استحوذت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف -خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف- على عناوين الصحف، وكذلك اهتمت الصحف بالملف الاقتصادي حيث أبرزت جهود الحكومة في توطين صناعة السيارات.
وأبرزت الصحف القومية تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الاستهانة بالأنبياء والرسل هو استهانة بقيم دينية رفيعة يعتقد فيها الكثير من البشر، وأن إيمان المسلم لا يكتمل إلا إذا آمن بالرسل جميعًا وذلك خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف.
ونقلت الصحف عن الرئيس تحذيراته بأن الإساءة للأنبياء والرسل هو استهانة بقيم دينية رفيعة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يحمل المسلمون بأوزار ومفاسد وشرور فئة قليلة انحرفت، مشددا على أن المسلمين أيضا لهم حقوق في أن لا يجرح شعورهم ولا تؤذى قيمهم، وأنه عندما تمارس الناس حقها في التعبير عن ما يجول بخواطرها فيجب أن يتوقف الأمر قبل أن تجرح مشاعر أكثر من مليار ونصف مليار شخص.
وأضاف الرئيس أن الأمر يتطلب من الجميع التوقف والتدبر، متابعًا "أنا لا أوجه أي كلمة إساءة أو لوم لأحد، ولكن أقول إن الأمر يتطلب مراجعة مع النفس للجميع، أنا لا أتحدث عن مصر فقط أنا أتحدث على الدنيا كلها.. من فضلكم، كفى إيذاء لنا".
ودعا الرئيس السيسي المسلمين إلى الاقتداء بالرسول الكريم والتأدب بأدبه والتخلق بأخلاقه والصدق وإتقان العمل، موضحًا أن الناس لا تجتمع على دين واحد، منوها بأهمية أن يحترم المرء الذي يعيش في مصر أوخارجها قيم ومبادئ المجتمع الذي يعيش فيه.
وفي ذات السياق، سلطت الصحف الضوء على تصريحات تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف حيث قال: "إذ نحتفلُ اليَوْم بذِكْرى مَوْلِد محمَّد -ﷺ- فإنَّنا لا نحتفلُ بشخصٍ بَلَغَ الغايةَ في مدارجِ الأخلاق العُليا، ومراتبِ الكمال القُصوى، وإنَّما نحتفـل -في الوقتِ نفسِه- بتجلِّي الإشراقِ الإلهي على الإنسانيَّةِ جمعاء، وظهورِه في صُورةِ رسالةٍ إلهيَّة خُتِمَتْ بها جميعُ الرسالات، وكُلِّف بتبليغها للبشريَّةِ نبيٌّ خاتمٌ أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونَصَحَ الأُمَّة، ولم يتركها حتى وضَعَها على محجَّةِ الحقِّ والخَيْرِ والجمال".
وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته في ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نحن المسلمين لا نرتابُ لحظةً في أنَّ الإسلامَ والقرآنَ ومحمَّدًا ﷺ أنوارٌ إلهيَّة تُضيء الطريقَ للإنسانيَّةِ في سعيِها لتحصيل السعادة في الدنيا والآخِرة، وأنها محفوظةٌ بحفظ الله ومشيئتِه ووعده.
وشدد على أن محمَّدا ﷺ -بنصِّ القرآن الكريم يَجري شُعاعُه في دمائنا وقلوبنا، ولولاه -ﷺ- ولولا ما أُرسِل به من عند الله لبَقِيت الإنسانيَّة كما كانت قبلَ بَعثَتِه في ظلامٍ دامس؛ وفي ضلالٍ مُبين إلى يوم القيامة.
وتابع الإمام الأكبر: محمَّدٌ ﷺ -بنصِّ القرآنِ أيضًا- هو «النُّور» الذي يُبدِّد اللهُ به الظلمَ والظلمات، يقولُ تعالى: (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 15]، أي: جاءكم محمَّدٌ «ومعه القرآنُ الكريم"، وكما سَمَّاهُ الله «نورًا» سمَّاه «سراجًا منيرًا»، وخاطَبَه به خطابًا صريحًا، وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) [الأحزاب: 45-46]. ومحمَّد ﷺ، هو الرحمة المرسلة للعالَمين: مُؤمنِهم وكافِرِهم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]، كما أخبر عن نفسِه: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ».
وفي عودة لنشاط الرئيس، اهتمت الصحف باجتماع الرئيس السيسي، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الري والموارد المائية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي؛ لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات تنمية واحة سيوة، وحماية وتطوير شواطيء شمال الدلتا وبورسعيد، وكذلك إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي لتوفير مياه الري.
