c تراث القاهرة التاريخية يعاني من "شبح" الماس الكهربائي - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 20:16:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تراث القاهرة التاريخية يعاني من "شبح" الماس الكهربائي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تراث القاهرة التاريخية يعاني من شبح الماس الكهربائي

ماس كهربائي في مباني القاهرة
القاهرة - مصر اليوم

يقول المثل الشعبي المصري بأن "الباب المقفول يرد القضاء المستعجل"، ولكن الواقع يشير إلى أن مصائب الحرائق في مباني القاهرة التاريخية تحدث دائما خلف الأبواب المغلقة.

كانت أحدث المصائب حريق سينما ريفولي التاريخية، والمغلقة منذ عام 2014. الذي تسبب فيه "ماس كهربائي" مجهول الأسباب مساء الثلاثاء الماضي، 

وكأن مباني القاهرة التاريخية المغلقة على موعد كل فترة مع نفس السبب الذي دمر قبل نحو خمس سنوات مبنى تاريخيًا آخر لا يقل أهمية، وهو مبنى محكمة جنوب القاهرة في منطقة باب الخلق.

وقبل حريق المحكمة بسنوات قليلة كان قد تم نقل جلساتها جزئيا إلى محكمة زينهم الجديدة، أما سينما ريفولي فقد توقفت تماما قبل سنوات من الحريق عن تقديم خدماتها الثقافية، لتتحول إلى مأوى للباعة الجائلين.

وكما كان حريق المحكمة في أبريل (نيسان) 2013 صادما لمجتمع القضاء في مصر، كان حريق سينما ريفولي في أغسطس (آب) 2018 صادما للفنانين

والمثقفين والمهتمين بقطاع السينما.
ولا تقل أهمية سينما ريفولي التاريخية عن أهمية محكمة باب الخلق، فإذا كانت المحكمة قد أنشئت في عام 1883 على نسق قصر الأمير عمر طوسون بشبرا، وارتبط اسمها بالكثير من المحاكمات التاريخية منها محاكمة الرئيس الراحل أنور السادات عام 1948 في قضية اغتيال الوزير أمين عثمان، فإن سينما ريفولي يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1950.
ويحكي الناقد السينمائي رامي عبد الرازق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بعضا من الأحداث التاريخية التي ارتبطت بهذه السينما التاريخية، ومنها أنها شهدت حضور الزعيم جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر حفلاً لكوكب الشرق أم كلثوم في أكتوبر (تشرين الأول) عام ١٩٥٥، حيث تغنت كوكب الشرق وقتها بعدد من الأغنيات منها «قصة حبي» للشاعر أحمد رامي وألحان رياض السنباطي.

ويضيف عبد الرازق أن هذه السينما أيضا، كانت مسرحا لحفلات الربيع الشهيرة، فمن داخلها كان الموسيقار الكبير فريد الأطرش يحيي حفلة «عيد الربيع» كل عام، قبل أن يبدأ العندليب عبد الحليم حافظ إحياء حفل الربيع من نفس المكان في ربيع 1971.

ولم تمنع هذه القيمة التاريخية مظاهر الإهمال عن السينما، كما لم تمنعها من قبل عن محكمة باب الخلق، الأمر الذي دفع عبد الرازق إلى القول متخوفا: «يبدو أننا سنكون على موعد قادم مع ماس كهربائي يدمر سينما أخرى تاريخية أخرى مغلقة في وسط القاهرة.»

وحتى لا يحدث ما يتخوف منه عبد الرازق، لا يرى الكاتب يوسف القعيد، عضو لجنة الثقافة الإعلام بمجلس النواب، سوى حل واحد فقط، وهو إعادة تأهيل هذه المباني المغلقة لتقوم بأدوارها الثقافية من جديد.

ويقول القعيد لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام تم هدم سينما فاتن حمامة التاريخية، واليوم تتعرض سينما ريفولي للحريق، والمصيبة القادمة قد تكون من نصيب سينما أخرى تاريخية أو مبنى تراثي مهم، طالما ظلت هذه المباني غير مستغلة».

ويضيف: أحذر من الآن، أن لدينا 4 دور سينما تاريخية في ميدان السيدة زينب مغلقة، وقد نستيقظ يوما على حريق يشب في إحداها، لأن الأماكن المهجورة لا يوجد بها أمن صناعي».

من جانبه، لا يملك جهاز التنسيق الحضاري من الأدوات ما يمكنه من التعامل مع التحذير الذي أطلقه القعيد، باستثناء تحرير محاضر بالتعديات التي تحدث على المباني التراثية.

وتقول د. سهير حواس مستشار الجهاز لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نحرر محاضر بالمخالفات، وفق حق الضبطية القضائية الممنوح لنا للحفاظ على المباني التراثية، ولكن إزالة المخالفات مسؤولية الشرطة، وأجهزة الحكم المحلي».

وتضيف: «قمنا بدورنا لحماية سينما ريفولي المسجلة كمبنى أثري وفق القانون 144 لسنة 2006. وحررنا مخالفات بالتشويه الذي يحدث في مداخلها بسبب الباعة الجائلين، ولا نملك أكثر من ذلك».

والحل من وجهة نظر النائب علي عبد الواحد، عضو لجنة الإدارة المحلية في البرلمان المصري، هو إصدار تشريع يتيح نقل ملكية هذه الأماكن التراثية للدولة، على أن يتم تعويض أصحابها ماديا.

ويقول عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»: «في دور الانعقاد القادم للبرلمان المصري قد أتقدم بمقترح قانون يسمح بذلك للحفاظ على ذاكرة مصر التاريخية في القاهرة».

ويرى عضو لجنة الإدارة المحلية أن قيام الدولة بإعادة تأهيل هذه المباني بعد أن تؤول ملكيتها إليها سيدر دخلا كبيرا، لا سيما بعد التطوير الذي ستشهده القاهرة خلال السنوات المقبلة مع انحسار الزحام عنها بسبب نقل الوزارات والهيئات الحكومية للعاصمة الإدارية الجديدة.
يشار إلى أنه قد أغلقت عشرات السينمات في القاهرة قي السنوات العشر الأخيرة، من بينها «غرين بالاس، والنزهة الصيفي، ورويال الجديدة وأواسيس

والكورسال الجديدة وألمظ، والترجمان1 والترجمان2 والحرية بالخانكة وفينوس، والأهلي بشبرا الخيمة والحدائق ونيوستار، وسينما ومسرح الجزيرة بالمنيل».

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تراث القاهرة التاريخية يعاني من شبح الماس الكهربائي تراث القاهرة التاريخية يعاني من شبح الماس الكهربائي



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:01 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء
  مصر اليوم - نجمات تألقن على منصات عروض الأزياء

GMT 08:18 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم
  مصر اليوم - الخزانة ذات الأدراج قطعة أثاث مهمة في غرفة النوم

GMT 12:00 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نائب قائد فيلق القدس يؤكد أن قاآني بخير ويمارس عمله
  مصر اليوم - نائب قائد فيلق القدس يؤكد أن قاآني بخير ويمارس عمله

GMT 19:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

يحيى الفخراني يتحدث عن المسرح في معرض الرياض الدولي للكتاب
  مصر اليوم - يحيى الفخراني يتحدث عن المسرح في معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 03:26 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
  مصر اليوم - استقالة كبيرة موظفي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 02 أكتوير /تشرين الأول 2024

GMT 23:20 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيب رياضة الجمباز الأميركية يعترف بـ "تحرشه الجنسي"

GMT 12:51 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

المجدرة بالأرز

GMT 12:06 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تشكيل الزمالك فى مواجهة مصر للمقاصة

GMT 00:16 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل مشاجرة عماد النحاس مع حكم مباراة الزمالك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon