العريش ـ سعيد غمراوي
كثّف تنظيم "داعش" المتطرف من افتراءاته ضد المنطقة العازلة التي يقوم الجيش المصري بإنشائها على الحدود بين مدينتي رفح المصرية ورفح الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع الضربات التي يوجهها الجيش المصري لفرع التنظيم في شمال سيناء، منذ بدء العملية العسكرية "سيناء 2018" في شباط/فبراير الماضي. وقُتل عشرات المتطرفين وأوقف مئات المشتبهين في الشهور الأخيرة، بعدما طوق الجيش شمال سيناء ووسطها وقطع خطوط الإمداد والاتصال بين خلايا "داعش" العنقودية في الشمال والوسط، ودمر جزءًا ضخمًا من البنية التحتية ومخازن السلاح التابعة للتنظيم في سيناء.
وبثّ التنظيم مقطع فيديو قبل أيام على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر مواقع إعلامية ناطقة باسمه لسيارة دفع رباعي مُدمرة ويقف إلى جورها مُسلح ملثم يرفع علم "داعش" ويسعى إلى كسب تعاطف أهالي سيناء عبر حديثه عن "استهداف المجاهدين"، مدعيًا زورًا أن الجيش جرف الأراضي وهدم المنازل على الشريط الحدودي مع غزة، لإنشاء منطقة عازلة ضمن خطة لمحاصرة أهالي القطاع.
وعضو "داعش" الذي يظل يكيل الأكاذيب، تناسى أن مصر قررت فتح معبر رفح الحدودي مع غزة طوال شهر رمضان، وأغفل أن الجيش دفع تعويضات مناسبة لأهالي رفح الذين تمت مصادرة منازلهم الملاصقة للشريط الحدودي، ولم يلتفت إلى أن المنطقة الحدودية العازلة هدفها الأساسي منع تهريب السلاح والبشر عبر الحدود. واللافت أن افتتاحية العدد الأخير من مجلة "النبأ" الناطقة بلسان "داعش" خُصصت للحديث عن المنطقة العازلة التي تُقيمها مصر على الحدود مع غزة.
والافتتاحية كررت الرسائل ذاتها التي قالها المسلح عضو "داعش سيناء"، ما يشير إلى أن التنظيم المركزي خارج مصر أدرك مدى الضرر الذي أصاب فرعه في سيناء نتيجة إقامة تلك المنطقة والسيطرة على المنطقة الحدودية مع غزة. وأكدت القاهرة موقفها الثابت والرافض لكل صور الإرهاب وأشكاله وترويع الآمنين أياً كانت أسبابه ومبرراته، وشددت على أهمية تكاتف المجتمع الدولي للتصدي لظاهرة الإرهاب بكل حزم وقوة. ودانت مصر حادث إطلاق النار الذي وقع في مدينة لييج البلجيكية وأسفر عن سقوط شرطيين وأحد المارة، فضلاً عن إصابة شرطيين آخرين.
أرسل تعليقك