القاهرة - على رجب
أكد خطباء منابر الجمعة في مصر على أهمية التسامح والحفاظ على الوطن ونبذ العنف، مشددين على أن الاعتداء على الجيش وأبنائه حرام شرعًا، لأنهم يقمون بدور وطني في الحفاظ على الوطن وأبنائه من الأيدي الغادرة.وقال وكيل "الأزهر" الشريف، خطيب الجامع الأزهر في القاهرة الدكتور عباس شومان أن "من يروعون الآمنين عقابهم أن يقتلوا، أو يصلبوا، أو ينفوا من الأرض"، مؤكدًا أن "الإسلام عاقب من أشار إلى أخيه بحديدة، أن تلعنه الملائكة، فهم يستحقون الجهاد أكثر من الأعداء، فهم مخربون لا حرمة لهم"، مطالبًا الجميع بالحيطة منهم"، وأضاف أن "الخلاف في فروع شرعنا جائز ومحمود، إذا تناوله العلماء، وشر إذا تناوله الجهلاء"، مشيرًا إلى أن "اختلاف العلماء رحمة، وفي النهاية يأتمرون بأمر رسول الله، لأنهم يعلمون أنه أحرص على الإسلام منهم، وأبو بكر وعمر اختلفا في قتال المرتدين، وقاتلا معًا لحرصهما على الدين، وخلافهما لم يكن متعصبًا، وعمر راجعته امرأة في المهور، وهو القوي في الجاهلية، والقوي في الإسلام".وضرب الخطيب مثلاً باختلاف أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب في أمر المرتدين في أداء "الزكاة"، لكنهما اتفقا بعد ذلك، وهما تخرجا من مدرسة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وضرب مثلاً آخر عندما كان عمر بن الخطاب يسلك طريقًا وراجعته امرأة في أمر المهور، وقال "أصابت امرأة وأخطأ عمر"، لأنه يعلم أن التمادي في الخطأ يؤدي إلى النار.كما ضرب مثالاً في الاختلاف، بالإمام الشافعي، الذي ولد في العام الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة، ولم يره، لكنه تعلم وتتلمذ على فقهه، وكان يقول "كل الناس في الفقه تعلموا من فقه أبو حنيفة"، وكان لديه قدرة غريبة على المناظرة والإقناع، وقوة بيانه وحجته، ويتعجب السامعون ويسألونه "من أين أتيت بهذا؟"، فيقول "تعلمت من كتب أبو الحسن بن محمد، وهو تتلمذ على يد أبو حنيفة"، وهذا هو أدب العلماء، ولذا استحق أن يقول عنه تلميذه أحمد بن حنبل "ما نسيت مرة في صلاة من صلاتي فريضة أو نفلاً بعد موت شيخي الشافعي أن أدعو له".وأضاف شومان، من أعلى منبر الجامع الأزهر، متسائلاً عن سبب العنف في الخلاف على غير مذهب العلماء، والانحراف عن نهج العلماء، مؤكدًا أن "العيب فينا وليس في الشرع، وكل مصيبة تزلزل المجتمع، يذكر فيها الإسلام، والإسلام منهم براء"، وتابع "ما ذنب الآمنين، ورجال وظيفتهم حراستنا وتأمين مصر، وشرطي يقتل، ومواطن أصبح أشلاءًا، فكيف ينام هؤلاء"، مبينًا أنهم "لا شرع ولا دين لهم".وفي مسجد "النور" في العباسية، قال الشيخ عادل المراغي أن "العبادة ليست صلاة وطقوس، بل هي إدخال السرور في قلوب المسلمين، وأن الأعمال الخيرية من بناء مساجد ومستشفيات هي من الأمور التي ينتفع بها لتصحيح صورة الإسلام والأمة الإسلامية"، موضحًا أن "المجتمع المصري لن يتقدم إلا بالفهم الثابت من الإسلام الصحيح، وأن الرجل الأزهري يجب أن يوضع فوق أية مصلحة حزبية".ودان المراغي، خلال خطبة الجمعة، في مسجد "النور"، "الاعتداءات التي تتم على القوات المسلحة المرابطة في سيناء لحراسة الوطن، وأن من يقتل منهم شهداء، ولا جدال في ذلك"، لافتًا إلى أن "من يقوم بالاعتداء عليهم كأنما يعتدي على حماية الوطن وتأمينه"، داعيًا أن "يثبتهم الله في الدنيا والآخرة".وتزامن هذا مع مطالبة خطيب مسجد مصطفى محمود للمصريين بـ"ضرورة مراعاة الأشهر الحرم، وعدم القتال فيها، لأن الله عز وجل حرم القتال في الأشهر الحرم"، لافتًا إلى أنه "يجب على المصريين إعلاء المصلحة العليا للوطن، على المصالح الشخصية، وتجنب الصراعات السياسية، لاسيما في هذه الفترة".وأضاف الخطيب، خلال خطبة الجمعة، أن العرب كانوا يقدسون هذه الأشهر ويحرمونها، مشيرًا إلى أن "قتل النفس عند الله أشد من هدم الكعبة"، لافتًا إلى أن الرسول "عنف بعض الصحابة بعد قتلهم أحد المشركين، وأسرهم اثنين، في أحد الأشهر الحرم".وطالب الخطيب كل القوى السياسية والأحزاب بضرورة تجنب الصراعات والعمل على مصلحة الوطن.
أرسل تعليقك