القاهرة - مصر اليوم
العديد من الحكايات والأسرار في عالمنا لا تزال مجهولة حتى الآن، وضمن هذا ما يعرف بـ«ما وراء الطبيعة» وهي أمور لا تخرج تفسيراتها عن أنها أمور غيبية، أو وهمية تخص صاحبها فقط، إذ إنها أحيانا ما تأت في صورة أشياء لا يمكن للعقل البشري تصديقها، ومن يتحدث عنها ربما يتهمه الناس بالجنون. وهذا ما حدث مع محمد عيد «اسم مستعار» 45 سنة، من محافظة القاهرة، الذي كان يعمل حاونتي في المشرحة، ويقوم بتغسيل الجثث التي تعفنت، وربما تكون قد تحللت أيضا.
وقد اعتاد الحانوتي على تلك المشاهد الغريبة، التي يراها يوميا عندما يقوم بتغسيل الجثث تمهيدا لدفنها، حيث كان دوره يقتصر على استقبال تلك الجثامين من عربة الإسعاف التي تقلها، ومن ثم يدخلها إلى غرفة التغسيل وتبدأ مرحلة الغسل بحسب الشرع الإسلامي. ولم يعر الرجل اهتمام بما كان يسمع، حينما كان يجلس بمفرده لتناول وجبه الغداء في ساعة الظهيرة، ولم يكن يدرك أن هناك شئ خفي يراقبه في صمت رهيب، يكاد لا يفارقه قط، يسير خلفه أينما تحرك، دون أن يشعر أحد بوجود ذلك الشئ الذي يبدو كالظل الخفي دون معالم واضحه تحدد شكله، «مكنتش فاهم ده إيه ولا حتى ظهر ليه، ومكنش عندي تفسير لسبب مشيه ورايا خصوصا قرب التلاجات بتاعة الميتين».
وسكت الرجل قليلا وكأنه شعر بالخوف جراء ما يقوله عن تلك الشبح الخفي الذي لم يكن يعرف تفسير لوجوده ملازما له، واستكمل حديثة بصوت مرتجف بعض الشئ وكأنه يخشي البوح بكامل الأسرار، قبل أن يتمالك نفسه قائلا، «فِضل معايا أكتر من سنه كاملة، لحد ما في يوم اختفيى ومبقتش أحس بوجوده، وفضل مختفي كده لمده 40 يوما». وبعد أن مرت تلك المدة، دون أن يظهر ذلك الظل، ظن الرجل أن الأمور قد انتهت وأنه لن يعود لمرافقته مره أخرى، إلى أن جاء زميل له يطلب منه تجهيز غرفة الغسل كي يقوم بتجهيز جثة متحلله الدفن، كان قد عثر عليها مؤخرا وهي في حاله تعفن شديد، «متعود علي النوع ده من الجثث بتجيلي دايما، لكن المرة دي كان فيه غريبة، جسمي نمل فجاة أول ما شفتها قدامي ومقدرتش أمسك أعصابي وطول الوقت برتعش وفجأة لاقيت الخيال ده ظهر تاني واختفى فجأة برضه، لكن كنت بدأت أغسل الجثة وأنا جسمي منمل وبرتعش». كانت الأمور طبيعية نوعا ما لا شئ يخيف في الأمر، حيث اعتاد الرجل علي تلك المشاهد، ولكن فجأة وبدون مقدمات سمع صراخا شديدا من تلك الجثة، «كانت جثة راجل، وفجأة سمعت صرخه وصوت بيقولي ملكش دعوه بيا ارحمني». من هذا اليوم قرر الأربعيني ترك تلك المهنة بما فيها من مشاهد مرعبة والاكتفاء بالعمل في أحد المطاعم، «مش عايز أتجنن أو عقلي يروح مني».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
النص الكامل لقانون الطوارئ ومواعيد لفتح وغلق المحال العامة
النواب يصوت على قرار رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ الأحد
أرسل تعليقك