توقيت القاهرة المحلي 16:19:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ندوة للأوقاف تحذر من خطورة التدين الشكلي على المجتمعات الإسلامية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ندوة للأوقاف تحذر من خطورة التدين الشكلي على المجتمعات الإسلامية

وزارة الأوقاف المصرية
القاهرة - مصر اليوم

أكد المشاركون في ندوة " منهج الإسلام في احترام العقائد والأديان" أن ظاهرة التدين الشكلي من أخطر الظواهر والتحديات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، وأن وزارة الأوقاف أخذت على عاتقها نشر ثقافة احترام الآخر. جاء ذلك في "ندوة للرأي التي نظمتها وزارة الأوقاف تحت عنوان: "منهج الإسلام في احترام العقائد والأديان" بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، برعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وفي إطار الدور التوعوي الذي تقوم به الوزارة، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي ضوء التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري، والتي تحدث فيها الدكتور عيد علي خليفة مدير عام المراكز الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب مسجد الجامع بمدينتي.

وفي بداية كلمته أشاد الدكتور عيد خليفه بموضوع الندوة، موضحا أن موضوع "منهج الإسلام في احترام العقائد والأديان" يشغل الساحة الفكرية في هذه الآونة ؛ لما يترتب عليه من نشر ثقافة السلام العالمي، مبينا أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحسن إلى جميع الناس، وأن نتمثل قيم الجمال والكمال التي أمرنا بها، فالمسلم صورة واقعية من الجمال والكمال، مشيرا إلى قول الله تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا".

ودعا خليفه إلى تقديم صورة صحيحة عن الإسلام بتطبيق صحيح الدين ونشر الفكر الوسطي المستنير؛ وإننا بحاجة إلى بناء الوعي في الداخل وفي الخارج، فالله (عز وجل) كرم الإنسان من أجل إنسانيته، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه مثلا عمليا في احترام الآخرين والرفق بهم فقدموا صورة صحيحة للإسلام كانت سببا في دخول الناس في دين الله.

واستشهد بما جرى بين سيدنا ثمامة بن أثال (رضي الله عنه) وسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال سيدنا ثمامة (رضي الله عنه) حين إسلامه:" أَشْهَدُا أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا مُحَمَّدُ مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ وَجْهٍ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَقَدْ أَصْبَحْتُ وَوَجْهُكَ أَحَبَّ الْوجُوهِ إِلَيَّ، وَمَا كَانَ دينٌ أَبْغَض إِلَىَّ مِنْ دِينِكِ، وَلَقَدْ أَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبّ الْأَدْيَانِ إِلَيَّ، وَمَا كَانَ بَلَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، وَقَدْ أَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبُلْدَانِ إِلَيَّ ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟، فَسَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قَالُوا: صَبَوْتَ يَا ثُمَامَةُ؟، قَال: لَا وَاللَّهِ مَا صَبَوْتُ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)".

ومن جانبه، أكد الشيخ محمود الأبيدي أن الإسلام يهدف إلى التسليم المطلق لله تعالى، يقول سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم (عليه السلام): "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا"، ويقول جل وعلا على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) : "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، وهذا يؤكد أن الدين واحد، وأن الإله واحد، وهذا ما أكده النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "الأنبياءُ إخوةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمَّهاتُهُم شتَّى ودينُهُم واحدٌ"، وجاء ذلك واضحا جليا في خطاب سيدنا إبراهيم (عليه السلام) لأبيه بالرغم أنه يخالفه في العقيدة لكنه يتحدث معه بأدب جم قال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا".

وأوضح الأبيدي ، أن رسالة الإسلام هي الرسالة الوسطية، ونحن مأمورون بأن نقتدي بنبينا إبراهيم (عليه السلام) في أدبه وحواره مع الآخر قال تعالي: "وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ"، مشيرا إلى أن ظاهرة التدين الشكلي تعد من أخطر الظواهر والتحديات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، ذلك أن صاحب المظهر الشكلي الذي لا يكون سلوكه متسقًا مع تعاليم الإسلام يُعد أحد أهم معاول الهدم والتنفير، فإذا كان المظهر مظهر المتدينين مع ما يصاحبه من سوء المعاملات، أو الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو أكل أموال الناس بالباطل، فإن الأمر هنا جد خطير، بل إن صاحبه يكون في عداد المنافقين، مشيرا إلى قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ ، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ".

وأكد الأبيدي، أن وزارة الأوقاف أخذت على عاتقها نشر ثقافة احترام الآخر من خلال إعداد دعاة يحملون الفكر الوسطي المستنير، ويحملون منهجا رشيدا رحيما.

قد يهمك ايضا

وزير الأوقاف يعتمد 48 مليون و953 ألف جنيه لعمارة المساجد

"تقدير المصلحة وتنظيم المباح" موضوع خطبة الجمعة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ندوة للأوقاف تحذر من خطورة التدين الشكلي على المجتمعات الإسلامية ندوة للأوقاف تحذر من خطورة التدين الشكلي على المجتمعات الإسلامية



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أحمد عدوية يفتخر ببيع أغنية "سلامتها أم حسن" مليون نسخة
  مصر اليوم - أحمد عدوية يفتخر ببيع أغنية سلامتها أم حسن مليون نسخة

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon