أسوان – محمد العديسي
شهدت منطقة شرق المدينة فى الشّعبية ومحيط شارع السّماد وكوبري التّدريب حالة من الهدوء الحذر، بين أبناء النّوبة والهلايل في المنطقة، فيما أغلق الجميع منازلهم ومحالهم التجارية والمقاهي، تحسباً لتجدد الاشتباكات بين أبناء النوبة وأبناء بني هلال، وخلت الشوارع من المارة ومن التّلاميذ الذين لم يذهبوا إلى مدارسهم السبت، خوفاً من تعرضهم لأي مكروه، في الوقت الذي قام فيه رجال القّوات المسلحة والجّيش في النّزول إلى الشّوارع الرّئيسيّة في منطقة شارع السّماد وشارع كلية التّربيّة وانتشرت أحد المصفحات والمدرعات في المنطقة، للتعاون مع رجال الشّرطة في السّيطرة على الموقف المتأزم في المحافظة.
وقال أحد أهالي منطقة شرق المدينة محمود عبدالله، إننا سارعنا في عدم ذهاب الأبناء إلى مدارسهم السبت، وجاء قرار إغلاق المدارس المحيطة ليطمئنا على أبنائنا، بالرغم من سماعنا للطلقات النارية المتكررة في صورة عشوائية وقمنا بإغلاق منازلنا وشرفاته ومحلاتنا خوفاً من تجدد الأحداث، وتوقفت أعمال الحياة اليومية تماماً في الوقت الذي سارع فيه البعض بترك منازله والابتعاد عن المنطقة خوفاً على حياتهم .
وقررت مديرية التربة والتعليم إغلاق جميع المدارس المحيطة في منطقة السيل الريفي وشرق المدينة والتي يصل عددها لـ 15 مدرسة، لحين تهدئة الأوضاع .
وأكد مدير مديريّة التّربيّة والتّعليم في أسوان محمد عبده حواتي، أن المديرية قررت أن توقف الدراسة في 15 مدرسة في محيط الأحداث التي شهدتها منطقة الشعبية وشرق المدينة، والتي أودت بمقتل ما يزيد عن 19 قتيلا وإصابة العشرات، وتوقفت الدراسة في 7 مدارس إبتدائي ، و 6 إعدادي ومدرستان ثانوي، وذلك حتى تهدأ الأوضاع ونطمئن على سلامة الطلاب والعاملين في التربية والتعليم، لن هدفنا الأساسي الحفاظ على أرواح الطلاب في المقام الأول
وأكد رئيس مباحث المديرية العميد خالد الشاذلي، أنه خلال السبع شهور الماضية نجح رجال المباحث في مديرية أمن أسوان، من ضبط المئات من قطع الأسلحة النارية الـ 8 مللي والـ 9 مللي والبنادق الآلية المتعددة، و 15 سلاح غيرينوف متعدد الطلقات، كما تم أيضا ضبط عدد من الأسلحة النارية والتي استولى عليها أنصار الرئيس المعزول، عقب أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والتي أصيب فيها 14 قيادة شرطية وسرقة أسلحتهم الميري، وتم ضبط الجناة واسترداد الأسلحة.
وأضاف الشاذلي أن سبب انتشار الأسلحة النارية هو بيع المخدرات والخارجين على القانون، سواء الذين يتاجرون في الأسلحة النارية والذين يقومون ببيعها بأسعار كبيرة تصل إلى 25 ألف للبندقية الآلية و5 آلاف للمسدس العادي، وأهم المناطق التي يوجد فيها الأسلحة بكثافة هي منطقة شرق مدينة أسوان في خور عواضة والسيل الريفي وفي بعض قرى مركز كوم أمبو شمال محافظة أسوان في وادي النقرة في مركز نصر النوبة.
وانتشرت الأسلحة النارية بمختلف أنواعها، الآلي والخرطوش والمسدسات مختلفة الأنواع، في عدد كبير من قرى ومراكز محافظة أسوان، وذلك عقب ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011، والتي شهدت حالة من الانفلات الأمني في محافظات مصر خصوصا أسوان، والتي كان يحميها رجال اللجان الشعبية وأبناء القبائل في المحافظة، وهو الأمر الذي أدى إلى عدد كبير من المجازر البشرية وعلى سبيل المثال لا الحصر مقتل 12 بين عائلتين السمطا والعبسين لخلافات على قطعة أرض في وادى النقرة فى حزيران/يونيو من عام 2012 ، كما هو الحال حينما قام أحد أبناء النوبة بإطلاق أعيرة عشوائية في منطقة جبل تقوق أدت لمقتل 5 من النوبيين من أبناء العمومة، هذا بالإضافة إلى الأحداث الكثيرة التى توالت فيها أحداث القتل بالأسلحة النارية .
حيث تعد أسوان بوابة مصر الجنوبية لأفريقيا أحد منافذ تجارة الأسلحة النارية والتي تأتي ضمن تهريبها من أفريقيا، حيث دروب الأربعين المتاخمة للجبال جنوب مدينة أسوان، ووادي العلاقي جنوب شرق مدينة أسوان، على بعد ما يزيد عن 300 كيلو متر، حيث يقوم مهربو المخدرات والأسلحة النارية من البشر من خلال الهجرة غير الشرعية ، ومن خلا الدروب والأودية الجبلية التي تصل بالطريق الصحراوي الغربي والشرقي في محافظة أسوان، ويتم تهريب جميع أنواع الأسلحة النارية الآلية والخرطوش، كما تتراوح أسعار الأسلحة من 5 إلى 30 ألف جنيه.
أرسل تعليقك