c قاضى الغلابة يُنصف فقيرة فصلوها بسبب فقدانها البصر - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:29:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاضى الغلابة يُنصف فقيرة فصلوها بسبب فقدانها البصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - قاضى الغلابة يُنصف فقيرة فصلوها بسبب فقدانها البصر

محكمة
القاهرة-مصر اليوم

هناك نماذج من البشر تمنح الحياة الكثير من الرحمة والإنسانية في كافة المجالات، وأكثرها احتياجًا العدل في حياة الناس لأن نقيضه الظلم، ويرتبط العدل ارتباطا وثيقا بالتوزان النفسى للناس خاصة لدى الفقراء والبسطاء، وانكار العدل هو تعزيز للفقر وتقبيح للظلم الاجتماعى، أما تحقيق العدل فهو غناء الفقر وترسيخ الإخاء الإنسانى وتحقيق العدالة الاجتماعية، إن قضية العدالة في حياة البسطاء والغلابة تتصل بالقيم الإنسانية والكرامة والانصاف، ويحمل "صدى البلد" على عاتقها تسليط الضوء من أرشيف المحاكم لقاضى الغلابة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة على نماذج مشرفة من تحقيق العدل والرحمة في حياة المهمشين والبسطاء والفقراء والغلابة. 

 

وسجل دفتر أرشيف المحاكم يكشف عن قضية تتعلق بموظفة فقيرة (٤٨ عاما ) كانت مبصرة منذ تعيينها، وبعد 27 عاما من خدمتها في مرفق الصحة بالإسكندرية فقدت بصرها فجأة ففصلها مدير الإدارة الطبية وكيل الوزارة بالإسكندرية دون حقوق فجاءت الفقيرة للقاضى تشكو ظلم الإدارة بفصلها لسبب لا يده لها فيه وغدر الزمن الذى أصابها بفقدان البصر فسطر حكم القاضى الدكتور محمد خفاجى  فصلًا جديدًا من معانى الإنسانية وجاء حكمه العادل متضمنا ثلاثة أجزاء : 

 

الأول : إلغاء قرار فصلها من العمل على سن 48 عاما . والثاني : إلزام الإدارة بصرف مرتبها كاملا من وقت فصلها حتى تاريخ صدور الحكم . والثالث : منحها القاضى اجازة استثنائية في بيتها حتى بلوغها سن الستين بأجر كامل شاملا الحوافز والبدلات والمكافاَت كما لو كانت قائمة بالعمل فعلًا ومشاركةً فيه لأن الدوافع الإنسانة تتأبى أن تتدنى حقوق العامل المريض بمرض مزمن عن تلك التى كان يتمتع بها قبل مرضه والمرض قدر الله وحساب الموظف ينصرف فيما تمليه عليه إرادته . 

 

وقد بدأت قصة السيدة الفقيرة عندما تعرضت لأقصى درجات الجحود من مديرها  الذى اتخذ قرارًا أصابها بالإحباط بفصلها من الخدمة على سن 48 سنة بسبب فقدانها البصر لكثرة الأعمال الموكلة إليها، وجاء قرار فصلها بدون أى حقوق مالية أو وظيفية ، فما كان منها سوى اللجوء للقضاء المصرى العادل طالبةً العدل والانصاف بعد أن فقدت وظيفتها وفقدت أعز ما تملك بصرها  !!. 

 

ودفتر سجل القضية يحكى أن السيدة الفقيرة دخلت إلى قاعة محكمة القضاء الادارى بالاسكندرية تتكئ على ذراع نجلها أمام القاضى الذى نظر القضية في ذلك الوقت ، وانهمرت السيدة بالدموع قبل أن تتكلم , فهدأ القاضى روعها وطلب منها أن تتحدث وسمع لها طويلًا، ورغم ازدحام القاعة بالمتقاضين منحها كامل الوقت لتقص حكايتها وأنها اُصيبت بفقدان البصر على سن 48 سنة فجاة بسبب كثرة العمل المكلفة به بعد أن كانت من أنشط الموظفات، وأن مدير الإدارة الطبية وكيل الوزارة اتخذ قرارًا ظالما بإنهاء خدمتها جعلها في الشارع وليس لها مورد رزق أخر  . 

 

وعلى الفور أعطى القاضى الجهة الإدارية أسبوعًا واحدًا فقط للرد على القضية ، فجاء رد المدير الإدارى في الأسبوع التالى  أن الموظفة أصبحت عالة على العمل بعد فقدانها البصر وأنها لا تستطيع القيام بأعمالها الإدارية كما كانت من قبل ، فأصدر القاضى حكمه أخر الجلسة. 

 

وسطر فصلًا جديدًا من معانى الإنسانية وجاء حكمه العادل متضمنا ثلاثة أجزاء : الأول إلغاء قرار فصلها من العمل على سن 48 , والثانى إلزام الإدارة بصرف مرتبها كاملا من وقت فصلها حتى تاريخ صدور الحكم , والثالث منحها القاضى اجازة استثنائية في بيتها حتى بلوغها سن الستين بأجر كامل شاملا الحوافز والبدلات والمكافاَت كما لو كانت قائمة بالعمل فعلًا ومشاركةً فيه.

 

 وهو ما اعتبرته كثير من الدوائر المهتمة بشئون حقوق البسطاء  من التراث القضائى الإنسانى المصرى على مستوى العالم العربى. 

