غزة ـ محمد حبيب
أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في رام الله الجمعة، أنها أرسلت رسائل عاجلة إلى جميع الدول التي تعترف بدولة فلسطين، مفادها أن يوسف القرضاوي يحمل جواز سفر فلسطيني مزورا.
وطالبت الوزارة في رسائلها جميع هذه الدول باتخاذ الاجراءات القانونية من أجل ضبط حامل الجواز واسترداده وفق القانون الدولي، على ما أفاد بيان للوزارة اليوم الجمعة ونشرته وكالة الانباء الرسمية.
وكان قد منح رئيس الوزراء في الحكومة المقالة اسماعيل هنية الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الجنسية الفلسطينية وجواز سفر دبلوماسي.
هذا وعقب الناطق باسم حركة "فتح" أحمد عساف على منح اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة جواز سفر دبلوماسي وجنسية فلسطينية، للشيخ يوسف القرضاوي الذي يزور قطاع غزة بالقول أن "من لا يملك أعطى لمن لا يستحق".
واوضح عساف "اذا ما قررت أي دولة منح جواز سفرها لأي أجنبي تقديرا له فهذه صلاحيات رئيس الدولة فقط وليست من صلاحيات رئيس وزراء مطرود بسبب قيادته لانقلاب دموي على السلطة الشرعية" .
وقال عساف "ان جواز السفر الذي منحه هنية للقرضاوي هو جواز سفر "مزور" بسبب إلغاءه من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية منذ العام 2008، ولأنه لم يصدر عن الجهة الشرعية المناط بها إصدار جوازات السفر الفلسطينية".
وبين أن جميع جوازات اهلنا في قطاع غزة تصدر عن الحكومة الشرعية للشعب الفلسطيني وبانه منذ الانقلاب لا يصدر أي جواز فلسطيني من غزة لانه لا احد في العالم يقر بما قامت به حماس من انقلاب ولا يعترف بنتائج الانقلاب.
وأضاف عساف في تصريح تلقى "العرب اليوم"على ماذا يكافأ القرضاوي ليمنح جواز دبلوماسي وجنسية فلسطينية!!! على الفتاوى التي اصدرها والتي أباحت الإنقلاب الذي قامت به حماس في غزة وراح ضحيته ألاف من ابناء شعبنا بين شهداء وجرحى ومشردين وكانت نتيجته الإنقسام الكارثي على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني!!! أم لفتواه التي حرمت زيارة المسجد الاقصى ومدينة القدس لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليهما ولتعزيز صمود أهلها بحجة ان القدس تخضع للاحتلال الاسرائيلي، وفي ذات الوقت يبيح لنفسه ولغيره ان يزور قطاع غزة بالرغم من أنها تحت الاحتلال الاسرائيلي ودخل إليها بتصريح وتنسيق كامل مع إسرائيل، وإلا لماذا سمحت إسرائيل للقرضاوي وخالد مشعل وموسى أبو مرزوق الدخول لقطاع غزة، في حين منعت دخول المناضل رمضان شلح أمين عام الجهاد الاسلامي ونائبه زياد النخالة !!! ".
وأكد عساف ان زيارت القرضاوي إلى غزة "سيكون لها تبعات سلبية على الوحدة الوطنية الفلسطينية حيث انها ستعزز الانقسام وستكرسه وتعتبر تشجيع لـ"حماس" للاستمرار في الإنفصال".
من جهته دعا الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين المقاومة الفلسطينية التمسك بسلاحها، مجددا الدعوة للمصالحة الفلسطينية.
وقال القرضاوي خلال خطبة الجمعة من المسجد العمري في مدينة غزة: "أقول لأبناء غزة وانصحهم ان يصبروا على ما هم عليه وان يستمروا في بناء بلدهم وبالمقاومة"، مضيفا: "لن نتخلى عن المقاومة ولن نسلم سلاحنا".
وتابع: "تمسكوا بأسلحتكم واعملوا على أن تتوحدوا"، مشيرا إلى الحروب التي خاضتها المقاومة في غزة والانتصارات التي حققتها.
وأكد على ضرورة توحيد الأمة والإجتماع على كلمة الحق لإكمال مشروع المقاومة وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى.
وشدد "لا بد أن نعمل على المصالحة بين غزة والضفة الغربية ولا يجوز الانقسام ونادى أبناء فلسطين المخلصين أن ينضم بعضهم إلى بعض".
وأضاف :"سنظل نسعى من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني ومن يرفض سنكشف للأمة ".
وبين القرضاوي أن زيارته لقطاع غزة كانت من أكبر الأمنيات التي كانت تراوده منذ أواخر الخمسينات، مضيفاً :" زادتني الزيارة ايماناً بأن الأمة الإسلامية بخير ولا يمكن أن تموت.
وناشد القرضاوي الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ، بضرورة الوقوف صفاً واحداً ، داعياً الجميع بأن يكونوا جسداً واحداً، وأن يقيموا الحجة علي كل من يعزز التفرقة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوصى العلامة الشعب الفلسطيني بالتمسك بحقوقهم والاحتفاظ بالسلاح وتعزيز ثقتهم بالله ،لأن النصر حليفهم وهم أصاحب الحق.
وأشار القرضاوي إلى اقتراب موعد العودة إلى فلسطين والمسجد الأقصى ،مهما طالت السنون، لافتاً إلى أن صاحب الحق لا بد أن ينتصر.وأثنى الشيخ على حفاوة الاستقبال الذي لقيه من رجال وشيوخ وأطفال ونساء قطاع غزة.
وشدد القرضاوي على اطمئنانه على مستقبل الأمة بعد ما لقيه في شباب غزة من عقول واعية وأنوف حمية وأجسام فتية .
كما أكد يوسف القرضاوي أن الشيخ أحمد ياسين شكل نموذجا رائدا في فضاء فلسطين والأمة، ومدرسة متكاملة الصفات والأبعاد أسهمت في بناء جيل رباني عقدي.
وقال القرضاوي أثناء زيارته لمنزل الشيخ أحمد ياسين صباح الجمعة: "نحن نعيش الآن ببركات الشيخ أحمد ياسين"، معتبراً أن الشيخ هو شهيد الحق والقضية.
وأضاف " في زيارته لمنزل الشيخ أحمد ياسين صباح الجمعة تعجز الكلمات في وصفه وأن تعطيه حقه لأنه رجل بأمة وأمة في رجل , كان قرآن يمشي على الأرض ينير الطريق لمن حوله ويحمل هم شعب نازح محتل , مؤمن في داخله بقضيته العادلة , كان أقوي من الزنازين والسجان ، مشيراً إلى أنه تميز بالريادة في كل شيء، وكان له في كل ميدان نصيب وافر وحظ عظيم".
ولفت إلى أن الشيخ ترك أثراً طيباً واسعاً بعد رحيله في شعبنا الفلسطيني المرابط المقاوم والأمة العربية والإسلامية.
أرسل تعليقك