ونقلت الصحف عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي تصريحاته بأن الاجتماع تناول متابعة الجهود التنموية المشتركة بين قطاعي الري والزراعة والجهات المعنية الأخرى لعدد من المشروعات على مستوى الجمهورية.
ولفتت الصحف إلى إطلاع الرئيس السيسي على جهود إنشاء البنية الأساسية لتلك المشروعات القومية خاصة تنمية واحة سيوة بالصحراء الغربية، وأن الرئيس السيسي وجه بأن تتم عملية تنمية واحة سيوة في إطار جذري شامل يحافظ على طابعها التراثي المميز ويطور ما بها من بحيرات وآبار وعيون طبيعية للمياه لزيادة إنتاج ما تشتهر به من محاصيل زراعية، على نحو يعزز من القيمة الاقتصادية والاستثمارية المضافة للواحة، وكذلك كمقصد سياحي فريد.
كما استعرض المشاركون في الاجتماع الخطوات التنفيذية لإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي لتوفير مصادر مياه الري لمناطق الأراضي الزراعية بوسط وغرب الدلتا، وكذلك المخطط العام لمشروع حماية وتطوير شواطئ شمال الدلتا خاصة بمحافظة بورسعيد، حيث وجه الرئيس بتوفير الموارد المالية للمشروع والإسراع في استكمال كافة الدراسات الإنشائية وفق أعلى المعايير البيئية والهندسية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي تابع كذلك خلال الاجتماع مستجدات بعض مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على مستوى الجمهورية، وبالعاصمة الإدارية الجديدة والخطوات التنفيذية ذات الصلة، خاصة الحي الدبلوماسي بالعاصمة والمخطط أن يضم مقار السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية المعتمدة بالقاهرة، وقد وجه الرئيس السيسي بأن يشمل الحي كافة الخدمات المختلفة والأنشطة الاجتماعية المتنوعة لقاطنيه والمترددين عليه وفق أعلى مستوى، وبالتكامل مع أحياء العاصمة الإدارية.
وفي الملف الاقتصادي، سلطت الصحف الضوء على توجيه مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء؛ بسرعة إطلاق برنامج إحلال السيارات، وكذا التحويل للمركبات للعمل بالغاز الطبيعي، وكلّف بتقديم مزيد من المحفزات للمستفيدين بالبرنامج، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده لمتابعة الجهود المبذولة لتوطين صناعة السيارات في مصر، وبرنامج إحلال الميكروباص والتاكسي للعمل بالغاز الطبيعي، وخطة تصنيع السيارات الكهربائية، بحضور محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والمهندس محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي، والفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، ومسئولي الجهات المعنية، فيما شارك في الاجتماع عبر "الفيديو كونفرانس"، هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام.
وأشارت الصحف إلى أنه خلال الاجتماع، استعرضت وزيرة التجارة والصناعة الخطوات التنفيذية المتخذة من قبل الوزارة للنهوض بقطاع السيارات حتى أكتوبر الجاري، ولفتت إلى أن المجالات التي تعمل عليها الوزارة فيما يتعلق بقطاع السيارات تتمثل في استراتيجية صناعة السيارات والصناعات المغذية لها، برنامج إحلال الميكروباص والتاكسي للعمل بالغاز الطبيعي، وخطة تصنيع السيارات الكهربائية.
وأضافت الوزيرة أن صناعة السيارات تعد من الصناعات الاستراتيجية، فهي في حد ذاتها أحد مقاييس تقدم الشعوب، لذا فقد عكفت الدولة على إعداد الاستراتيجية القومية لتوطين صناعة المركبات والصناعات المغذية لها، لافتة إلى أنه من المتوقع إصدار عدد من التشريعات التي تهدف إلى تحفيز الصناعة وتنمية وتعميق الصناعة، وزيادة القيمة المضافة خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت وزيرة الصناعة أنه تمت دراسة توافق الهيكل التشريعي للاستراتيجية المشار إليها مع الالتزامات الدولية لمصر، وذلك مع إعادة صياغة بعض العبارات في برنامج تنمية صناعة المركبات.
