توقيت القاهرة المحلي 15:22:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذِكريات "رصيف نمرة 6" بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر

حادث قطار محطة مصر
القاهرة ـ مصر اليوم

مضى أسبوع كامل على حادث قطار رمسيس، رائحة دماء الضحايا عالقة في حجارة رصيف "الموت" كما يلقبه البعض، عادت الحياة تدريجيا إلى المكان عشية ليلة الكارثة وامتلأت الأرصفة بالركاب ليل نهار لكن بداخل كل من مرّ بهذه اللحظة حكاية خاصة به ومصير جديد يواجهه، تفاصيل المشهد السابق بما فيها من معاناة، يُجمّلها قليلا مبادرات دعم أطلقها متطوعون عدة باسم الإنسانية، وهرولة أطباء الإنقاذ لعمل اللازم تجاه المصابين هدأت معها أصوات الصراخ وسكن بكاء الأهالي قليلا وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى ما كانت عليه، أرجلهم ترتعش قليلا تقدم خطوة وتؤخر خطوة، مترددين بين الدخول و العودة إلى الخلف، ذاكرة الناجين من الحريق لا تزال عالقة عند لحظة الانفجار كلما اقتربوا من المحطة يدوي صداه في أذانهم من جديد فتخشى أقدامهم أن تطأ نفس الأرض مرة آخرى بعد أن فروا عليها من الموت بأعجوبة لا يعلمون كيف تمت حتى الآن.

"سليمان مختار"، واحد من الناجين بالحادث هو وأسرته، رغم بشاعة ما رآه من حوله لحظة الانفجار فإنه لم يجد مفرا من العودة على متن القطار نفسه المتجه ليلا إلى الإسكندرية، فهو الوسيلة الأسرع بالنسبة له، اعتاد عليها منذ سنوات بحكم طبيعة عمله الحر في مجال الأجهزة الكهربائية والتي تتطلب منه دائما شراء بعض الأدوات من منطقة "وسط البلد".

مختار الذي وصل صباح يوم الحادثة على رصيف 5، اصطحب زوجته وأبنائه في ذلك اليوم إلى القاهرة لشراء بعض احتياجات المنزل.

أقرأ أيضًا:   "الطب الشرعي" يتبع 11 خطوة للتعرف على هوية جثامين حادث "محطة مصر"

وبحسب حديثه لـ"الوطن"، وصل هو وأسرته للمحطة قبل الانفجار بنحو 3 دقائق فقط، وشاهدوا هرولة الركاب على رصيف 6 وجثث المصابين المشتعل بها النيران، وحينها حاول الهرب بهم ونجحوا في العبور بسلام ورغم بشاعة الموقف يصر الرجل على ركوب القطار لقضاء مشاويره الخاصة به،" اللي شوفناه لسه مأثر علينا لحد دلوقتي بس الأعمار بيد الله منعرفش نستغنى عنه والحادثة دي قضاء وقدر".

وقرر محمد أسامة أن يستقل المواصلات العادية للعودة إلى مقر إقامته في طنطا ليلة الحادث، فهو وحسب قوله، بعد أن تمالك أعصابه لم يملك الجرأة الكافية للدخول إلى نفس مكان الفاجعة ليرى أثار الدم والرماد التي نجا منها بأعجوبة، "نفسيا لسه متأثر باللي شوفته ومش هقدر أركب القطر تاني دلوقتي"، استكمل الناجي الثلاثيني محمد أسامة حديثه لـ"الوطن" مؤكدا أنه لن يتسغنى عن القطار كوسيلة سهلة وسريعة لقضاء الزيارات التي يأتيها إلى العاصمة لإنهاء بعض الأوراق الخاصة به،"الحوادث دي مش دايما و بتحصل كل فترة".

وسط ظلام الفاجعة تسلل شعاع نور من تضحية إنسانية قدمها ثلاثة من العاملين بالمحطة جسدوا بما فعلوه لإنقاذ الركاب بطولة جماعية تحاكى بها الشهود على الواقعة والمتابعين لاخبارها، إلا أنهم ورغم شجاعتهم تمكنت الحادثة من نفوسهم تداهم ذاكرتهم ليلا كلما خلدوا إلى النوم قليلا يستفيقون على مشاهد منها يدعون لمن مات بالرحمة ولمن أصيب بتمام الشفاء.

واتضحت شهامة المصريين جليا وقت الأزمة، كل منهم مد يد المساعدة بما يستطيع بعضهم تطوع لعلاج المصابين من الناحية الطبية وآخرون تطوعوا لدعمهم نفسيا بما أمكن، من بين هؤلاء نشرت أمل الزعفراني، المعالج النفسي بطريقة السايكودراما، إعلانا عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك" تخبر المصابين وأسر الضحايا باستعدادها التام لعلاجهم نفسيا من أثار مشهد الكارثة التي عاشوها، و"جلسات علاج نفسي مجانية لأي حد كان في الحادثة أو فقد حد"، نص الإعلان الذي نشرته المعالجة النفسية عقب ساعات من انتهاء يوم الحادث، وفي حديثها لـ"الوطن" أكدت أنها حتى الآن استقبلت حالة واحدة فقط من الناجين جاءت تشكو من عدم قدرتها على تجاوز ما عاشته من لحظات رعب، رفضت المعالجة النفسية الإفصاح عن هويتها احتراما لخصوصيتها.

رغم كثرة المصابين والناجين من الحادث وتداول هذا الإعلان وباقي الإعلانات المشابهة له فإن الحالات لم تستجب بشكل كبير لتلك المبادرات، وهو ما فسرته الزعفراني بقولها: "في بداية الصدمة بيكون الشخص في حالة إنكار تام للي حصل وبعد أيام بيبدأ يستوعب حجم تعبه ويدور على حد يسمعله"، مؤكدة أن عرضها سيظل قائما حتى تتوافد حالات أخرى.

قد يهمك أيضًا :  

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة إحدى ضحايا قطار محطة مصر

العثور على جثة جدة الطفلة راوية بعد أيام من حادث قطار "محطة مصر"

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon