القاهرة -مصر اليوم
أشاد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بجهود واهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بصحة المصريين، والمبادرات الكبيرة للنهوض بهذا القطاع بصفة عامة وعلاج الأمراض المزمنة والاعتناء بالأطفال والشباب وصحة المرأة باعتبارها إحدى الركائز الهامة للارتقاء بالوطن والأمة.
وقال مفتي الجمهورية- في كلمته أمام الاجتماع الاستشاري الاسلامي لاستئصال مرض شلل الاطفال المنعقد بمشيخة الأزهر الشريف اليوم الأربعاء إن هذا الاجتماع والتآلف والتعاون بين المؤسسات الإسلامية العريقة، في مقدمتها الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرهما من المؤسسات المشاركة والداعمة للفريق الاستشاري الإسلامي في مكافحة هذا المرض الخطير، "يعطينا الأمل والبشرى".
وأضاف: "نسير- بفضل الله- في الاتجاه الصحيح نحو إزالة المعوقات من طريق تنمية ونهوض الأمة الاسلامية؛ لتكون أمة فاعلة مشاركة ومؤثرة في ركب الحضارة الانسانية بشكل سلمي حضاري إيجابي، بما يحقق المصلحة لأي إنسان، بغض النظر عن جنسه ولونه ودينه، وبنفس المنطق أيضا بما يدفع الضرر عن البشرية جمعاء".
وتابع: "إن المشروعات الإسلامية الحضارية هي مشروعات تنموية تلبي حاجة الإنسان من حيث هو إنسان، وتمد يد العون للجميع، موضحا أن رسول الله- صل الله عليه وسلمـ كان يهتم بكل ما يهم أمر أمته اهتمام الوالد بأبنائه، فالمؤسسات الدينية التي احتشدت لهذا الغرض النبيل قامت بواجب الوقت وحققت مقاصد الشريعة الغراء السمحة بالاجتماع والتعاون لحفظ النفوس وما يصلحها كلًّا أو جزءًا، وطبقت سنة رسول الله (صل الله عليه وسلم)، الذي اهتم بشأن الضعفاء والمرضى من قبل بعثته (صل الله عليه وسلم)، حيث كان يحمل الكَلّ، ويكسب المعدوم، ويعين على نوائب الدهر".
وأردف مفتي الجمهورية: "إذا كنا ننظر إلى مرض شلل الأطفال وغيره من الأمراض على أنها ضرر يجب دفعه بكافة الوسائل العلمية، فإننا لا ننسى أن لله- تعالى- حكمة بالغة في ابتلاء بعض الناس لرفع درجاتهم ودرجات من يتضرر بهذا الابتلاء معهم، فالإنسان المريضـ خاصة فلذات الأكبادـ لا يتحملون وحدهم تبعة المرض، بل يعاني الآباء والأمهات أيضًا معاناة نفسية ومادية كبيرة تستحق منا أن نقف بجانبهم من أجل تقديم الدعم والمساعدة حتى يتحرر أطفالنا من هذا القيد الخبيث أعني شلل الأطفال.
ولفت إلى أن استضافة الأزهر الشريف لهذا المؤتمر- وإن كان جديرًا بالإشادة والتقدير- إلا أنه ليس غريبًا ولا جديدًا على الأزهر السامق ولا على فضيلة الإمام الأكبر الذي يرعى دائمًا مثل هذه الفعاليات، التي تخدم الأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها.
وشدد مفتي الجمهورية، على أن اجتماع العلماء لهذه الغايات السامية فيه تطبيق لسنة المصطفى (صل الله عليه وسلم)، وتفعيل لمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، وإحياء لمعنى الدين الصحيح في وعي هذه الأمة وضميرها؛ إذ إن كثيرًا من القاصرين الذين حصروا الدين في قضايا ضيقة، قد حصروا دور المؤسسات الدينية في الدوران في فلك هذه القضايا لا تجاوزها ولا تبارحها، من قضايا الحاكمية والتمكين والجهاد وغير ذلك من القضايا التي استُهْلكت فيها الأمة، وكثر فيها الجدل والقيل والقال، وتناولها أناس ليسوا من أهل العلم، ولا من أهل الاجتهاد فتجرأوا عليها وشوهوا أفكار الشباب بمفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان، وشغلوا الأمة بهذه القضايا، وصوروا للناس أن العلماء الذين يهتمون بالقضايا الإنسانية العامة كالصحة والتعليم والبناء والحضارة والتنمية والثقافة والتعايش السلمي بين الشعوبـ ابتعدوا عن وظيفتهم الدينية، مؤكدا أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) اهتم بهذه الأمور الإنسانية مع المسلم وغير المسلم.
وأضاف مفتي الجمهورية، أن العمل على مقاومة هذه الأمراض الفتاكة ينقذ الأمة من حالة الضعف والقعود والركود، "فلا خير في أمة يفتك المرض بأبنائها"، والرسول صل الله عليه وسلم يقول: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير.
وقال إن الجهود الجبارة- التي يقودها الرؤساء والعلماء والدول- في سبيل إصلاح المجتمع وتقويته بإصلاح صحة أبنائه وتقوية بنيانهم، من شأنها أن تثمر صحة وعافية لأفراد هذه المجتمعات، ولأن المجتمع ما هو إلا فرد مكرر فإن قوة المجتمع في سلامة أفراده، مؤكدا أن كل الجهود التي تقودها الدول في النهضة بالصناعة أو بالتعليم أو بالاقتصاد أو بالتكنولوجيا، تصبح هباء منثورًا إذا لم تبن على قاعدة علمية قوية من الاهتمام بصحة هؤلاء الأفراد، وخاصة الأطفال الصغار.
قد يهمك ايضا
مفتي الجمهورية يكشف شرطا مهما لإزالة مسجد بني بترخيص من الدولة
خبراء الاقتصاد يشيدون بجولات السيسي الخارجية ويؤكّدون أنّها "فرصة للتعاون"
أرسل تعليقك