c "متسللون" فيلم يعاين الوجع الفلسطيني - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"متسللون" فيلم يعاين الوجع الفلسطيني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - متسللون فيلم يعاين الوجع الفلسطيني

رام الله ـ وكالات

يعكس الفيلم الوثائقي "متسللون" معاناة المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة على الحواجز الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري الذي اقتطع الأرض ومزّق العائلات والأسر الفلسطينية التي تعيش على جانبيه.ويثبت الفيلم على مدى سبعين دقيقة وهو من سيناريو وإخراج وتصوير خالد جرار أن الإرادة والتصميم أقوى من سياسة الإسمنت والحديد والأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة وأن إجراءات الفصل تفجر في الإنسان قوة هائلة تمكنه من ممارسة حياته اليومية رغم الصعاب.ويعد الفيلم الثاني من نوعه بعد فيلم "الرحلة 110" الذي حاول فيه جرار تسليط الضوء على سر تعلق الفلسطينيين بالقدس وتحملهم الكثير من المخاطر والصعاب لزيارتها.وقد صيغ عنوان الفيلم "متسللون" في قالب مجازي، إذ كيف يتسلل الإنسان لبيته! لكنه يقدم صورا واقعية للوجع الفلسطيني ولمواطنين ممنوعين من الوصول لبيوتهم، لكنهم يجتازون جدار الفصل لمواصلة حياتهم اليومية ليس بصفتهم أبطالا أو ضحايا لكن سعيا فقط لهزيمة هذا العائق الذي صنعه الاحتلال. وقد عرض الفيلم -الحائز على جائزتي النقاد واللجنة الخاصة في مهرجان دبي السينمائي التاسع 2012- مساء أمس الأحد في غاليري "مكان" بالعاصمة الأردنية عمّان ضمن مبادرة "للنهر ضفتان" التي أطلقتها ثلاث ناشطات (هن شروق حرب وسماح حجاوي وتولين توق) لدعوة الفنانين والكتاب والمفكرين الفلسطينيين العابرين للأردن للإقامة يوما إضافيا وتقديم شهادات فنية عن أعمالهم. ويرصد الفيلم -وهو أول فيلم سينمائي طويل للمخرج جرار- تصرفات جنود الاحتلال على الحواجز وكيفية تعاملهم مع المواطنين الفلسطينيين، فهناك مشاهد لنساء من مختلف الأعمار وهن ينتظرن على الحواجز والجنود يتلذذون بمعاناتهن، لدرجة أن سيدة فلسطينية مزقت التصريح الذي تحمله رافضة بكبرياء سياسة الإذلال.كما يرصد "متسللون" قصصا وحكايات لأناس يريدون ممارسة حياتهم العادية وزيارة القدس والأهل.. هناك قصص حزينة وأخرى كوميدية تدور حول كيفية اجتياز الفلسطينيين جدار الفصل العنصري مستعينين بالسلالم والحبال والتسلق وما يتبع ذلك من مخاطر السقوط وملاحقة دوريات الاحتلال والاعتقال وحتى الموت برصاصة من برج مراقبة إسرائيلي.ومن صور رفض الجدار بالطريقة الفلسطينية وفق "متسللين" مشهد الطفل المقدسي الذي يبيع كعك القدس من خلال فتحة في الجدار ليعيش، والعجوز التي تسلم على ابنتيها من تحت الجدار وتتعانق أصابعهما، والرجل الذي يحمل طفله عبر شبكة الصرف الصحي ليصل إلى القدس رغم الوجع ومعيقات الاحتلال. ويرسل العمل السينمائي رسائل عدة، أبرزها أن الجدار لن يمنع المواطنين من الوصول إلى القدس لزيارة الأهل والصلاة بالمسجد الأقصى ولا العمال لمواقع عملهم، ويصف ذلك بالوهم الكبير والمؤشر على فشل النظرية الأمنية الإسرائيلية التي تجتهد للتنغيص على المواطنين القاطنين قرب الجدار وتضييق لقمة العيش عليهم وإجبارهم على الهجرة.ومن رسائله أيضا أن من يمتلك إرادة الحياة أقوى من أي شيء، وهذا ما يبرهن عليه المواطن الفلسطيني من خلال رفضه لجدار الفصل العنصري ومحاولته رغم الصعاب والتضحيات أن يثبت للاحتلال شعاره الوطني "نحن هنا وهذه أرضنا ولن نغادر".وفي حديث خاص للجزيرة نت قال خالد جرار إن الفيلم يوثق لممارسات حياتية يومية أثناء عبور مواطنين فلسطينيين يقطنون بمناطق بيت حنينا وبيت نبالا وبيت لحم والولجة وقلنديا ووصولهم لبيوتهم بالقدس.وقال "إن تصوير الفيلم استغرق أربع سنوات ونصفا وإنه تعرف المهربين عبر الجدار وعقد صداقات معهم وهم سائقو سيارات أجرة كانوا يعملون على طريق رام الله-القدس، وجاء جدار الفصل ليقطع لقمة عيشهم، لكنهم واصلوا عملهم في إدخال الناس عبر ما يسمى إسرائيليا بـ"تهريب البشر" وبعضهم نزيل السجن حاليا.وواصل حديثه بالقول "عايشت المهربين بفتح الراء والمهربين بكسرها وخضت التجربة شخصيا لأطلع على معاناتهم وقوة إرادتهم وتصميمهم على الحياة وكشف زيف مبررات الجدار وأقدم قصة إنسانية حقيقية وصادقة.بدورها قالت ميساء نجيب عبد الرحمن الحاصلة على دكتوراه في الإدارة التربوية في الجامعة الأردنية "إن الفيلم أوصل رسالة واقعية وحقيقية مائة بالمائة رغم آثارها السلبية خاصة التعرض للقتل أو الاعتقال وقد كنت واحدة من الذين عايشوا ومروا بالتجربة المؤلمة في طريقي للحصول على مراجع علمية من الجامعة العبرية بالقدس".وأبلغت الجزيرة نت أن "محاولات اختراق الجدار وساعات الانتظار على الحواجز أوجدت ثقافة خاصة بين الناس سواء أكانوا سائقين أم مواطنين أو حتى بائعين لأنهم جميعا يشعرون بالوجع والخوف نفسه والألفة جراء لقاءاتهم اليومية".وأضافت أن فيلم "متسللون" لخص صورة من الصعب توصيلها بالكلام وأن الثقافة التي أوجدتها الحواجز كما عايشتها تحتاج لأدوات كتغيير الملابس والشكل والاستعداد لصيام طويل وقدرة على التحمل.يشار إلى أن فيلم "متسللون" بلغت تكلفته 50 ألف دولار، وهو من إنتاج شركة "أيديمز" الفلسطينية لمالكيها مهند يعقوبي وسامي سعيد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متسللون فيلم يعاين الوجع الفلسطيني متسللون فيلم يعاين الوجع الفلسطيني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon