في إحدى ليالي صيف 2015، وفي حفل زفاف إحدى صديقاتها بمدينة فارسكور بدمياط، تعرفت «فوزية» على «محمد الشيخ»، حيث تبادلا نظرات الإعجاب وأطراف الحديث، وتوجه كل منهما إلى منزله تحدوه آمال الارتباط بالآخر، لتبدأ الاتصالات الهاتفية بينهما، حتى أصبحت يوميا بالساعات، فصارحا بعضهما بحبهما وقررا الارتباط والزواج.
مرت الأيام وعقدا قرانهما وعاشا فرحة البدايات كما يُشاع بين المُحبين، إلا أن النهاية كانت بلا أخلاق وانتهت بطلاق ودماء وصولا للإعدام.
فرحة البدايات:
اتفقت «فوزية» مع «محمد» على الزواج، لكن ظروفه المادية كانت عائقا أمام تجهيز مسكن الزوجية، وبدأ الأخير في البحث عن شقة وعن عمل، يكفل له نفقات الزواج، ولم يجد بدا من الاقتراض من «فوزية» لإعداد مشروع خاص به، إذ اتفقا على ذلك، فقررا عقد القران، وأقاما احتفالا صغيرا بحضور الأسرتين وعدد من صديقات العروس.
بدأ «محمد» في تجهيز محل لتشغيله كمطعم لوجبات يجيد طهيها، كهواية له منذ الصغر، ووسط أزمات وديون من هنا وهناك، لم يكتمل المشروع وكُتبت له النهاية ببيع المعدات التي أحضرها لتجهيز الأطعمة، فعاود الاقتراض مجددا من «فوزية»، التي بدأ الإحباط يتسلل إليها من كل حدب وصوب.
عايزة فلوسي:
مر عامان على عقد القران، فبدأت الخلافات تدب بين «محمد» و«فوزية» فالأول يطمع في مزيد من الوقت لجمع المال لتجهيز الشقة، والثانية محبطة لا تجد مبررا في منحه مزيدا من الوقت، فقد فقدت الأمل في تحسن الظروف، وبدأت تطالب زوجها برد أموالها التي اقترضها منها.
«كانت زنانة وراسها ناشفة» هكذا كان يراها «محمد» حيث كانت رافضة كل حججه التي قدمها لها، وبين شد وجذب قررت إنهاء الزواج بينهما، وجددت مطالبته المستمرة بالمال، كما شكت للمقربين منهما، وفوضتهم للتحدث معه، ليس لعودة العلاقة بينهما وإتمام الزواج، ولكن لرد المال.. المال فقط.
مفيش أمل:
فقد «محمد» الأمل في كف «فوزية» عن مطالبته بالمال، وفي أحد أيام 2017، جلس يدخن سيجارة، باحثا عن مخرج لأزمته التي ألّمت به، فوجد نفسه بين «سندان» أزمة طاحنة ألمت به و«مطرقة» فوزية، التي لم تتوقف عن الاتصال للمطالبة برد أموالها، فقرر التخلص منها، كحل جذري ونهائي، فتوجه إلى محل بيع أدوات منزلية، وخطط لحجة يبدأ بها المكالمة.
غرفة نوم فوزية:
صباح اليوم التالي، أجرى «محمد» اتصالا بـ«فوزية» يخبرها بأنه تمكن من جمع 7 آلاف جنيه من أموالها، لتصيبها الدهشة، وحاولت استيعاب ما سمعته خلال مكالمة قصيرة لم تستغرق 3 دقائق، علم خلالها «محمد» بأنها بمفردها في منزل الأسرة، وأخبرها بأنه في طريقه إليها، لتسديد جزء من الديون.
وصل «محمد» إلى منزل زوجته، ففتحت له الباب وادعت فرحته بلقائها، وتحايل عليها للدخول معها إلى غرفتها، لتنفيذ جريمته.
قتل بلا هوادة:
فور دخولهما الغرفة، أخرج «محمد» السكين وعاجل «فوزية» بـ 5 طعنات في البطن والصدر، ضربة تتبعها ضربة دون رحمة أو هوادة أو محاولة للحل وديا، بعد أن رأى أن ذلك هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة، ولم يتركها إلا جثة هامدة مضرجة فى دماءها، ثم أشعل سيجارة ليهدأ قليلا، واتخذ قرارا سريعا بتسليم نفسه، فتوجه لمركز شرطة فارسكور، وسلّم نفسه، وأخبرهم بما حدث.
وتوجهت الشرطة إلى هناك لتعثر على جثة «فوزية»، وحررت محضرا بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة، التي انتقلت وناظرت الجثة، وأمرت بالتشريح، كما أجرت معاينة تصويرية مثّل فيها «محمد» جريمته، ثم أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، ليتبع ذلك قرار بإحالته للمحاكمة الجنائية.
المحاكمة والقصاص:
ومثُل «محمد» أمام محكمة جنايات دمياط، واعترف بارتكاب جريمته بشكل تفصيلي، ثم قررت محكمة الجنايات إحالته للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، لتصدر بعدها حكما بإعدامه شنقا حتى الموت.
وطعن «محمد» على الحكم أمام محكمة النقض، التي رفضت الطعن المقدم منه، وأيدت إعدامه.
قد يهمك ايضا
مفاجآت جديدة في واقعة قتل عريس العمرانية على يد "وردة"
تطورات مثيرة في واقعة قتل ربة منزل على يد عاطل بحلوان
أرسل تعليقك