أفادت وسائل إعلام غربية بأن الجزائر أغلقت مجالها الجوي أمام طائرة عسكرية أميركية، كانت آتية من قاعدة عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي بالأراضي الإسبانية، ومتوجهة إلى إسرائيل.
وأكدت صحيفة «كليفلاند» الأميركية في عدد (الاثنين) أن الجزائر «حظرت عبور طائرة أميركية من نوع (سي - 17 غلوبماستر 3) فوق أجوائها»، من دون توضيح متى تم ذلك، مشيرة إلى أن الطائرة تستعمل للنقل الاستراتيجي السريع للقوات لتنفيذ مهام النقل التكتيكي وللإجلاء الطبي، ونقل القوات المحمولة جواً وإطلاق المظليين. ومن خصائص الطائرة، وفق ذات الصحيفة، «القدرة على الاستمرار في توفير الإمدادات لجميع قواعد التشغيل والقتال المحتملة».
وأكدت الصحيفة أن الطائرة انطلقت قبل منعها من التحليق في الأجواء الجزائرية من القاعدة الأميركية «بروتا»، الموجودة بمقاطعة قادش (جنوب غربي إسبانيا)، مبرزة أن القاعدة تتربع على مساحة 2400 هكتار، ويقيم بها نحو 8 آلاف من الرعية العسكرية والمدنية الأميركية، مع عائلاتهم. كما لفتت «كليفلاند» إلى أن سلاح الجو الأميركي استعمل منذ هجوم «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الأجواء الجزائرية بشكل يومي، لكن من دون توقف في أي مطار جزائري، موضحة أنه «كان ينفذ طلعات جوية بين القاعدة العسكرية (روتا) ومنطقة الشرق الأوسط».
جوشوا هاريس نائب وزير الخارجية الأميركي المكلف شمال أفريقيا بمكتب السفارة الأميركية في الجزائر (السفارة)
وحسب الصحيفة ذاتها، فإن السلطات الجزائرية والأميركية والإسبانية «لم تؤكد صحة المعلومات المتداولة»، مبرزة أن «مواقف الجزائر تتعارض مع مواقف الولايات المتحدة، التي اعترضت على وقف الأعمال العدائية في غزة (...) وفي ما يتعلق بواقع العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة، فهي توصف بأنها جيدة ومتوازنة، على الرغم من اختلاف المواقف بين البلدين بشأن عدة قضايا».
وكان نائب وزير الخارجية الأميركي المكلف شمال أفريقيا، جوشوا هاريس، قد خاض مع الإعلام الجزائري أثناء زيارته البلاد الجمعة الماضية في قضايا كثيرة، منها اختلاف المواقف بين البلدين حيال العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال رداً على سؤال إن كانت أميركا تعد الجزائر صديقاً وشريكاً حقيقياً، إن «الشراكة الحقيقية مبنية على وجهات نظر صادقة. فنحن نسمع من الجزائر آراءها ونستفيد منها، وهذا لا يعني أننا نتفق دائماً. وأود أن أقول أيضاً إن هناك قضايا ملحة الآن منذ 7 أكتوبر في إسرائيل وغزة، وهذا أيضاً جزء مهم من محادثاتنا مع الجزائر. وهناك الكثير من التقارب بشأن ضرورة معالجة الوضع الإنساني في غزة، وضمان وصول الغذاء والدواء والمياه والوقود المطلوب بشدة إلى الفلسطينيين الذين يعانون بشدة. كما أن هناك تقارباً حول مدى إلحاح الخطوات السياسية التالية للنظر إلى مرحلة ما بعد الصراع، مثل الخطوات العملية اللازمة لتحقيق الدولة الفلسطينية، والظروف الحقيقية التي يتمكن فيها الفلسطينيون والإسرائيليون من العيش معاً بمعايير متساوية من الأمن والحرية والازدهار».
اللواء حسنات بلقاسم مدير مركزي بوزارة الدفاع الجزائرية مع قائد «أفريكوم» مايكل لانغلي في فبراير 2023 («الدفاع» الجزائرية)
وتأتي التطورات الخاصة بـ«منع تحليق الطائرة الأميركية فوق الأجواء الجزائرية» في سياق انعقاد جولة جديدة من «الحوار العسكري الثنائي» بواشنطن (من 4 إلى 6 ديسمبر/ كانون الأول الحالي)، برئاسة مسؤول وزارة الدفاع الجزائرية اللواء منير زاهي، ونائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون أفريقيا بالإنابة جنيفر زاكيسكي.
وبحث الاجتماع الدوري السنوي، وفق ما نشرته السفارة الأميركية بالجزائر، «الدفع بمشروع مذكرة تفاهم حول التعاون الدفاعي بين الجزائر والولايات المتحدة، تمهيداً للتوقيع المقرر مطلع 2024». وتم عقد «اجتماع خاص» في هذا الإطار مع بائعي الدفاع التجاريين، وتنويع الموردين والأنظمة التكنولوجية المتقدمة لتعزيز أهداف الدفاع الوطني بالشراكة مع الجزائر، حسب السفارة.
وحول هذا الموضوع، أكد هاريس في تصريحاته الصحافية بالجزائر أن الحكومة الأميركية «منفتحة للغاية للاستماع إلى الجزائر حول ما تحتاجه لدفاعها الوطني»، قائلاً: «نحن على استعداد تام لإجراء محادثة بين جيشينا. فإذا كان من الممكن أن تكون الصناعة الأميركية جزءاً من الحل لضمان حصول الجزائر على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، فإننا بالطبع نريد أن نكون جزءاً من تلك المحادثة».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
رئيس أركان الجيش الجزائري ينصّب قائدًا جديدًا للقوات البرية الثلاثاء
منع نجلي رئيس الأركان الجزائري الراحل من مغادرة البلاد
أرسل تعليقك