توقيت القاهرة المحلي 08:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الظلام في الخارج" فيلم أردني يعري التعصب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الظلام في الخارج فيلم أردني يعري التعصب

عمان ـ وكالات

يقتحم الفيلم الأردني "الظلام في الخارج" مناطق اجتماعية ربما لم يستطع أي عمل سينمائي آخر الاقتراب منها، فمن خلال الرمزية والإيحاءات يوجه انتقادات لاذعة للمتعصبين فكريا وسياسيا، ويصف التعصب والتشدد بأنهما يدمران السلم الاجتماعي القائم على التفاهم والانسجام. والفيلم الذي مدته 14 دقيقة سيعرض ضمن قائمة الأفلام القصيرة في مهرجان "كان" في جنوب فرنسا المقرر أن يبدأ منتصف الشهر الحالي، وهو من إخراج دارين سلّام وسيناريو نتالي الشامي وبطولة الطفلة تالا نفاع وهيفاء الآغا وربيع زيتون والطفلة دانيا مسودة، وهو مقتبس عن قصة الإيرانية سناز قطب التي تحمل العنوان ذاته، وتم تصويره في مدرسة حكومية بمدينة العقبة جنوب الأردن بدعم من معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية. ويوجه العمل السينمائي -الحائز على جوائز في مسابقة الفيلم الأردني القصير، ويصنف بأنه "دراما اجتماعية"- رسائل منها أن التعصب أو التشدد يصيب حتى الذين يتبنونه أو يدافعون عنه، ويقتل الثقة بالنفس والحرية والإبداع، كما يحاكم الفيلم النظام التعليمي الذي لا يبني جيلا واعيا ومتنورا ولا يفسح المجال للطلبة ليحلموا ويفكروا ويبدعوا دون قيود. ومن خلال المشاهد، نجد أن الطفلة تالا نفاع "نينا" -وهي ترسم الحائط وتلونه لتكسر حدة العتمة- تكتشف وجود صورة رئيس وهمي، لتقع في مشاكل مع المديرة التي اعتبرت ما قامت به الطفلة أساء لسمعة المدرسة، وتخضع لاستجوابات أمنية بتهمة تشويه صورة الرئيس المتخيل. وفي حديثها للجزيرة نت أوضحت المخرجة دارين سلام أنها حاولت أن تكون القضية عامة دون تحديد، وتركت للمشاهد حرية التبصر واكتشاف الرسائل السينمائية الموجهة، فصورة الرئيس أعطت أكثر من بعد بصري، "اللبيب بالإشارة يفهم". وقالت إنها متأثرة بالربيع العربي الذي ألهمها رؤية البعد السياسي في القضية، فبطلة الفيلم تسأل نفسها "كيف تطير الفراشات!!" ولماذا لا نجرب الطيران!! في إشارة أو إيماءة مفادها أنه حتى أطفالنا يبحثون عن الحرية. وفي معرض ردها على سؤال، قالت سلام إنها ابتكرت عالما خاصا، فالفراشة الورقية لها رمز والعتمة أيضا، والمديرة المتشددة كرمز للسلطة لا يهمها غير سمعة المدرسة وتحول دون أن يعبر الأطفال عن أحلامهم، والشخص يستجوب الطفلة لأنها رسمت على صورة الرئيس وسط شتائم، وحتى محاولته الاعتداء جنسيا عليها رغم أن هدف الطفلة مجرد الرسم، لكنهما قاما بتسييس القضية لتأخذ أبعادا أخرى لم تكن في ذهن الطفلة البريئة. وحول مشاكل المخرجين الشباب، رأت سلام أنهم لا يجدون دعما ماليا ويفتقدون إيمان الجمهور بالسينما، مشيرة إلى أنها تجد شخصيا صعوبة في إيجاد فكرة جاذبة تصلح لدراما سينمائية. واعتبرت أن هناك أزمة نصوص في الأردن، لكنها استدركت بالقول إن الهيئة الملكية للأفلام تقدم مساعدات تقنية مجانية للأفلام المستقلة غير الربحية بهدف تعليمي. وفيما يتعلق بمشروعها المستقبلي، قالت إنها تكتب سيناريو فيلم روائي طويل عن نكبة فلسطين 1948 عنوانه "ما زلت حيا"، بصورة مختلفة يحكي عن العادات والتقاليد السائدة في فلسطين وعلاقتهم بجيرانهم اليهود والهجرة اليهودية والمعاناة والخوف من الاغتصاب من عصابات صهيون، وفرحة العروسين التي لم تكتمل وتفرقهما في دول الشتات وعيشهما على أمل العودة وإتمام العرس. من جهته، وصف الناقد السينمائي ناجح حسن فيلم "الظلام في الخارج" بأنه معالجة سينمائية جريئة وذكية لقضية ساخنة تعيشها المنطقة عموما، حيث عملت المخرجة على تحييد المكان حتى تعمم أفكارها ورؤيتها من خلال طفلة تتلقى تعليمها في إحدى المدارس في بلد ما، ولجأت لتصوير نظام تعليمي يكبل الطالب بقيود ويحجر على أفكاره التلقائية والعفوية. ووفق تطور الأحداث -يتابع حسن- كانت الطفلة تراقب ما يجري بصمت وعين ترنو لمستقبل أفضل وحرية وانعتاق من القيود، لافتا إلى أن المخرجة قدمت مشهدية بصرية بتوظيفها حركات وأداء الممثلين بشكل يخدم مضمون العمل السينمائي بشكل صارم، وكان لشريط الصوت دوره الجمالي في إضفاء مسحة من هموم وآمال الطفلة التي تنسحب على الأطفال في المنطقة. واعتبر حسن أن "الظلام في الخارج"  يعد واحدا من الأفلام التي تصب في اتجاه صناعة الأفلام المستقلة، وقال إن المخرجة دارين سلام تلجأ دائما في أفلامها التي أنتجتها في السنوات القليلة الماضية لعملية بحث دؤوب في الحفر بجماليات من خلال الاقتصاد في جمل الحوار والاتكاء على عنصر الصورة كوسيط ولغة لمّا يجيش في دواخل الشخصيات.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظلام في الخارج فيلم أردني يعري التعصب الظلام في الخارج فيلم أردني يعري التعصب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon