أكد رأفت سعد الشقيق الأكبر للمهندس عماد، قتيل الرحاب، عدم اقتناعه بالرواية المتداولة عن إقدام شقيقه على قتل أسرته ثم الانتحار، وقال إن شقيقه اتصل به قبل الحادث بأيام، وطلب منه بيع منزل قديم تملكه الأسرة لاحتياجه لأموال بشكل عاجل بعد سرقة أوراق مهمة من ملف قضية كانت منظورة أمام القضاء.
وكانت الأجهزة الأمنية عثرت على جثامين أسرة مكونة من خمسة أفراد مقتولين داخل فيلا بمنطقة الرحاب 2 بالقاهرة الجديدة. واتهمت التحريات الأولية الأب "عماد س."، 56 سنة رجل أعمال، بقتل زوجته "وفاء ف." 43 سنة، وأولاده "محمد" 22 سنة، و"نورهان"، 20 سنة، و"عبدالرحمن" 18 سنة، بالرصاص ثم الانتحار داخل ڤيلته لتعثره ماليًا.
وكشف "رأفت 60 سنة"، تفاصيل آخر مكالمة هاتفية له مع شقيقه قائلًا "يوم 26 إبريل/نيسان اللي فات كلمني، وقالي يا رأفت اتصرف بسرعه وبيع البيت بتاعنا، أنا عايز فلوس لأني كنت عامل معارضة في قضية كبيرة وروحت اسأل على الورق لقيته اختفى".
وتابع شقيق الضحية أنه لم يتطرق خلال الحديث بينهما إلى طبيعة الأوراق أو القضية، لكنه أوضح أنه أخبره بأن المنزل قديم بمنطقة الشرابية، ولا يتجاوز نصيبه فيه أكثر من 200 ألف جنيه، "قولت له انت ليك الربع ومش ده المبلغ اللي هيفك ضيقه، لأنه مبلغ صغير".
وقال رأفت: "مركزتش في كلامه بعد ما قفل معايا لكن بعد ما بلغوني بالحادث افتكرت الموقف ده"، مشيراً إلى أنه علم بنبأ مقتل الأسرة بعد عودته من العمل الساعة الـ12 من مساء السبت، "أنا ساكن في مدينة نصر وروحت جري على الرحاب، وآخر مرة شفت عماد فيها في عزاء واحد قريبنا من 3 أو 4 شهور".
خالد بن عمة المهندس عماد قال إنه عرف بتفاصيل المكالمة التي دارت بين الشقيقين حول الأوراق المختفية، مضيفا: "كلمت رأفت في التليفون حكالي عن الواقعة دي وقلت له ده لغز لازم تقوله للنيابة العامة". ويكمل رأفت حكايته عن الأسرة "عماد أخويا كان متدينا وطموحا وشاطر.. وزوجته طيبة جداً ومحمد ابنه محبوب.. ونورهان وردة.. مستحيل يعمل كده أو ينتحر، لأنه من النوع اللي عايز يثبت نفسه ودايماً يدخل يحل مشاكل الناس وليه أفضال كتير على ناس قريبة وبعيدة، وحجم أعماله تقيل ومع ناس كبيرة".
يتذكر الرجل ما فعله شقيقه في شبابه: "هو زمان بعد وفاة أبونا ساب البيت ومشي ورجع لنا بعد فترة كان حاله كويس ومرتاح.. وقتها كان في كلية التربية ومعرفش لما مشي كمل كلية ولا لأ؟.. لأنه اختفى ورجع قال إنه كان مسافر".
ويؤكد رأفت أن شقيقه عماد كان يمتلك شقة باهظة الثمن منذ أكثر من سنتين بجوار منطقة جنينه مول بمدينة نصر، و3 سيارات حديثة إحداها يقودها سائق خاص، والأخرى مخصصة للزوجة والثالثة لابنهما محمد". ويضيف: "إحنا 5 إخوات، وعماد كان أحسن واحد فينا، ولو قعدت معاه مرة لازم تطلب رقم تليفونه كان أينشتاين بتاعنا".
تتفق رواية شقيق الضحية مع ما ذكره نجل عمتهما "خالد"، حيث استبعد واقعة الانتحار، وقال إن المهندس عماد "عمره ما اتعصب ولا انفعل وكنت بتكلم معاه باستمرار"، مشيراً إلى المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما قبل نحو شهرين "طلبني على التليفون وكانت حالته كويسة جداً، وكان بيستفسر عن دوا لحشرات أصابت الكلب بتاعه".
مدام سماح، جارة الأسرة، قالت: الحادث هزّ المنطقة بالكامل "أنا لما سمعت الحادث، افتكرت الضحايا لأن المهندس عماد مرة وهو راجع من الجامع صمم يوصل أمي القعيدة حتى البيت"، مشيرةً إلى أن الأسرة "انطوائية جداً ولا أحد يعرف عنها شيئا"، باستثناء ابنتها التي كانت ترتبط بصداقة سطحية مع "نورهان" إحدى الضحايا: "كانت بتيجي تتمشى بالكلب بتاعهم، وبنتي تنزل تقابلها، ومكنش فيه أي حاجه تدل على إن فيه مشاكل كبيرة".
وعن تأمين المنطقة قالت مدام سماح إن الفيلا من أكثر المناطق في الرحاب تأمينا، "تقع بين شارعين وحولها 4 أكشاك وارتكازات أمن إداري، والمنطقة اللي ساكنين فيها أكتر مكان فيه تأمين لأنها من أول المراحل اللي اتبنت هنا".
كان اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، أمر بتشكيل فريق بحث عال المستوى من ضباط البحث الجنائي وقطاع القاهرة الجديدة يعاونه فريق من قسم المساعدات الفنية والأدلة الجنائية والأمن العام لفك الغموض المحيط بالحادث. كما أمرت نيابة القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد سلامة، بتشريح الجثث الخمس، وإعداد تقرير الصفة التشريحية الخاصة بهم، وتحفظت على السلاح المستخدم في الواقعة، وأحالته للمعمل الجنائي لفحصه ومقارنته مع فوارغ الطلقات بمثيلاتها في السلاح، وتحديد آخر استخدام له، كما طلبت النيابة تحريات الأمن العام حول الحادث
أرسل تعليقك