جثمان "الصبوحة" يواري الثرى وجمهورها يودعها بالأغاني

شيَّع الآلاف من محبي الفنانة اللبنانية الكبيرة صباح، جثمانها في موكب مهيب، انطلق من فندق "البرازيليا"، في اتجاه كنيسة "مار جرجس المارونية"، وسط بيروت، وعزفت فرقة موسيقى الجيش، ثلاث أغنيات قدمتها الفنانة هي "تسلم يا عسكر لبنان"، و"تعلى وتتعمر يا دار"، و"عامر فرحكم عامر"، الأحد.

وانطلق موكب التشييع في اتجاه بلدة "بدادون"، حيث يوارى الجثمان الثرى، وسط حضور كبير لوسائل الإعلام العربية والعالمية، لنقل وقائع تشييع الجنازة على الهواء، وتزينت الطرقات المؤدية إلى مسقط رأسها بمئات الصور، فيما يستعد الأهالي لاستقبال صباح بالأفراح تنفيذًا لوصيتها، وعلقت "بدادون" لافتات على مداخلها جاء فيها "راجعة على ضيعتا وعالأرض اللي حبتا"، و "مرحبتين مرحبتين من محمود ومن معروف ومن إلياس ومن حسين"، و"طلّت صباح وغرّد العصفور .. عزفت نشيد المجد أرزتنا.. عطر نعشك ريحتو بخّور .. شلال صوتك نبع فرحتنا"
ووصل الدكتور صباح نجل الفنانة الكبيرة من الولايات المتحدة، وقام بتلقي التعازي في فندق "برازيليا"، بالإضافة إلى طليقها فادي لبنان، وجانين الفغالي ابنة اخت "الصبوحة" التي جاءت من القاهرة، للمشاركة في مراسم الوداع.

وشهد وصول جثمان صباح إلى الكنيسة، حالة من الفرحة بين الناس، الذين تجمعوا لوداع فنانتهم المحبوبة، وغصت الكنيسة بالناس والتمثيل الرسمي والشعبي في اللحظات الأخيرة ما قبل الجنازة الرسمية للفنانة صباح، وصفق الناس حول النعش بعد أن تم لف جثمان الشحرورة بعلم لبنان.

ويشارك في الجنازة عدد كبير من فناني العالم العربي وكبار المسؤولين نظراً لمكانة الراحلة صباح.

وتوفيت الفنانة صباح فجر الأربعاء،، بعد إصابتها بوعكة صحية مفاجئة عن عمر ناهز 87 عاما.

وأكد جوزيف غريب، الذي كان يدير أعمال الفنانة الراحلة في تصريحات إعلامية، أن صباح  "توفيت في سريرها في فندق (كومفورت برازيليا) حيث كانت تقيم"، في بعبدا قرب بيروت.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الحزينة ونشر الصور التي تظهر فيها صباح شابة مفعمة بالحياة.

وكتب الزعيم الدرزي والنائب في البرلمان اللبناني، وليد جنبلاط ، تدوينة قال فيها"خبر حزين اليوم، أسطورة الغناء صباح توفيت، وبرحيلها تنطوي صفحة جميلة من تاريخ لبنان".

وأضاف النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في تغريدة على تويتر "جزء من تاريخ لبنان الحلو رحل".

ولدت صباح، واسمها الحقيقي جانيت فغالي، في بلدة بدادون اللبنانية شرق بيروت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1927، وكانت الثالثة بين أخوتها. أحبت الغناء والتمثيل منذ طفولتها، واكتشف عمها موهبتها، وعذوبة صوتها الجبلي.

وارتبط اسم صباح بغناء المواويل والأغنيات البلدية الفولكلورية ومن ثم الأغنية المصرية، وفي سجلها أكثر من ثلاثة آلاف أغنية لكبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب، وزكي ناصيف والأخوين رحباني وتوفيق الباشا وبليغ حمدي وجمال سلامة.

دخلت صباح السينما المصرية في العام 1943 وشاركت في 85 فيلمًا مع كبار الممثلين، بينهم رشدي أباظة الذي تزوجته لفترة وجيزة، وأحمد مظهر، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش.

وشاركت في 27 مسرحية منها "موسم العز" و"دواليب الهوا" و"القلعة"، وكانت آخرها "كنز الأسطورة" مع زوجها السابق فادي لبنان.

وكانت صباح على صلة وثيقة بعدد من الرؤساء والملوك العرب الذين قدروا فنّها. وكانت صديقة لأسرة عاهل الأردن الراحل الملك حسين.

وعاشت حياة صاخبة على الصعيد العاطفي، إذ تزوجت تسع مرات من نجيب شماس والد ابنها الطبيب صباح شماس في العام 1946، وخالد بن سعود بن عبد العزيز، وعازف الكمان المصري أنور منسي الذي أنجبت منه ابنتها هويدا في العام 1952، والمذيع المصري أحمد فراج، والفنانين رشدي أباظة ويوسف شعبان، والنائب السابق في البرلمان اللبناني يوسف حمود، والفنانين اللبنانيين وسيم طبارة، ثم فادي لبنان الذي تزوجته في العام 1984 واستمرت علاقتهما 17 عامًا، وكان ارتباطها به من أطول زيجاتها.

ورغم تقدمها في السن، رفضت أن تشيخ وأن تعتزل الغناء، واستمرت في إجراء المقابلات والمشاركة في الاحتفالات الفنية. ومن آخر أغنياتها "شو فيها الدني" التي تم تصويرها بطريقة "الفيديو كليب".

 في العام 2011، كرّمها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بتقليدها وسام الأرز الوطني برتبة ضابط ضمن مهرجانات بيت الدين 2011.

وسبق ذلك في العام نفسه عرض مسلسل عن سيرة حياتها أثار جدلًا بشأن دقة سرده لمحطات معينة.

وتحمل صباح الجنسيات المصرية والأردنية والأميركية إلى جانب جنسيتها اللبنانية.