باريس ـ مارينا منصف
يفتتح، الجمعة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في مقر وزارة الخارجية الفرنسية. ويترأس الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، ويحضره وزراء خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون، ومصر سامح شكري، وممثلون عن الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد وممثلون عن ألمانيا وإيطاليا والجامعة العربية.
وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى، في لقاء مع الصحافة عشية الاجتماع، إن هدفه دعم حماية ثلاثة مبادئ أساسية للبنان، سيادته واستقراره وأمنه في مرحلة بالغة الدقة والتوترات في المنطقة، وفي إطار توافق دولي يشمل الأمم المتحدة حول هذا الهدف.
وتابعت أن هذه مهمة صعبة نظراً إلى أن لبنان يعاني من ضعف خاص به ومن انقسام داخلي، وهو أيضاً معرض في شكل كبير لتأثير الأزمة السورية عليه ولخطورة تداعيات التوترات المتصاعدة في المنطقة. فبالنسبة إلى فرنسا، قالت المصادر، إن على المجموعة الدولية الداعمة للبنان أن تظهر التعبئة للتذكير بهذه الرسائل إلى الأحزاب اللبنانية، ولكن أيضاً لكل الدول التي تمارس تأثيراً في هذا البلد. وهذه المجموعة لم تعقد اجتماعاً منذ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٥ في الأمم المتحدة في نيويورك. واليوم تأخذ باريس المبادرة لأنها ترى أن للبنان معنى سياسياً معززاً.
وتبحث باريس عن إزالة التوترات في المنطقة وهذه مهمة صعبة، ولكن في هذا الإطار، قالت المصادر إن الجهود ينبغي أن تتركز، كأولوية، على لبنان لأن فيه إمكانات لإظهار قدرة كل الأطراف على القيام بتسويات والاتفاق على بعض المعايير التي تحمي البلد، وتظهر أن هناك طريقاً محتملاً لمفاوضات وتسويات في المنطقة.
وقالت المصادر إن اجتماع المجموعة يتصادف مع صدور البيان الوزاري اللبناني الذي نتج من أزمة استقالة الحريري ويتضمن مبادئ تحافظ على التوافق، خصوصاً مبدأ النأي بلبنان عن أزمات المنطقة، وهو مبدأ حساس ولكنه ملائم وضروري، نظراً إلى استمرار الأزمة السورية وتدخل "حزب الله" فيها، وينبغي أن يكون واضحاً أن كل الأطراف في لبنان عليهم الالتزام بالنأي بمن فيهم "حزب الله"، وتجنب جر لبنان إلى الفوضى الإقليمية.
وتابعت المصادر أن الجهود الفرنسية تتبع تحرك الرئيس ماكرون من أجل أن يبقى سعد الحريري على رأس الحكومة اللبنانية بعد إعلان استقالته. ولفتت إلى أن بعد المحادثات بين الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تم الاتفاق على التنسيق حول لبنان، كما أن الوزير لودريان زار السعودية بعد أسبوع من زيارة ماكرون والتقى ولي العهد والمسؤولين السعوديين والحريري وتمت مناقشة الشروط التي يمكن أن تحمل الحريري على العودة عن استقالته وهو أن يتم احترام مبدأ النأي للبنان، وهدف اجتماع غد مواصلة مسار الخروج من الأزمة ودعم رئيس الحكومة وحكومته. أما الهدف على المدى الطويل فهو التحضير لمؤتمر اقتصادي داعم للبنان بعد الانتخابات النيابية وأيضاً مؤتمر أوروبي في بروكسيل لمساعدة اللاجئين في لبنان وأيضاً مساندة مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني.
وقالت المصادر إن حضور وزير الخارجية الأميركي هذا الاجتماع يظهر أن موقف الأميركيين، ينسجم مع الموقف الفرنسي بالنسبة إلى استقرار لبنان وسيادته وأمنه. وكان الرئيس الحريري وصل إلى باريس تمهيداً للمشاركة في اجتماع "مجموعة الدعم الدولي من أجل لبنان". وقال في تغريدة له على "تويتر"، إن "المؤتمر سيشكل محطّة مهمة لدعم الاقتصاد اللبناني وتعزيز صموده في مواجهة أزمة اللاجئين".
أرسل تعليقك