توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذِكريات "رصيف نمرة 6" بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر

حادث قطار محطة مصر
القاهرة ـ مصر اليوم

مضى أسبوع كامل على حادث قطار رمسيس، رائحة دماء الضحايا عالقة في حجارة رصيف "الموت" كما يلقبه البعض، عادت الحياة تدريجيا إلى المكان عشية ليلة الكارثة وامتلأت الأرصفة بالركاب ليل نهار لكن بداخل كل من مرّ بهذه اللحظة حكاية خاصة به ومصير جديد يواجهه، تفاصيل المشهد السابق بما فيها من معاناة، يُجمّلها قليلا مبادرات دعم أطلقها متطوعون عدة باسم الإنسانية، وهرولة أطباء الإنقاذ لعمل اللازم تجاه المصابين هدأت معها أصوات الصراخ وسكن بكاء الأهالي قليلا وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى ما كانت عليه، أرجلهم ترتعش قليلا تقدم خطوة وتؤخر خطوة، مترددين بين الدخول و العودة إلى الخلف، ذاكرة الناجين من الحريق لا تزال عالقة عند لحظة الانفجار كلما اقتربوا من المحطة يدوي صداه في أذانهم من جديد فتخشى أقدامهم أن تطأ نفس الأرض مرة آخرى بعد أن فروا عليها من الموت بأعجوبة لا يعلمون كيف تمت حتى الآن.

"سليمان مختار"، واحد من الناجين بالحادث هو وأسرته، رغم بشاعة ما رآه من حوله لحظة الانفجار فإنه لم يجد مفرا من العودة على متن القطار نفسه المتجه ليلا إلى الإسكندرية، فهو الوسيلة الأسرع بالنسبة له، اعتاد عليها منذ سنوات بحكم طبيعة عمله الحر في مجال الأجهزة الكهربائية والتي تتطلب منه دائما شراء بعض الأدوات من منطقة "وسط البلد".

مختار الذي وصل صباح يوم الحادثة على رصيف 5، اصطحب زوجته وأبنائه في ذلك اليوم إلى القاهرة لشراء بعض احتياجات المنزل.

أقرأ أيضًا:   "الطب الشرعي" يتبع 11 خطوة للتعرف على هوية جثامين حادث "محطة مصر"

وبحسب حديثه لـ"الوطن"، وصل هو وأسرته للمحطة قبل الانفجار بنحو 3 دقائق فقط، وشاهدوا هرولة الركاب على رصيف 6 وجثث المصابين المشتعل بها النيران، وحينها حاول الهرب بهم ونجحوا في العبور بسلام ورغم بشاعة الموقف يصر الرجل على ركوب القطار لقضاء مشاويره الخاصة به،" اللي شوفناه لسه مأثر علينا لحد دلوقتي بس الأعمار بيد الله منعرفش نستغنى عنه والحادثة دي قضاء وقدر".

وقرر محمد أسامة أن يستقل المواصلات العادية للعودة إلى مقر إقامته في طنطا ليلة الحادث، فهو وحسب قوله، بعد أن تمالك أعصابه لم يملك الجرأة الكافية للدخول إلى نفس مكان الفاجعة ليرى أثار الدم والرماد التي نجا منها بأعجوبة، "نفسيا لسه متأثر باللي شوفته ومش هقدر أركب القطر تاني دلوقتي"، استكمل الناجي الثلاثيني محمد أسامة حديثه لـ"الوطن" مؤكدا أنه لن يتسغنى عن القطار كوسيلة سهلة وسريعة لقضاء الزيارات التي يأتيها إلى العاصمة لإنهاء بعض الأوراق الخاصة به،"الحوادث دي مش دايما و بتحصل كل فترة".

وسط ظلام الفاجعة تسلل شعاع نور من تضحية إنسانية قدمها ثلاثة من العاملين بالمحطة جسدوا بما فعلوه لإنقاذ الركاب بطولة جماعية تحاكى بها الشهود على الواقعة والمتابعين لاخبارها، إلا أنهم ورغم شجاعتهم تمكنت الحادثة من نفوسهم تداهم ذاكرتهم ليلا كلما خلدوا إلى النوم قليلا يستفيقون على مشاهد منها يدعون لمن مات بالرحمة ولمن أصيب بتمام الشفاء.

واتضحت شهامة المصريين جليا وقت الأزمة، كل منهم مد يد المساعدة بما يستطيع بعضهم تطوع لعلاج المصابين من الناحية الطبية وآخرون تطوعوا لدعمهم نفسيا بما أمكن، من بين هؤلاء نشرت أمل الزعفراني، المعالج النفسي بطريقة السايكودراما، إعلانا عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك" تخبر المصابين وأسر الضحايا باستعدادها التام لعلاجهم نفسيا من أثار مشهد الكارثة التي عاشوها، و"جلسات علاج نفسي مجانية لأي حد كان في الحادثة أو فقد حد"، نص الإعلان الذي نشرته المعالجة النفسية عقب ساعات من انتهاء يوم الحادث، وفي حديثها لـ"الوطن" أكدت أنها حتى الآن استقبلت حالة واحدة فقط من الناجين جاءت تشكو من عدم قدرتها على تجاوز ما عاشته من لحظات رعب، رفضت المعالجة النفسية الإفصاح عن هويتها احتراما لخصوصيتها.

رغم كثرة المصابين والناجين من الحادث وتداول هذا الإعلان وباقي الإعلانات المشابهة له فإن الحالات لم تستجب بشكل كبير لتلك المبادرات، وهو ما فسرته الزعفراني بقولها: "في بداية الصدمة بيكون الشخص في حالة إنكار تام للي حصل وبعد أيام بيبدأ يستوعب حجم تعبه ويدور على حد يسمعله"، مؤكدة أن عرضها سيظل قائما حتى تتوافد حالات أخرى.

قد يهمك أيضًا :  

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة إحدى ضحايا قطار محطة مصر

العثور على جثة جدة الطفلة راوية بعد أيام من حادث قطار "محطة مصر"

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon