القاهرة - أكرم علي
كشف سفير مصر لدى الفاتيكان حاتم سيف النصر، أن الزيارة التي قام بها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى الفاتيكان، والتي التقى خلالها بقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس الفاتيكان، هي حدث تاريخي هام وكبير، فهي أول زيارة في التاريخ لشيخٍ للأزهر الشريف إلى الفاتيكان للقاء بابا الكاثوليك.
وتأتي في وقت حيوي وهام للغاية بالنسبة للعالم أجمع، والذي وصفه السفير بأنه يحتاج في الوقت الراهن إلى تأكيد عملي من كافة القادة الدينيين على مبادئ التضامن والوحدة والسلام والأخوة لمواجهة ما يموج به العالم من تشدد وتعصب وتطرف وصراعات ونزاعات.
وأشار سيف النصر إلى أن الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة البابا فرانسيس لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والتي صادفت ذكرى يوم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان في 23 أيار/مايو 1947، حققت كافة أهدافها المرجوة منها، وأعادت التأكيد على أهمية العلاقات ما بين الأزهر الشريف والفاتيكان، ومثلت رسالة عملية وواضحة إلى كل قوى التعصب والتطرف والعنصرية، وأظهرت حرص القادة الدينيين على عزمهم المضي قدمًا في طريق التسامح والتآخي والمحبة والسلام مهما كانت الاختلافات أو المصاعب، وأظهرت ضعف الفكر المتعصب والمتطرف أمام عزيمة القادة الدينيين لاستمرار الحوار ونبذ الخلاف والعنف.
وأشاد سيف النصر بحفاوة الاستقبال الذي حظي به الإمام الأكبر والوفد رفيع المستوى المرافق له في الفاتيكان، ولمس الجميع حرص كافة المسؤولين الفاتيكانيين - وعلى رأسهم البابا فرانسيس – على إظهار أقصى درجات الترحاب والاهتمام والمودة بالضيوف، في رسالة تآخي وتعاون وود شديدة القوة والدلالة. وأشار السفير المصري إلى أن الزيارة دشنت عودة الحوار ما بين الأزهر الشريف والفاتيكان، بعد توقفه في عام 2011، حيث تم عقد أول اجتماع بين الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر وقيادات المجلس البابوي للحوار بين الأديان في إطار من الود والتفاهم، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أهمية سرعة عودة الحوار لما كان عليه مسبقًا، بل وتطويره ودفعة للأمام في أقرب فرصة ممكنة.
ونوه سيف النصر إلى أن الأزهر الشريف يعتزم تنظيم مؤتمر دولي حول السلام العالمي، لترسيخ قيم السلام والمحبة والأخوة للبشرية جميعًا، بغض النظر عن المعتقد، يشارك فيه ممثلو الرسالات السماوية الثلاثة، متوقع عقده أواخر العام الجاري بمصر، وأنه من المقرر أن يتم المؤتمر بالتنسيق مع الفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين، وهو ما سيمثل بالتأكيد حدثًا عالميًا هامًا في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم. ولفت السفير المصري إلى أن تلك الزيارة تأتي كخطوة إضافة على طريق العلاقات المتنامية والممتازة بين مصر والفاتيكان، والتي شهدت أوجها خلال زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفاتيكان في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 ولقائه بالبابا فرانسيس، وهي الزيارة التي مهدت الطريق لمزيد من دفع العلاقات مع مصر في كافة المجالات، بما فيها العلاقات بين الفاتيكان والمؤسسات الدينية المصرية، مثل الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية.
أرسل تعليقك