c شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 07:30:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني

شيخ الأزهر أحمد الطيب
القاهرة - مصر اليوم

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن التقدم المادي الذي تميز به القرن الماضي، يعد من أعظم مكاسب البشرية على الإطلاق، وفضل به هذا القرن على سائر القرون، لم يواكبه -للأسف- تقدم موازٍ في المجال الخلقي الإنساني، وهو الجانب المعول عليه في تصحيح مسار الإنسانيّة وتقويم سلوكها حين يلتبس عليها الخير بالشر في الفكر، ويختلط الحسن بالقبح في الفعل. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته في مؤتمر جامعة الأزهر «تغير المناخ؛ التحديات والمواجهة»، أن إزاء هذه المفارقة المعكوسة في ضبط العلاقة بين التقدم المادي والتقهقر الخلقي في حضارة الإنسان المعاصر، توقع الفلاسفة والمفكرون خطرا ماحقا سيحل بالإنسانية كلها، وقد يعود بها إلى عصور ما قبل التاريخ.. وقد نبَّه كثيرٌ منهم إلى أن هذا الخطر بدأت تبدو نُذُره على استحياء مع حلول القَرنِ التاسع عشر، وهو القرن المعروفُ بقرن مذهب النشوء والتطر، والانفجار المعرفي في المذاهب العلمية، والمدارس الفلسفية على مختلف مشاربها، بل قرن الثورةِ على المظالم الاجتماعية وعوامل التخلف البشري، لكنه -مع كل ذلك- كان قرن التوسع في استعمار الشعوب، والتسلط على مقدراتها وسرقة ثرواتها، وتدمير قيمها وثوابتها، بل كان القرن الذي سخر فيه «العلم» بموضوعيته وحياديته لخدمة مطامع الاستعمار ونزاعاته السياسية، يدلنا على ذلك الدعوات العلمية الزائفة التي كانت تروج في ذلكم القرن لامتياز أجناس الشمال وتفوقها العقلي والحضاري على سائر الأجناس البشرية، وأن الجنس الآري هو صاحب الفضل الأوحد «في كل فتحٍ من فتوح العلم والثقافة والحضارة» قديمًا وحديثًا، وأنَّ أمريكا نفسها -فيما يقولُ عملاق الأدب العربي الحديث: العقاد-: «لم تخل من نصيبها من هؤلاء الدعاة، وكيف لا! وقد كانت ميدان نزاعٍ بين الأجناس البيضاء والحمراء والسوداء، بل ميدان مفاخرة بين المهاجرين الآباء أنفسهم، ممن ينتمون في أنسابهم إلى أصول متباينة مثل: السكسون واللاتين وأُمم الشمال والجنوب».ولفت "الطيب"، إلى أنه مع القرن العشرين توقع الناس أن يكون ما حدث وسيحدث من تقدم علمي وفلسفي وثقافي قادرا على تربية الإنسان وتهذيب أخلاقه وترقية مشاعره، وكفيلا بكفكفة نوازعه في الغلبة والتسلط والاستقواء على الآخر، غير أن خيبة الأمل كانت أقسى وأمر من سابقتِها.. فلم يكد ينتصف هذا القرن حتى سجل تاريخه الدموي، وقوع حربين عالميتين، ذهب ضحيتهما ما يقرب من ثمانين مليونا من القتلى من خيرة الرجال والنساء والشباب، دون مبرر منطقي، ولا سبب معقول، اللهم إلا انحراف الفكر وموت الضمير، وغطرسة الأنانية، ونزعات العرق والتفوق العنصري في أوروبا؛ وزاد الطين بلة، ظهور الردعِ النووي، ليمثل رعبا جديدًا، وليمكن قلة من الأغنياء بأن يستأثروا بثروات الأكثريّة السّاحقة من الفقراء. ثم أطل القرن الواحد والعشرون بسياسة استعمارية جديدة، شديدة العنف والقسوة، ما أظن أن أحدا يجادل في أنَّنا، نَحْنُ العربَ والمســــلمين، نعيش تبعاتها -اليوم- واقعا حزينا ممزوجا بالدم والتراب والدموع والخراب. 

وأشار الإمام الأكبر، إلى التذكير بما اقتنع به كثيرون من حكماءِ الغرب والشَّرق المعاصرين، وفرَغُوا من إثباتِه كحقيقة لا تقبل الجدل، هي: أنَّ التقدُّمَ العلمي -ولسوء الحظ- لم يواكبه تقدم مُوازٍ في الأخلاق، وأن التطور التقني وبخاصة في مجالِ صناعة الأسلحة الفتاكة، جاء خالي الوفاض من كل القيم القادرة على ضبطه في الاتجاهِ الإنساني الصحيح، بل لوحظ أن الحروب يزداد سعيرها كلما ترقى العلم في سلم التطور، حتى صار التقدم العلمي واندلاع الحروب كأنهما فرسا رهان، يسابق كل منهما الآخر ليسبقه. وتعقد جلسات مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، انطلاقا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني



GMT 10:04 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب
  مصر اليوم - نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب

GMT 11:42 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

أفكار يدوية لتزيين وتجديد من ديكور المنزل

GMT 20:10 2020 الأربعاء ,25 آذار/ مارس

تسجيل ثاني حالة بـ نادي جيرونا بفيروس "كورونا"

GMT 09:10 2020 الثلاثاء ,10 آذار/ مارس

سر خلاف يسرا مع رغدة بسبب أحمد زكي

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

مريم حسين تعلق على براءتها من تهمة هتك العرض

GMT 09:47 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

أحمد فهمي يطمأن جمهوره على حالته الصحية

GMT 15:02 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط أكثر من ألفي قضية تنقيب وتعد على أرض آثار

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

حسين الجسمي يرد على إشاعة وفاته على موقع "تويتر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon