انطلقت الأربعاء عقب صلاة العشاء والتراويح فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه.
افتتح الوزير فعاليات الملتقى، وذلك بحضور الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد علي عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية ، والسيد عبد الباري وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة.
وفي بداية كلمته هنأ وزير الأوقاف جميع الحاضرين والمشاهدين والمستمعين بشهر رمضان المبارك ، مبينًا أن شهر رمضان شهر عظيم , من صامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ، وكذا من قامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه , فما من ليلة من لياليه إلا ولله فيها فضل على عباده ، وله فيها عتقاء من النار.
وأوضح أن الدعاء باب مهم من أبواب العبادة في الإسلام ، وهو يعبر عن فضل كبير ورحمة واسعة من الله تعالى لعباده ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): ” إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا”، فشهر رمضان شهر إجابة الدعاء، حيث إن أهم آية في الدعاء قد توسطت آيات الصيام , وكأنها إشارة إلى قبول دعوة الصائمين , حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ”.
اقرأ أيضًا:
وزير الأوقاف المصري يؤكد افتتاح 300 مسجد ًاجديدًا خلال الأسبوع المقبل
وفي ذات السياق أوضح أنه ما من عبد يعرض نفسه على ربه (150) مرة في الفرائض التي يؤديها ، ناهيك عن النوافل والتراويح – شريطة أن يكون صادقًا مع نفسه وصادقًا مع ربه – فإن الله (عز وجل) لا يرده خائبًا ، موضحًا أنه لابد أن يسأل العبد نفسه هل صمتُ حقًا؟ وهل صمت عن الحرام ، وعن الكذب ، وعن الغيبة والنميمة؟ وهل صمت عن تطفيف الكيل والميزان؟ وهل صمت عن أذى الناس؟ فإن كان ذلك حال الإنسان فهو صائم حقًا.
وفي سياق آخر أكد أن بعض الجماعات المتشددة والمغالية أخرجت العبادات من المفهوم الشمولي والوسطي إلى سبل أخرى من التشدد والغلو , مع أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما رأى رجلًا يبالغ في رفع يده في الصلاة قال: “مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ، اسكنوا في الصلاة” وقال: ” أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا” وهو معنى قوله تعالى: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” ، موضحًا معاليه ضوابط إجابة الدعاء ومنها طيب المطعم , والصدق والإخلاص لله رب العالمين.
وأضاف أن العبادة لها مفهوم موسع حري أن نطبقه ، وإذا لم تترجم إلى سلوك عملي تأتي في يوم القيامة شاهدة على صاحبها , وأن التكافل الاجتماعي من أعظم القربات التي يتقرب الإنسان بها إلى ربه (سبحانه وتعالى).
وفي ختام كلمته أكد أن بعض الناس قد ينظر إلى العبادة من حيث الأداء الشكلي دون استشعار روحي وقلبي لشعائر العبادات ، مع أن الإسلام أكد على ضرورة الاهتمام بالمخبر كما يهتم الإنسان بالمظهر سواء بسواء ، وأن العبرة في العبادات بالكيف وبمقدار الإخلاص والصدق في أدائها ، وأن شهر رمضان شهر التكافل ومكارم الأخلاق ، وهو فرصة سانحة للتقرب إلى الله (سبحانه وتعالى).
كما أوضح أن الله تعالى عندما تحدث عن الصوم ربط بينه وبين التيسير ، فقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” , حيث تحدث عن الصوم كفريضة من مبدأ العزيمة ، وكذا رخص بالفطر للمرضى وأصحاب الأعذار ، وهذا من باب التيسير والرحمة ، قال تعالى: ” فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” , ثم تحدث ربنا (جل وعلا) عن الدعاء في ثنايا حديثه عن الصوم ، وهذا يدل على أهمية الدعاء في هذا الشهر ، وأن الدعاء فيه مستجاب ، فيقول ربنا سبحانه : ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
قد يهمك أيضًا:
"جمعة يؤكد نصف جرائم الجماعات الإسلامية ارتكبت بذريعة "الخلافة
مختار جمعة يؤكد أن استحلال المال العام باب واسع للفساد
أرسل تعليقك