وفيما يتعلق ببرنامج إحلال الميكروباص والتاكسي للعمل بالغاز الطبيعي، قالت الوزيرة إنه في إطار اتخاذ الإجراءات التنفيذية في هذا الصدد، فقد تم بتاريخ 30 أغسطس الماضي إصدار القرار الوزاري المشترك رقم 400 لسنة 2020 بتشكيل لجنة عليا برئاسة وزيري المالية والتجارة والصناعة تضم في عضويتها ممثلين عن كافة الوزارات والجهات ذات الصلة بالمشروع، وتختص بالإشراف ومتابعة الإجراءات التنفيذية للإسراع في بدء مشروع الإحلال، وتم عقد 4 اجتماعات للجنة المشار إليها، حيث تركزت أعمال اللجنة على 3 محاور تمثلت في محور البنية التحتية والأمور اللوجستية والمحور المالي ومحور الصناعة.
إلى جانب ذلك، ووفقا لما تم عرضه من خلال الوزيرة، تم تحديد 7 محافظات لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، وهذه المحافظات هي القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، بورسعيد، الفيوم، البحر الأحمر، والسويس، وذلك في ضوء محطات الغاز الطبيعي الموجودة حاليًا والطاقات الفائضة لدى تلك المحطات، والتي تتناسب مع الأعداد المستهدفة، فيما تتولى وزارة البترول والثروة المعدنية موافاة اللجنة ببيانات تفصيلية للطاقات الإنتاجية الفائضة من الغاز الطبيعي في المحافظات السبع على وجه الدقة وعدد السيارات التي تستوعب هذا الفائض موزعة على النوعين التاكسي والميكروباص.
ونوهت جامع بأن وزارة التجارة والصناعة قامت بعقد اجتماعات مع الجهات المعنية، وتم صياغة ورقة مرجعية بشأن الشروط العامة والمواصفات المؤهلة لانضمام الشركات المحلية لبرنامج إحلال مركبات الميكروباص بمركبات جديدة تعمل بالوقود المزدوج (بنزين/ديزل – غاز طبيعي).
وقامت وزارة التجارة والصناعة بعقد اجتماع مع الشركتين اللتين أبديتا استعدادهما للبدء الفوري في إنتاج مركبات الميكروباص للبرنامج، وتم إعداد تصور بالطاقات الإنتاجية لتلبية احتياجات المرحلة الأولى من المشروع، على مدار 14 شهرا للوصول إلى مستهدف المرحلة الأولى من البرنامج، وتم الاتفاق على الاعتماد على جهاز تنمية المشروعات وفروعه المنتشرة بمحافظات الجمهورية تمهيدًا لإرسال تلك الطلبات إلى البنوك المانحة للتمويل.
وفي غضون ذلك، عرضت وزيرة البيئة مميزات تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، لافتة إلى أنها على استعداد لتقديم الدعم الفني ودراسات السوق ودراسات الأماكن الأكثر تلوثًا.
وفيما يخص تصنيع السيارة الكهربائية، أشارت وزيرة الصناعة إلى أن الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة قامت بعقد عدد من الاجتماعات مع الجهات المعنية للإفادة بالمواصفات القياسية الخاصة بإنتاج السيارة الكهربائية، وتم إصدار عدد من المواصفات المتخصصة في مجال الأتوبيسات والسيارات الكهربائية، وذلك لتكون مرجعية لأي جهة تعمل على تصنيع السيارات الكهربائية في مصر.
يأتي ذلك، فيما عرض وزير قطاع الأعمال العام عددًا من المحفزات المطلوب الموافقة عليها لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر.
وفي سياق متابعة الملف الاقتصادي أشارت الصحف إلى إعلان البنك المركزي ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال السنة المالية 2019 /2020 بمعدل 10.4% ، لتسجل أعلى مستوى تاريخي لها بلغ نحو 27.8 مليار دولار (مقابل نحو 25.2 مليار دولار خلال السنة المالية السابقة).
وذكر البنك المركزي أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفعت خلال شهر يونيو 2020 بمعدل 33.7% لتصل إلى نحو 2.6 مليار دولار (مقابل نحو 1.9 مليار دولار خلال شهر يونيو 2019).
وأشارت الصحف إلى أن التحويلات كانت قد تراجعت خلال الفترة أبريل / يونيو 2020 بمعدل 10.5% لتسجل نحو 6.2 مليار دولار (مقابل نحو 6.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق).
قد يهمك ايضا
السيسي يكرم عددا من العلماء خلال احتفالية المولد النبوي الشريف
احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي بحضور الرئيس السيسي
أرسل تعليقك