وجه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، رسالة شكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على قيادته الحكيمة في هذه الظروف الاستثنائية وفق معايير دولية أشاد بها الجميع، كما وجه الشكر إلى كافة المسئولين في الدولة ومؤسساتها التي تتعاون وتتكامل وتعمل كخلية نحل من أجل إدارة هذه الأزمة والخروج منها.
كما وجه المفتي، في تصريح اليوم الثلاثاء، رسالة شكر إلى جيش مصر الأبيض من الأطباء والممرضين والطواقم الطبية التي تقدم خدمة صحية عالية المستوى لهذا الشعب، قائلًا: "نحن ننحني أمامهم إجلالًا، ونقول لهم أنتم أديتم واجبكم على أكمل وجه"، مشيرًا إلى أن الطبيب الذي يتوفى نتيجة الإصابة بفيروس كورونا وكذلك المرضى هم جميعًا يدخلون في أبواب وأسباب الشهادة، واختتم المفتي رسائله برسالة وجهها إلى الإعلاميين قال فيها: "أنتم تقاتلون من أجل إنارة الإنسان وتزكية وعيه، وعليكم دور كبير في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر".
وأوضح فضيلة المفتي، أن المبادرة التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "كأني اعتمرت.. الصدقة أولى" جاءت استجابة للواقع الذي نعيشه في هذه الأيام، والذي يحتاج للتعاون والتكاتف وأن يأخذ كل منا بيد الآخر في معركة وعي حقيقي ، مؤكدا أن من يتصدق بأموال العمرة ممن كانوا ينوون أداء العمرة هذا العام وحالت دون ذلك أزمة فيروس كورونا، كأنهم اعتمروا وزيادة.
وقال المفتي: "إننا قرأنا الإحصاءات للمعتمرين المصريين الذين كان يتوقع أن يؤدوا مناسك العمرة هذا العام وحالت الظروف دون ذلك، ووجدنا أن عددهم يصل إلى 800 ألف شخص"، ورأينا أنه إذا تم توجيه هذه الأموال التي كانوا سينفقونها لأداء العمرة إلى مصارف الخير ودعم المحتاجين والعمالة اليومية غير المنتظمة، فإننا نكون أمام ملايين الجنيهات ستكون سببًا في تفريج كربات آلاف المحتاجين والمتضررين، كما وجه مفتي الجمهورية رسالة إلى من حرموا أداء العمرة هذا العام وتصدقوا بأموالهم قال فيها: "أنتم لم تحرموا وأبواب الخير مفتوحة على مصارعها، وبتصدقكم فإنكم في عبادة حقيقية متعدية النفع".
وأشار إلى أنه بالتصدق بهذه الأموال فإن صاحبها يأخذ أكثر من ثواب العمرة، لأن الإنسان المعتمر يذهب بنفسه لأداء المناسك، وعبادته هذه ينتفع بها هو فقط، ولكن الإنفاق في سبيل الله هو بإجماع الأئمة الأربعة والفقهاء أولى من العمرة النافلة والحج النافلة، وثوابه أكثر، لأن عبادة الإنفاق في سبيل الله منفعتها متعدية إلى غيره، مضيفًا أن القاعدة الفقهية تقول: "ما كانت منفعته متعدية، أولى ممن منفعته قاصرة"، والنصوص الشرعية فيها من السعة والمرونة بحيث يمكن أن تغطي مشكلات الناس وتتسع لها
ولفت إلى أن مبادرة دار الإفتاء انطلقت من مبدأ مهم وهو مبدأ الرحمة واسم الله الرحيم، "فنحن نترجم معنى الرحمة إلى أفعال وعبادات عملية يصل نفعها إلى الناس، ونحقق الوعي الحقيقي للنص الشرعي الذي يتحرك على أرض الواقع في صورة عبادة ذكية تؤدي دورًا مجتمعيًّا مهمًّا"، موضحًا أن هذه الحملة يمكن أن تمتد كذلك إلى حج النافلة والفتوى مستقرة في دار الإفتاء على ذلك من قديم الزمان وحتى يومنا هذا.
وقال المفتي: "نريد أن نرسخ هذا الوعي في العمل الخيري، واليوم الإنفاق هو أولى من المنفعة القاصرة في العمرة النافلة"، مشيرًا إلى أنه هذه الحملة لاقت استحسانًا كبيرًا في مصر وخارجها، وأنه تلقى رسائل من بعض العلماء من دول عربية شقيقة تشيد بالمبادرة، مؤكدًا أن "مصر تحتاج إلى أيدي أبنائها، والمصري على مر التاريخ في وقت الأزمات والشدائد مقدام ومعطاء ويبذل ما في وسعه من أجل وطنه ومجتمعه".
وحول تعجيل إخراج أموال الزكاة قبل وقتها نظرًا للظروف الاستثنائية التي نمر بها .. أشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء استقبلت الكثير من الأسئلة حول هذا الأمر، مؤكدًا أن الفتوى مستقرة منذ القدم على جواز التعجيل بإخراج الزكاة، وحدث في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أخذ من عمه العباس رضي الله عنه زكاة سنتين مقدمًا"، مؤكدًا أنه يجوز إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم من أيام رمضان، وهو ما عليه الفتوى في دار الإفتاء المصرية منذ سنوات.
وقال المفتي: "نحن أمام نازلة تحتاج إلى فقه آخر يتوافق مع الواقع والحاجة، وقد قمنا في دار الإفتاء المصرية بمواكبة الحدث بفتاوانا لحظة بلحظة وسخرنا أنفسنا لكي نقف مع الوطن وأبناء الوطن في هذه المحنة، ونبين أن النصوص الشرعية تستطيع أن تواجه المتغيرات وتعالج الأزمات الحاضرة".
وأضاف فضيلة المفتي أن فتاوى النوازل "الشدائد" تحتاج إلى عقل مدرك للواقع، يستطيع إنزال النص الشرعي على الواقع الذي يكاد يكون متغيرًا، والنص الشرعي ليس بعيدًا عن الواقع، مشددا على ضرورة اتباع الأساليب العلمية والحكيمة في الإنفاق، وأن نستعين كذلك بالمؤسسات القوية التي يمكن أن تستقبل هذه التبرعات والصدقات مثل صندوق "تحيا مصر" الذي يقوم بدور كبير خلال هذه الأزمة.
وعن انزعاج البعض لعدم أدائهم صلاة التراويح في المسجد هذا العام.. قال فضيلة المفتي: "لا تنزعجوا وصلوا التراويح في بيوتكم فرادى أو مع أسركم، لأن الالتزام بالقرارات الاحترازية هو عبادة شرعية يثاب الإنسان عليها، والمعذور له أجر صلاة التراويح في المسجد تمامًا، والله سبحانه وتعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ).
وحول الصيام ومدى تأثره بفيروس كورونا وهل يرخص للناس الفطر خوفًا من المرض.. قال مفتي الجمهورية: "اجتمعت في الأسبوع الماضي مع لجنة طبية عالية المستوى في دار الإفتاء المصرية في كافة التخصصات التي تتعلق بفيروس كورونا، والمفاجأة أن هذه اللجنة أجمعت على أن هذا الفيروس يحتاج إلى مناعة والصوم يؤدي إلى تقوية المناعة"، مضيفا أن الصوم في حد ذاته مطلوب شرعًا، وهو ركن من أركان الإسلام لا يسقط بحال من الأحوال إلا بعذر شرعي من مرض أو سفر أو حيض، وغيره من الأعذار الشرعية.
وأشار فضيلة المفتي، إلى أنه فيما يخص المصابين بالفيروس فإننا في هذه الحالة نسأل الأطباء، فإذا رأوا أن الصوم يضره، فإنه يجب عليه أن ينصاع لأمر الطبيب وهو أمر واجب حتى يحافظ على نفسه لأن حفظ النفس في هذه الحالة مقدم على الصيام .. أما عن الأطقم الطبية التي تخالط المرضى بالفيروس فإذا كان الصيام مؤثرًا عليهم وسيؤدي إلى مضار فإن لهم رخصة الإفطار، والفتوى تنبني على رأي الأطباء في هذه الحالة.
قد يهمك أيضًا:
الإمام الأكبر يعلن موعد مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس
الإمام الأكبر يشيد بجهود القوات المسلحة والشرطة في معركتهم ضد التطرف
أرسل تعليقك