 

وكان المشهد تراجيديا داخل القاعة فى نفس السيدة الفقيرة وعقب نطق القاضى بالحكم بكت الموظفة الفقيرة وأبكت كل من في القاعة وقالت للقاضى: " ولا مليون دكتور نفسانى كان يقدر يطلع اللى جوايا زى حكمك العادل ,ربنا يكرمك زى ما فرحتنى بالعدالة يا قاضى الغلابة والمظلومين , أنا كرهت حياتي وعانيت وأسيت بسبب جرة قلم ظالمة وفصلونى بدون حقوق بسبب عنيا, وأنت غيرتلى حياتى وبدلتها لفرحة , أنا بدعيلك من قلبى ربنا يكرمك زى ما انصفتنى وأعطتنى حقى وسددت ديونى ." 

 

وجاءت حيثيات حكم القاضى المصرى بأحرف من نور ولأول مرة في تاريخ القضاء العربى ينطق القاضى بالدوافع الإنسانية حيث قال القاضى في حيثيات الحكم : " إن الدوافع الإنسانية تتأبى أن تتدنى حقوق العامل المريض بمرض مزمن بعد ثبوت مرضه وزيادة حاجته إلى صنوف الرعاية عن تلك التى يتمتع بها قبل مرضه , والمرض قدر الله وحساب الموظف ينصرف فيما تمليه عليه إرادته". 

 

وأضاف القاضى في حكمه " أن المشرع خص العاملين المصابين بأمراض مزمنة بعناية خاصة نظرًا لما يحتاجونه من رعاية اجتماعية خلال فترة المرض الذى قد يستغرق نظرًا لطبيعته أمدًا طويلا، فوضع نظامًا خاصًا للاجازات المرضية التي يحصل عليها المريض بأمراض مزمنة يغاير في أسسه وقواعده نظام الاجازات العام , وطبقا لهذا النظام يمنح المريض بمرض مزمن حقًا وجوبيًا في اجازة مرضية استثنائية بأجر كامل إلي أن يشفى أو تستقر حالته استقرارا يمكنه من العودة إلي العمل أو يتبين عجزه عجزًا كاملًا، وفي هذه الحالة يظل العامل في اجازة مرضية بأجر كامل حتى بلوغه سن الإحالة إلي المعاش ". 

 

واختتم حكمه العادل الذى تتجلى فيه معانى الرحمة " الثابت أن المدعية كانت تشغل وظيفة كاتبة بمديرية الصحة بالإسكندرية وأثناء عملها أصيبت بعجز جزئي مستديم ومرض مزمن من بين حالات الالتهابات الشبكية والارتشاحات والانزفة الداخلية إذ قلت قوة الإبصار عن 6/36 بالعينين معًا, وثبت أن المدعية فقدت البصر بنسبة أقل من 6/36 بالعينين , ومن ثم يكون قرار الإدارة بإحالتها للمعاش على سن 48 سنة بسبب فقدان البصر قد تنكب وجه الحق ووقع مخالفًا للقانون يتعين القضاء بإلغائه ومنحها اجازة مرضية بأجر كامل حتى بلوغها السن القانونية للمعاش بالأجر الكامل الشامل ."

قد يهمك ايضا

دار الإفتاء المصرية تصدم المصريين بخصوص موعد عيد الأضحى المبارك

الوزير يتفقد محطة مصر ويوجه بالانتهاء من تطوير المزلقانات

   
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاضى الغلابة يُنصف فقيرة فصلوها بسبب فقدانها البصر قاضى الغلابة يُنصف فقيرة فصلوها بسبب فقدانها البصر



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:45 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن
  مصر اليوم - إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن

GMT 01:40 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024
  مصر اليوم - الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024

GMT 11:31 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حماس تدعو أهالي الضفة للمشاركة الفاعلة بجمعة رفع العدوان
  مصر اليوم - حماس تدعو أهالي الضفة للمشاركة الفاعلة بجمعة رفع العدوان

GMT 13:56 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مصطفى شعبان يقدم اللهجة الصعيدية لأول مرة في رمضان 2025
  مصر اليوم - مصطفى شعبان يقدم اللهجة الصعيدية لأول مرة في رمضان 2025

GMT 11:21 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
  مصر اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 03:33 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية شيرين دويك تؤكد أن التليفزيون المصري "مدرسة"

GMT 00:33 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

بيب غوارديولا يُهدي الجار اللدود صفقة برازيلية

GMT 23:14 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

مدرب حراس الطلائع مطلوب في السعودية

GMT 06:38 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

طريقة تحضير حلوى التيراميسو

GMT 18:39 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

لوريس كاريوس يُعلن أسباب تطور مستواه مع ليفربول

GMT 20:56 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يستعد لاستبدال ساني برياض محرز

GMT 01:53 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حصة النفط في مزيج الطاقة العالمي ثابتة منذ 1987

GMT 23:46 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

جوجل تعيد إطلاق خدمة الخرائط في الصين

GMT 09:46 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

"هواوي" تطلق هاتف "مايت 10 لايت" الجديد في السعودية

GMT 00:16 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تفوز بجائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧

GMT 05:48 2015 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

صبا مبارك تعلق على صورة ابنها "الحب الحب"

GMT 08:53 2016 الإثنين ,30 أيار / مايو

فوائد السمسم وزيته للكبد والكلى

GMT 17:36 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نادي "الجزيرة" يستضيف بطولة سباق الفروسية العربي الأصيل

GMT 13:08 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

فتاة أرجنتينَّية سمينة تتوَّج ملكة جمال مناهضة التمييز

GMT 09:17 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

النفط يواصل هبوطه بعد إعلان من السعودية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon