توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"تقاسيم الحب" يخرج من القالب ويكسر الصندوق

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تقاسيم الحب يخرج من القالب ويكسر الصندوق

القاهرة ـ وكالات

«حتى الآن، لم أستطع إيجاد الوقت المناسب للعمل على توزيع هذا الفيلم». يقول المخرج والمنتج يوسف الديب متحدثا عن فيلمه الروائي الأول «تقاسيم الحب»، ثم يضيف: «كنت أرغب - ولا أزال - في الاشتراك به في مهرجانات دولية، لكني بصراحة جديد في هذا الشأن، والمهمـة تبدو بالنسبة لي تحتاج إلى تفرغ».«تقاسيم الحب»، وهو دراما مطرزة بأسلوب المخرج السويدي إنغمار برغمن من دون الرمزيات الخاصـة والغامضة المعروفة لذلك المخرج السويدي، كان شهد عرضه العالمي الأول في «مهرجان دبي السينمائي» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ورغم جذبه مشاهدين له، فإن عروضه هناك لم ينبثق عنها عروض أخرى أو عمليات بيع وشراء.«يبدو لي أن أفضل ما تستطيع المهرجانات العربية أن تفعله هو أن تكشف عن الجهود المبذولة في سبيل تحقيق أفلام سينمائية، بعضها يستحق أن يـكشف بلا شك. لكنها لا تستطيع أن تفرض عدد المشاهدين لأي فيلم، ولا أن تفرض اهتماما عمليا ينصب في حياة ما بعد العرض ذاته». «تقاسيم الحب»، واحد من أفضل فيلمين روائيين عربيين تم عرضهما في الأشهر الأخيرة. الفيلم الآخر هو «الشتا اللي فات» لإبراهيم البطوط، الذي واكبت عروضه في مهرجان «فينيسيا» الماضي حالة فرح أكيدة ومستحقـة، بعثت بقدر كبير من التفاؤل بين السينمائيين المصريين، خصوصا من بعد أن تم عرض فيلم «بعد الموقعة» في مهرجان «كان» الماضي. لكن «تقاسيم الحب» لم يشهد شيئا من هذا الرواج.السبب ليس غريبا على الأفلام التي تغزل من الفن وتشتغل بمقتضاه، ولو أن ذلك ليس تبريرا. يقول المخرج: «فيلمي خاص جدا إذا ما قورن بالأفلام العربية الأخرى. إنه لا يلتقي معها لا في الأسلوب ولا في الحكاية، وهذا تماما ما أردته. كنت أعلم مسبقا أن مثل هذه المحاولات قد لا تشهد أي فرص لعروض تجارية، لكني لست نادما على الإطلاق، لأني حققت الفيلم الذي أريد». «تقاسيم الحب»، فيلم يكسر القالب، يخرج من الصندوق، ذلك الذي حبس على معظم الإنتاجات العربية منذ أن نضب معين الأفلام الكبيرة. بطلاه هما كل مـن في الفيلم، باستثناء شخص ثالث لا يظهر وجهه. طالب فن يرسم أولى لوحاته ويرغب في أن تساعده ميرا (دارين الخطيب) في عرضها بمعرضها.ريما، امرأة رومانسية متيـمة بلوحات ليوناردو دي فينشي، تلتقي ن ستقع في حبه: عمر الطبيب (نيكولا معوض). لقد تعارفا للتو. تضيء ميرا الشموع. يتبادلان الحديث. يرقصان. يسألها إذا ما كانت اعتادت دعوة الغرباء إلى شقـتها. تغضب لسؤاله. تصفعه. في فصل ثان يتجالسان ويتحادثان. لقد مر وقت ومعرفة بعضهما ببعض صارت رابطا عاطفيا. في المشاهد اللاحقة صور من تلك الرحلة العاطفية في حقبتها الأولى. ما زالا عاشقين. لكنهما تزوجا. هناك مشهد يتبادلان فيه الذكريات بعد سنوات قليلة على معرفتهما. وآخر يجيب كل منهما على اتصال آخر به. هي تتحدث في هاتفه لامرأة تعاني آلاما معوية وهو يحاول الاتفاق مع رسـام على معرضه المقترح.لكن العاصفة تقترب وتحط في الفصل ما قبل الأخير عندما تكتشف ميرا أن عمر كان كسر، من دون قصد، تمثالا اشترياه خلال رحلة استجمام فقام بلصقه محاولا إخفاء ما فعل. تعتبر أن عدم قيام زوجها بإبلاغها عن كسره سقوط في امتحان الأمانة. هو يعتبر أن الحادثة كلها بسيطة، وأنه إذ ألصق التمثال المكسور كما كان فإنه لا داعي للغضب. لكن الغضب يعم، وكل منهما يكشف عن مشاكله مع الحياة التي حتمت عليه تكوين النصف الثاني من الآخر.فيلم يوسف الديب الروائي الطويل الأول هو سؤال في الفن وربما، حسب كل نظرة منـا لماهية الفن (يقترح الفيلم أن لكل منا نظرة مختلفة حياله). في وقت واحد هو سؤال مفتوح وإيحاء بجواب محدد. لن يتصرف الفيلم حيال المشاهد على نحو من يريد الاستحواذ على قراره، وفي آن معا لن يخشى أن يقدم جوابا من خلال نفسه.ويشرح يوسف الديب السبب الذي دعاه لتنفيذ فيلم يدور عن الفن وبأسلوب فني في الوقت ذاته: «من البدهي أن هناك أفلاما تدور عن الفن، لكن هل هي فنيـة أيضا؟ ما حققته هو انعكاس ذاتي لرؤيتي للفن. هناك الموسيقى وهناك الرسم وهناك الفيلم، ولا يمكن معالجة هذه النواحي المختلفة معالجة صحيحة إلا بجعلها تدور في أسلوب فني. كلنـا نحتاج إلى الفن في حياتنا بقدر ما نحتاج فيه إلى الماء والهواء».كما أن الشخصيات محدودة باثنين، كذلك فإن معظم الفيلم محدد في مكان واحد هو الشقة (هناك مناظر سريعة لفلورانس)، والشكل الوحيد المتأتي هو شكل مسرحي بالضرورة. وإذ يتبلور هذا سريعا، فإن المرء لا يشاهد مسرحية بقوانينها، بل بقوانين سينمائية. تمسح الكاميرا الحركة التي يقدم عليها الممثل بنحو تلقائي خفيف وليس بحركة فارضة. المونتاج منضبط. الفيلم يبدو كما لو أن كل ما فيه حدث بالصدفة أمام كاميرا. التمثيل طبيعي. وفي مشهد المشاجرة، تستطيع أن تشاهد وجه ذلك الممثل الجيد نيكولا معوض وهو يتألـم تألـم كل رجل يتشاجر مع المرأة التي يحب. ويعكس العنوان تقاسيم موسيقية تتوارد طوال الفيلم معرفة بمقاماتها التراثية. هذا فيلم متكامل الأوصاف يوفر في كل ما هو نقاء في الصوت والصورة وعلى خلفية قصـة عاطفية ذات بعد نفسي.يوسف الديب مقتصد في فيلمه. كفيلم أول اختار عملا له، مثل لوحات ليوناردو دافينشي التي تحبها ميرا ولا (يبدو) تحب ما سواها، أطر مساحية محددة، وأبعاد لا تـحد. أما العنوان فهو ناتج عن قيام المخرج (في مرحلة لاحقة بعد انتهاء النسخة الأولى) بتصميم إضافة فنية، حيث عمد إلى استخدام موسيقى قائمة على المقامات المتباينة مثل مقام النهاوند ومقام جهركاه ومقام فرحفزا وما سواها. * ما معنى الفن؟ * تسأل الممثلة دارين الخطيب، التي لا تظهر في السينما كثيرا وحين تظهر تطرح نفسها كموهبة بالغة الثراء والمعرفة، نفسها في أحد المشاهد: «لا أعلم لماذا دائما ما نبحث عن معاني الأشياء. هذا الحلم الذي دائما أحلم به ما معناه؟ ماذا يعني الفن؟». بالنسبة للفن السينمائي، يقول قاموس أكسفورد، فيما يقول معرفا: «هو فعل الفيلم وما يصاحبه من نوعية نقدية محددة بخصائص شكلية وجمالية».

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقاسيم الحب يخرج من القالب ويكسر الصندوق تقاسيم الحب يخرج من القالب ويكسر الصندوق



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon