مراكش - ثورية ايشرم
عَقَد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لقاء صحافيًا، مساء الجمعة 17 كانون الثاني/ يناير، على الساعة 11 مساء في فندق إقامته، وذلك لتوضيح العديد من النقط التي طرحتها الصحافة المغربية خلال فعاليات الدورة العشرين لـ "لجنة القدس" برئاسة العاهل المغربي محمد السادس، مشيدًا بالإنجازات التي قام بها المغرب و"لجنة القدس" تجاه فلسطين.
وأشاد محمود عباس أبو مازن في بداية حديثه الصحافي بالإنجازات التي قام بها المغرب تجاه فلسطين وتجاه القضية الفلسطينية عامة، تحت الرعاية الدائمة للملك محمد السادس، كما أشار إلى العمل الذي قام به العاهل المغربي وما زال يقوم به للدفاع عن القدس المحتلة، التي وصفها بالمدينة الاسلامية والعربية والمسيحية، ما جعله ينادي بمشاركة الجميع في حمياتها والدفاع عنها.
ولفَت إلى "الرضى الذي تشعر به دولة فلسطين تجاه ما تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، من خدمات ومساعادت تجاه الدولة الفلسطينية وتجاه شعبها الذي يعاني الامرين، مناديًا إلى متابعة العمل بشكل واسع، من خلال دعم اوسع عربي واسلامي لهذه الوكالة ، حتى تحقق النتائج المطلوبة لحماية القدس والمقدسيين والفلسطنيين جميعا".
واعتبر الرئيس الفلسطيني أن هدا اللقاء الذي يعقد في مراكش من شانه ان يمنح نفَسًا جديدا للقضية الفلسطينية ، وهو عبارة عن نقلة نوعية مهمة في لفت الانظار مرة اخرى الى الشرق الاوسط وبالذات الى القدس".
وكَشَف محمود عباس عن النقطة التي تطرق لها الملك محمد السادس في الرسالة التي وجهها اثناء افتتاح وقائع اللجنة، صباح يوم الجمعة 17 كانون الثاني/ يناير ، وهي العمل الجبار الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف ، باعتبارها الذراع الميداني للجنة القدس، من حيث قيمة العمل الميداني الذي تقوم به في صون وحفاظ الهوية المقدسية من جهة ، وحماية المقدسيين الصامدين من جهة اخرى.
واعتبر الرئيس الفلسطيني ان" الوكالة هي الجهة المميزة والاكثر تميزا في دعم القدس اذ اصبح وجودها ظاهرا تماما للعيان، وذلك من خلال العمل الذي يقوم به كل من يعمل في الوكالة، انطلاقا من الرئيس الى ابسط موظف فيها، فوجودهم يدل على عملهم القيم والمستمر في جميع مناحي الحياة في فلسطين، مشيدا بالانجازات المذهلة التي قامت بها الوكالة ، والتي تشهد تطبيقا على ارض الواقع".
وأوضح ان "دعم المغرب رغم ما بذله من جهود تركت بصمات في كل اتجاهات ومجالات الحياة في كل بيت في فلسطين، الا انه غير كافٍ اذ لا يستطيع المغرب وحده التكفل بقضية كبيرة وبهذا الحجم والتي تعد قضية العالم العربي باسره ، وذلك كون القدس تحتاج الى دعم الدول العربية الاسلامية جمعاء، كما تحتاج الى المساعدة والالتفات والعناية اكثر ، ومنحها دعما ماديا من شانه ان يحل العديد من المشاكل في دولة فلسطين تتجلى في الصحة والتعليم والاقتصاد، اضافة الى حماية وحفظ القدس والمعالم العمرانية التاريخية التي تؤكد الهوية الفلسطينية اضافة ، الى ترميم بيوتها الآيلة للسقوط التي يؤدي اهمالها وعدم ترميمها وحمايتها والحفاظ عليها واعادتها لاهلها الى احتلالها من طرف الاسرائيلين، ما يعني تهويد القدس بشكل مباشر، وتدخلهم في قلب القدس وحصارها ومنع اهلها من كل حقوق الحياة ، حيث تفرض عليهم ضرائب تفوق قدراتهم المادية لا يستطيعون تسديدها وهذا ما ما يؤدي الى مغادرتها، تاركين المجال امام المستعمر لبناء المزيد من المستوطنات".
ووجَّه الرئيس الفلسطيني النداء بتكثيف الزيارات الى مدينة لطالما سعى الجميع الى حط الرحال فيها باعتبارها اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهي ملك لكل عربي مسلم ، فزيارة العرب وابناء العرب لها تعتبر زيارة للسجين وليس للسجان، ما سيساهم في دعم معنوي اكثر للمقدسيين وشد ازرهم وإشعارهم بانهم ليسوا وحدهم، بل هناك من يشعر بمعاناتهم ويدعمهم ."
وأشار إلى "تأثر القضية الفلسطينية بما يسمى بالربيع العربي الذي تعاني منه معظم الدول العربية، التي اصبحت تعيش فوضى عارمة ادخلتها في معاناة على المستوى الشخصي، ما ادى الى صرف النظر عن القضية الفلسطينية خلال السنوات الخمس الاخيرة ، وهذا شيء طبيعي نظرا إلى ما اصبحت بعض الدول العربية الشقيقة تعرفه من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية، بسبب ما يسمى بالربيع العربي، الذي تسبب بالضرر اكثر من المنفعة".
وأكَّد الريئس الفلسطيني في لقائه الصحافي ان "الانقسام الفلسطيني الذي تعيش تحت أثره الدولة الفلسطينية ، لا صلة له بالمفاوضات ولا يشكل اثرا سلبيا عليها ، الا انه ذريعة في حد ذاته وحجة ، تستخدمها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، اذ لا تتساهل ولا تقدم خدمات مجانية ولا منحة منها اتجاه الدولة الفلسطينية او شعبها ، مشيرًا الى ان الافراج عن الاسرى أُجبرت عليه اسرائيل ، حيث منحت حيزا من الوقت بعدم اللجوء الى المنظمات الدولية لمدة تسعة اشهر مقابل الافراج عن 104 من الاسرى محكومين بعقوبتي الاعدام والمؤبد، مبينًا ان اسرائيل تعرف تمام المعرفة ما يعنيه عدم اللجوء الى المنظمات الدولية ، ما جعلها تجبر على القيام بهذا الافراج"، كما انها حسب قوله لا تقدم حسنات او خدمات اخلاقية ليست من شيمها.
وأوضح ان مسالة المفاوضات مهمة يتخدها على عاتقه كونه يمثل الشعب الفلسطيني سواء بالضفة الغربية او قطاع غزة وحيثما وجد الفلسطيني فهو تحت حماية الدولة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية ."
واختتم حديثه الصحافي بالاشارة الى "وضعية الفلسطيني الضعيف الذي يجد نفسه بين مطرقة بطش المحتل وسندان الانقسام الداخلي ، مبرزا انه ما يزيد الطين بلة هو الخضوع للاحتلال الذي يستبيح الاراضي الفلسطينية ، حيث يدخل ويخرج ويعتقل ويقتل كما يشاء ، وبالتالي نصل الى ان ما يعانيه المواطن الضعيف هو ما يعانيه الكل ونعانيه جميعا داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ، التي نرجو الله ان نجدها يوما مستقلة يسودها الامن والامان".
أرسل تعليقك