حمل الشخص للفيروس، فقد يكون في جسمه بالفعل لكنه في أجزاء أخرى لم تؤخذ منها عينات.
وأشار أستاذ الميكروبيولوجى الطبية والمناعة، إلى أن ذلك يفسر بعض الحالات التي ظن الأطباء أنها تعافت من كورونا ثم جاءت نتائج اختبارات عيناتهم إيجابية بعد خروجهم من المستشفى، فمن المرجح أنهم كانوا حاملين للفيروس طيلة الوقت، لكنه لم يظهر في العينات التي أخذها منهم الأطباء قبل خروجهم من المستشفى، وهو ما أدى إلى اعتقاد الأطباء بشفائهم، أما المجموعة الثانية من اختبارات الكشف عن فيروس كورونا هي اختبارات الأجسام المضادة وتعمل بتقنية تسمى»ELISA«، وهى تقنية مناعية إنزيمية تظهر ما إذا كان الشخص أصيب بالفيروس في الماضى، فعند إصابة الجسم بأى فيروس، يقوم الجهاز المناعى بتكوين أجسام مضادة لمقاومته، وفى حالة العثور على هذه الأجسام المضادة في العينة، يعنى ذلك أن الشخص كان مصابًا بكورونا في وقت ما.
وأضاف:» يتم هذا الاختبار عن طريق أخذ عينة دم من الشخص، والتى يتم تحليلها فيما بعد، وقامت عدة شركات بإنتاج اختبارات كشف الأجسام المضادة سريعة النتائج، وإذا ما تواجدت الأجسام المضادة التي يكونها الجسم ضد فيروس كورونا المستجد في الدم، وتسمى بـ«IgM» و«IgG»، يتغير لون العينة، ويعنى ذلك أن هذا الشخص كان مصابًا بالفيروس في الماضى لو كانت إيجابية لـ IgG وأصبح لديه مناعة ضده، أما لو كان إيجابيا لـIgM فإن الإصابة تكون حديثة، والنتائج ليست دائمًا مضمونة، بعض الأحيان يحدث ما يسمى بـ «التفاعلية المتصالبة»، أي تفاعل أجسام مضادة مع فيروس آخر شبيه بفيروس كورونا، يعنى ذلك أنه حتى إذا جاءت نتيجة هذا الاختبار إيجابية، قد تكون الأجسام المضادة التي كونها الجسم كانت لمقاومة عدوى تنفسية أخرى من عائلة فيروسات كورونا، مثل نزلة البرد العادية.
وطالب الدكتور مدحت خفاجى، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، بعدم القلق من إيجابية التحليل في بعض الأحيان، لأن الأبحاث أثبتت أن بقايا الفيروس المقطعة في الأنف، تظل تعطى إيجابية العينة لعدة أسابيع، وقد استقر الرأى فيها، أنها لا تنقل العدوى، لأن الفيروس ميت ومقطع لعدة أجزاء، ولذلك يتم إخراج المرضى الذين يوجد عندهم أعراض خفيفة بعد ٢٨ يوما من بداية المرض، حتى لو كانت آخر مسحة إيجابية، لأن المريض لا يصبح معديا، والاستثناء أن تكون أعداد كرات الدم البيضاء، أقل من ١٠٠٠ في المللى المكعب، أو تركيز الأكسجين في الدم على الهواء العادى أقل من ٩٤٪، لأن المريض في الحالتين تكون مناعته ضعيفة، أو تكون الرئتان لم تتعافيا، ولذلك يجب استمرار علاجه في المستشفيات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
21 دواءً تساعد على توقف تكاثر فيروس كورونا
تخوفات من موجة ثانية من فيروس كوروناودعوات باليقظة والحذر في أوروبا
أرسل تعليقك