الفيوم - مايكل يوسف
تتداول الأوساط السياسية في محافظة الفيوم رؤى جديدة لشعارات جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة، فبعد أن كان شعارها "نحمل الخير لمصر"، أصبح من وجهة نظر النشطاء "نحمل الخراب والتدمير لمصر".
ودفع الشعار الأول أمين حزب "الدستور" في الفيوم أحمد الشربيني للتساؤل مستنكرًا عن مظاهر الشعار الانتخابي للجماعة "نحمل الخير لمصر"، وقال "كيف كانوا يحملون الخير لمصر، وهم كانوا يتفقون مع جهاز أمن الدولة مسبقًا على عدد الكراسي التي سيحصلون عليها في مجلس الشعب"، واصفًا هذا الشعار بأنه "كان مجرد شعار براق، يضحكون عبره على الناس"، مشيرًا إلى أنه "شعار يتشابه كثيرًا مع مشروع النهضة، الذي ملئوا به الدنيا ضجيجًا، وعندما وصلوا للحكم، لم يحققوا شيئًا على أرض الواقع".
وأكد الشربيني على أن "الجماعة تتبنى شعارات براقة، تميل إلى الإتجار بآيات القرآن الكريم، والأحاديث، واستغلال فقر الفقراء، عبر توزيع الزيت والسكر عليهم، لشراء أصواتهم"، وأضاف "بعد خروجهم من السلطة، انكشف وجهم القبيح، وظهروا على حقيقتهم المتطرفة الإرهابية، بعد ما كانوا يقدمون أنفسهم على أنهم الوسطيين، وحملوا الخراب والدمار والقتل لمصر".
من جانبه، يؤكد عضو المكتب التنفيذي لـ"التيار الشعبي" المصري في المحافظة محمود البيسي على أن "الإخوان جاءوا إلى الحكم بعبارة نحمل الخير لمصر، حيث أنهم اعتادوا، عبر الأعوام الماضية، تقديم المساعدات والأعمال الخيرية للفقراء والمحتاجين في مصر، وهذا ما جعلنا نتوسم فيهم خيرًا، فانحاز إليهم الشعب، لاسيما لامتلاكهم النزعة الدينية، وهذا كان سبب لجذب العديد من طبقات الشعب إليهم، حيث أنهم اعتادوا استخدام العبارات الدينية، وإقحامها في خطاباتهم السياسية، التي كانت توجه للشعب"، وأضاف "لكن سرعان ما أن اتضحت الصورة على حقيقتها، لاسيما بعد توليهم للحكم، وقد ظهرت النوايا الحقيقية لهم، وما كان الدين سوى ستار، حتى يصلوا إلى السلطة، وقتها، تناسوا تقديم الخير لمصر، كما كانوا يعلنون، وانشغلوا بتمكين الجماعة، وزرعهم في جميع مفاصل الدولة, وما أن انكشفت ألاعيبهم، ثار الشعب عليهم، وفضحهم، ما أدى إلى ظهور الوجه الحقيقي لهم، وأصبحنا على يقين بأنهم ما هم إلا جماعة كاذبة إرهابية، لا تحمل سوى الخراب لمصر, حيث أنهم نفذوا العديد من الأعمال التحريضية والتخريبية، والعمليات الإرهابية في سيناء، وقتل الجنود الأبرياء"، مشيرً إلى أن "هذا ما جعل الشارع المصري يفقد أي تعاطف تجاههم".
ويرى عضو "التيار الشعبي" أن "من يريد حقًا الخير لمصر، فسيريده ويحمله في جميع الأوقات، ودون شرط وجوده في السلطة، وهذا ما لم يحدث من جماعة الإخوان".
بدوره اعتبر منسق حركة "كفاية" في محافظة الفيوم شحاتة إبراهيم أن "الإخوان فصيل انتهازي وغير وطني، ولم يحملوا يومًا الخير لمصر، وأنه كان مجرد عنوان"، وقال "لم انخدع يومًا في الشعارات البراقة التي كان ترفعها الجماعة"، وأضاف "كنت أثق أنهم يحملون الخير لأنفسهم، وليس لمصر، وأن لديهم القدر الكافي من الانتهازية والأنانية، الذي يجعلهم يحتكرون المشهد المصري في جعبتهم"، مشيرًا إلى أن "الناس لا تفهم في الأساس أن الإخوان كانت تعتبر وصولها لحكم مصر هو غنيمة"، مؤكدًا على أن "الجماعة كانت ترى نفسها صاحبة الغنيمة، وعليها أن تقتسمها بين أعضائها، وفقًا للرؤية التي تناسبها هي، وأنه يجب على المجتمع، وعلى الجميع، القبول بوصايتها الإخوانية عليهم، سيما أنهم خلطوه بصكوك الغفران الدينية، ليكون المجتمع بالنسبة لهم أن من يقول نعم سيدخل الجنة، ومن يقول لا سيدخل النار".
وتابع منسق حركة كفاية في الفيوم أنه "لم يكن إطعام الناس أو علاجهم أو تعليمهم هو ما يشغل الإخوان، ولم يكن النهوض بالوطن مهمًا بالنسبة للجماعة، لأنهم في الأساس لا يؤمنون بفكرة الوطن، ولكن ما كان يشغلهم هو التمكين لتنظيم الإخوان العالمى، من مصر، والتي لو تمكن منها، فسوف تدين له رقاب كل الحكام العرب"، وأضاف "لكن هيهات، فمصر كما أسقطت الهكسوس والتتار والإنجليز والفرنسيين، فسيسقط الإخوان ومشروعهم الصهيوني".
يذكر أن الجماعة، وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة"، كانت ترفع شعار "نحمل الخير لمصر"، في برنامجها الانتخابي، وبعد وصول الجماعة إلى الحكم، بتولي ممثلها الدكتور محمد مرسي، ومرور عام على حكمه، وإثر الموجة الثانية من الثورة المصرية، في 30 حزيران/يونيو الماضي، وما تبعه من عزل الرئيس السابق، وأحداث عنف شهدتها مصر، تغير هذا الشعار ليصبح "نحمل الخراب والتدمير لمصر".
أرسل تعليقك