باريس ـ مارينا منصف
أكد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي ، الخميس، أهمية دور مصر وفرنسا في منطقة الشرق الأوسط، في ظل التغيرات العديدة، التي أعقبت ما يسمى بالربيع العربي، وبروز ظواهر جديدة أثرت على الأمن الإقليمي والدولي.
جاء ذلك في مداخلة السفير محمد العرابي، في الندوة التي عقدها اليوم المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والتحليلات الاستشراقية في باريس، بمشاركة وزراء مصريين وفرنسيين سابقين حول العلاقات المتنامية استراتيجيا وسياسيا واقتصاديا، بين مصر وفرنسا.
وقال العرابي إن هناك موضوعات محددة ستلعب فيهما مصر وفرنسا دورًا قياديًا، بعد نتائج الربيع العربي، متوقعًا أن يبذل البلدان المزيد من الجهد في القضية الفلسطينية في أعقاب الموقف الأميركي من القدس، وأن تتحملا مسؤولية كبيرة لقيادة العالم نحو إطار مختلف عما تخطط له الإدارة الأميركية في المرحلة المقبلة.
كما توقع إن يسهم البلدان في حلحلة الأوضاع في ليبيا وسوريا أيضا, وأن تشغل هذه القضايا مجالا واسعا من التعاون المصري الفرنسي، خلال المرحلة القادمة خاصة في فترة الرئاسة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومن جهة أخرى أشار العرابي إلى وصول الإرهاب، لبعض الدول الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية مثل تشاد والنيجر ومالي وإلى وجود قوات فرنسية في منطقة الساحل لمحاربة الإرهاب تعرضت لإصابات وخسائر، مؤكدا أن هذا المحور مهم جدا، في تبادل المعلومات بين البلدين والاستفادة من خبرة مصر في مكافحة الإرهاب.
وأكد أن هناك محورًا آخرًا للتعاون بين القاهرة وباريس يتمثل في مراقبة ما يجري في البحر المتوسط سواء كانت تحركات الجماعات المنخرطة في الإرهاب وتهريب السلاح أو في العمل على اقتلاع الإرهاب من جذوره وتجفيف موارده، محذرا من أن خطر الإرهاب لا يقتصر على الشرق الأوسط فهناك تخطيط لإنشاء حزام جديد يطوق المنطقة العربية والشمال الإفريقي يبدأ بجماعة (الشباب) في الصومال ويمر بتشاد والنيجر ومالي ليصل إلى بوكو حرام في نيجيريا.
ولفت العرابي إلى ما تشهده المنطقة من تحالفات متحركة غير ثابتة متمثلة على سبيل المثال في جلوس روسيا وإيران وتركيا على مائدة تفاوض واحدة لتقرير مصير دولة عربية هي سورية، إلى جانب استطاعة تركيا تجنيد جماعات إرهابية مثل (داعش) و(النصرة) للقتال ضد الأكراد، في ظل ما تشهده المنطقة من فوضى غير خلاقة ستستمر خلال الفترة المقبلة، وأكد حاجة الدول المتوسطية لإحياء الاتحاد من أجل المتوسط وتطوير عمله خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع تولي السكرتير العام الجديد للاتحاد مهامه وهو السفير ناصر كامل.
أرسل تعليقك