القاهرة - مصر اليوم
أكد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن ولي العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إنسان مثقف وصاحب رؤية وقارئ جيد للتاريخ، مضيفا أن زيارته للمقر البابوي مثلت مفاجأة طيبة، وأن حديثه معه حمل الكثير من الآثار الإيجابية، على الرغم من أنه لم يتجاوز 30 دقيقة.
وأبدى البابا تواضروس الثانى – خلال حواره مع صحيفة (عاجل) الالكترونية السعودية، وهو الأول لصحيفة سعودية – إعجابه بالتغييرات التي تشهدها المملكة العربية السعودية، ووصفها بأنها “ذات طابع عصري” ، مؤكدا أن التعاون المصري – السعودي كفيل بتحقيق القوة المنشودة في مواجهة الأخطار التي تحيط بالمنطقة، وفي مقدمتها التدخلات الخارجية والإرهاب الذي يعمل على شق الوحدة الوطنية في مصر، ويسعى لحرمان الشعوب من حقها في الحياة.
واكد البابا تواضروس الثاني إنه وجد في الأمير محمد بن سلمان، خلال لقائهما الأسبوع الماضي، “إنسانا لطيفا ومتفتحا مثقفا وصاحب رؤية وقارئا جيدا للتاريخ” ، كما رأى أن القرارات الأخيرة في السعودية تمثل “تغييرات عصرية تدهشنا”، لافتا إلى أن هناك قواسم مشتركة تجمع أبناء المنطقة من شأنها أن “تولد نتيجة رائعة مردودها سيظهر مستقبلا”.
وأشار بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية إلى أن الإرهاب ظهر في السنوات الأخيرة رابطا نفسه بتفسير مفاهيم إسلامية بطريقة مشوهة ، بينما الأديان تدعو بطبيعتها إلى المحبة والتعايش والتسامح ، منوها إلى أن الإرهاب لا ينمو إلا في الجحور فإن كشفت الجحر وأخرجت ما به من ثعابين ينتهي خطره.
وتابع قائلا ” الإرهابيون يسعون لزرع الفتنة بين أبناء الشعب المصري غير أن ذلك لن يتحقق لما يملكه شعبنا من تاريخ عريق في الوحدة والتعايش، وإن الكنيسة المصرية تشارك بفعالية في حوارات مركز الثقافات في فيينا مع الدكتور فيصل بن معمر ، فالكنيسة لها دور كبير هناك وطبيعة الحياة أن يكون هناك تنوع ، وحينما ينظر الإنسان للحياة بهذه الصورة يشعر أن هذا سبيل لينجح في حياته ويكون غنيا بالمعرفة، وهذه نقطة مهمة وأعتقد أن الحوار بين الثقافات والحضارات شيء نحتاجه تماما”.
ونوه البابا تواضروس إلى أن تركيبة مصر السكانية قائمة على وحدة تاريخية طويلة بين المسلمين والمسيحيين عمرها تجاوز 14 قرنا ، وأن الإرهاب لا يستهدف المسجد بصفته أو الكنيسة بصفتها لكنه يضرب الوحدة الوطنية والتلاحم الشديد في مصر، ولأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدرك هذه النقطة، دائما يقول، أنا رئيس مصري لكل المصريين، كما أنه يؤكد باستمرار أنه مصري أولا وأخيرا، وهناك مقولة شهيرة له ومعبرة “طول ما احنا واحد هنقدر نهزم الإرهاب”، ونحن نعرف أن الوطن هو المستهدف، ولذلك تكون الهجمات أولا ضد الجيش والشرطة باعتبارهما “القوة الصلبة لوطننا”، ثم ضد المسجد والكنيسة “القوة الناعمة”.
أرسل تعليقك