توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبو الغيط يقترح منهجًا شاملًا للتعامل مع الأزمات العربية‎

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أبو الغيط يقترح منهجًا شاملًا للتعامل مع الأزمات العربية‎

أحمد أبو الغيط
القاهرة - علي السيد

أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن التهديد الذي تتعرض له الرياض من قِبل الصواريخ الحوثية المصنعة إيرانياً هو في واقع الأمر تهديدٌ لكل العواصم العربية، من مسقط إلى الرباط، مروراً بالقاهرة، ويتعين تعبئة عناصر القوة العربية الإجمالية في مواجهته لكي تصل للخصوم رسالة واضحة أنهم لا يواجهون دولة أو دولتين، وإنما كتلة بشرية واقتصادية وعسكرية هائلة لها وزنها وقدرها. وبالمثل، فعندما تتعرض دولة كمصر، يمثل سكانها أكثر من ربع سكان العالم العربية لما يُهدد أمنها المائي، فإن يتعين النظر إلى ذلك التهديد –بما ينطوي عليه من آثار اجتماعية واقتصادية هائلة- باعتباره خطراً إقليمية داهماً، وأن يجري التعامل معه على هذا النحو".
 
جاء ذلك في مقال لأحمد أبو الغيط، تحت عنوان "عشر ملاحظات على هامش الأزمات العربية"، تضمن تشخيصاً لحال الأزمات العربية، مُقترحاً التعامل معها بمنهج شامل باعتبار أن الأمن القومي العربي ملفٌ واحد، متكاملٌ ومترابط، ينطوي على عددٍ من القضايا التي يتعين التعامل معها بمنطق الربط وليس التجزئة.
 
وأكد أبو الغيط أن غالبية الأزمات العربية نتاج مباشر لظاهرة "الفراغ الاستراتيجي" التي نشأت عن أحداث 2011 وما تلاها من إضعاف وإسقاط حكومات وكيانات سياسية ومنظمات أمنية كانت تتحكم في أعداد هائلة من السكان وتُسيطر على مساحات من الأراضي، مُضيفاً أن العرب لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام واقع الفوضى والتشرذم، إذ تكونت جبهة عربية لمواجهة أخطر التحديات. لقد أدركت الدول العربية أن الخطر ليس موجهاً لمصالح هذه الدولة أو تلك، وإنما لمفهوم الدولة الوطنية الحديثة ذاته كمحلٍ للولاءِ ومناطٍ للانتماء.
 
ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية في مقاله إلى أنه لا توجد إلى اليوم "استراتيجية موحدة" للتعامل مع التهديدات، أو أجندة واحدة، تشترك فيها الدول العربية جميعاً وتُجمع عليها، لمواجهة المخاطر. وأضاف أنه "كان من نتيجة هذا الوضع المؤسف غياب أي نقاش جماعي للقضايا الاستراتيجية العربية في سياقها الشامل. ثمة جملة من المخاطر تواجهها كل دولة، أو مجموعة من الدول، فَرادى. ويجرى التعامل مع هذه المخاطر "حالة بحالة"، وفي الغالب عبر رد الفعل وليس المبادأة".
 
وحذر أبو الغيط من التعامل مع الأمن القومي العربي بمنطق التجزئة إلى ملفات، فهناك ملف لمكافحة الإرهاب، وآخر لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي،  وثالث للخر الإيراني، ورابع للأطماع التركية، وخامس لأزمات اللاجئين وإعادة الإعمار .. وهكذا. وأشار إلى أن "هذا النهج لا يسمح بحشد القوة العربية الإجمالية في التعامل الفعّال مع أي من هذه الملفات الضاغطة، بل يترك كل دولة عربية –أو مجموعة من الدول- لمواجهة ما تراه تهديداً مباشراً لها ولأمنها ووجودها ومصالحها" مُضيفاً أن الأمن القومي العربي ملفٌ واحد متكامل ومترابط يتضمن عدداً من القضايا التي يتعين التعامل معها بمنطق الربط وليس التجزئة.
 
ودعا أبو الغيط إلى إيجاد آلية تسمح بمناقشة صريحة بين الدول العربية لوضع أجندة متفق عليها لأولويات الأمن القومي العربي، مؤكداً أن الجامعة العربية –بواقع التاريخ والقُدرات- لا زالت تُمثل الإطار الأمثل لإجراء مثل هذا النقاش.
 
وأشار الأمين العام للجامعة العربية أن المشهد العربي ليس كله خراباً وإحباطاً وأن هناك ما يُشير إلى توفر الإرادة لدى القيادات والشعوب للخروج من المأزق الحضاري الذي نعيشه، وهناك جهود جبارة تُبذل من أجل تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي بصورة جذرية، مؤكداً  أن العروبة –في صيغتها الحديثة المُنفتحة التي تقبل بالتعددية من دون استعلاءٍ أو إقصاء- لا زالت تُعد الفكرة الوحيدة التي يُمكن أن تجمع شمل كل المُدافعين عن الدولة الوطنية في مواجهة جماعات الإرهاب، ومروجي الخراب، وأنصار الطائفية وأصحاب الدعاوى الانفصالية، مُضيفاً أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات مكشوفة لتصفيتها لابد أن يدُقَ جرس إنذارٍ للجميع، وأن يستنفر فينا كل طاقتنا على العمل الجماعي المُتضافر.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو الغيط يقترح منهجًا شاملًا للتعامل مع الأزمات العربية‎ أبو الغيط يقترح منهجًا شاملًا للتعامل مع الأزمات العربية‎



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon