تزامنا مع عيد الاضحي المبارك، تزداد الفتاوى الشاذة المتعلقة بالتضحية وطريقة الذبح وبدائلها، بالإضافة إلى فتاوى خاصة بأداء فريضة الحج وصلاة العيد، واللافت في ذلك أن تلك الفتاوى تصدر من قبل فقهاء في الدين وعلماء أزهريون، نرصدها في السطور التالية.
ذبح الطيور كأضحية
فتوى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور سعد الدين الهلالي، الذي أجاز فيها ذبح الطيور مثل "الدجاج" كأضحية، وكذلك شراء اللحم وتوزيعها على شكل أضحية جدلًا واسعًا.
واستشهد "الهلالي" بجواز أضحية بالطيور، استنادًا لقول بن حزم،: "الأضحية جائزة بكل حيوان يؤكل لحمه من ذي أربع، أو طائر، كالفرس، والإبل، وبقر الوحش، والديك، وسائر الطير والحيوان الحلال أكله، والأفضل في كل ذلك ما طاب لحمه وكثر وغلًا ثمنه، مؤكدًا أن "هذا يفتح طريق للفقراء، للأضحية بـ الفراخ والبط والأوز بدلًا من سخرية أساتذة للأسف بالأزهر والإخوان والسلفيين، هؤلاء لا يحترمون سيدنا بلال بن رباح في فقهه واجتهاده.
أيهما أولى: الذبح ليلًا أم نهارًا
بينما قال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ أحمد ممدوح، إن الأضحية تبدأ في يوم النحر وهو أول أيام العيد، وتنتهي في مغرب آخر أيام التشريق، وأضاف ، خلال برنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية الناس، أن الوقت المستحب فيه الذبح بعد شروق الشمس بمقدار صلاة ركعتين وخطبة قصيرة، قدرها بـ40 دقيقة، منوهًا بأن الذبح ليلًا مكروه عند كثير من الفقهاء.
ذبح الأضاحى في الشارع حرام
ومن ضمن الفتاوى المثيرة للجدل، فتوى صدرت من أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الدكتور خالد عمران، الذي اعتبر أن ذبح الأضاحي في الشارع حرام شرعًا، موضحًا أنه لا يجوز ذبح الأضاحي في الشارع، قائلًا: "إنه أذى للمواطنين وحرام شرعًا"، مشيرًا إلى أن ذبح الأضاحي في الشوارع قد يؤدي لظهور بعض الأمراض.
ادخار الأضحية كاملة "جائز"
كما أثارت فتوى رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية في الجزائر، جلول حجيمي، جدلًا واسعا، وذلك بعدما أجاز عدم تقسيم الأضحية والتصدق بجزء منها للفقراء وادخارها كاملة لأهل البيت، وبرر فتواه آنذاك بأن الهدف من الأضحية بعث السرور بين العائلات، وضرب مثال بعائلة متكونة من 24 فردًا معتبرًا أنه يرفع عنها الحرج في التصدق، لأن الأضحية قد لا تكفي جميع أفرادها وهذا ما يسقط - حسب الإمام الجزائري- سنة التصدق بجزء من الأضحية للعائلات كثيرة العدد.
تجوز الأضحية بعجل لم يبلغ سنتين
على الرغم أن العلماء حددوا سنن الأضحية، بحيث في الإبل خمس سنوات وفي البقر سنتين وفي الخراف 6 أشهر والماعز سنة، إلا أن عضو لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الدكتور محمد وسام أمين، قال إنه يجوز أن يذبح المضحي عجلا بلغ 400 كغم، حتى ولو لم يبلغ سنتين لأنه في هذه الحالة يكون مليئًا باللحم أما أقل من ذلك فلا يجوز، وذلك أخذا بعلة الحكم وهي الوصول إلى أعلى كمية من اللحم، لافتًا إلى أن اختلاف النظام الغذائي هذه الأيام، يجعل بعض العجول يزداد وزنها بشكل سريع، في حين أنها لم تبلغ السنتان؛ منوهًا بأن الأضحية يشترط فيها ألا تكون عرجاء أو مريضة أو عوراء أو هزيلة.
حكم إقامة صلاة العيد بنادي رياضي
كما اعتبر البعض أن سؤال أحد المواطنين، عن حكم إقامة صلاة عيد الأضحى بملعب النادي الرياضي، من ضمن الفتاوى المثيرة والغريبة، حيث أرسل شخص سؤالا إلى صفحة دار الإفتاء الرسمية على "فيسبوك" يقول فيه "ما حكم إقامة صلاة العيد بملعب النادي الرياضي؟".
وجاء رد الإفتاء كالتالي "لا مانع شرعًا من الصلاة في أي مكان، بشرط أن يكون المكان طاهرًا، وألّا يكون في ذلك اعتداء على حق الغير؛ كالصلاة في أرض مملوكة للغير بغير إذن صاحبها، أو الصلاة في طريقٍ عامٍ أو خاصٍ وفي الصلاة فيه قطع للطريق على المارة أو تعطيل مصالح المسلمين".
"سيلفي الحج" يفسد الثواب
ومن جانبه، أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ أحمد ممدوح، أن التقاط الصور التذكارية بوجه عام الأصل فيه الجواز والحرمة تكون على حسب الموضوع المصور كأن يصور الرجل شيئا يغضب الله، مضيفًا في فتوى له، عن سؤال "ما حكم التقاط صور السيلفي في الحج؟ أن استعمال الكاميرا أثناء أداء مناسك الحج لا يبطل الحج والأصل في هذا الأمر هو الجواز، ولكن ينبغي للحاج أن يعرف أن الحج هو رحلة روحية ورحلة العمر يترك فيها الإنسان أهله وماله ودنياه لأجل أن يقف بين يدي الله فيرجع كيوم ولدته أمه فلا مانع من التصوير ولكن في الحدود لئلا ينشغل بالتصوير عن حقيقة المناسك وروحانيات الحج"، كما أوضح، أن مجاوزة الحد في هذا الأمر غير مقبولة حتى لا تفسد رحلة الحج وتعكير الصفاء الروحي والسكينة والإقبال على الله.
لا يجوز ذبح أضحية تأكل من "القمامة"
وحذر الأستاذ بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، الدكتور إسماعيل علي، من ذبح الأضحية قبل التأكد من نظافة طعامها، حيث إن الأضحية التي تأكل من القمامة ا قد تكون تحتوي على "نجاسات" لذلك لا يجوز ذبحها، موضحًا أنه "إذا كانت القمامة غير نجسة مثل ما يُلقيه الناس من بقايا الطعام ونحوه فلا بأس"، قبل أن يضيف "أما إن كانت القمامة نجسة فالحيوان يُطلق عليه حينئذ (الجَلّالة) -الذي يأكل القاذورات ولا يأكل غيرها- فلا يجوز اتخاذه للأضحية إلا إذا حُبس فترة من الزمن يأكل من العلف الطاهر حتى تزول عنه آثار العلف النجس الذي كان يأكله".
أرسل تعليقك