في تمام الساعة الواحدة، ظهر الاثنين الماضي، وسط زحام شارع "سوق التلات" المتفرع من شارع العشرين، بمنطقة فيصل، هرول صاحب مخبز نحو صراخ طفل يستغيث به: "حدوتة ست منتقبة بتضرب فيه داخل السنترال بتاعه وقافلة الباب"، تعجب العامل من حديثه فأسرع ناحية السنترال، لاستبيان الأمر.
ما إن وصل الشاب العشريني إلى السنترال، حتى وقف بلا حول بعدما شاهد، "علي" (صاحب سنترال) ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء مذبوحًا، وسيدة منتقبة واقفة بجواره، وفي يدها مطواة، قبل أن يكشف المتهم عن وجهه، ويشعل سيجارة بجوار الجثة، بعدما أغلق الباب عليهما من الداخل منتظرًا قوات الأمن.
المجني عليه "علي بخيت"، 17 عامًا، وحيد والديه، استأجر الأب المحل منذ 14 عامًا، واعتاد المجني عليه الوقوف جانب والده حتى كبر، وأصبح هو الذي يدير السنترال وحده.
أما عن المتهم فيدعى "أيمن"، (28 سنة)، يقطن في منطقة إمبابة، متزوج ولديه طفلان "ولد وبنت"، اعتاد التردد على المنطقة كل ثلاثاء، لعرض بضاعته "أطباق صيني"، في السوق بصحبة والدته، وكانت تربطه علاقة صداقة بالمجني عليه.
يتذكر صاحب المخبز المجاور للسنترال الثلاثاء الماضي أي قبل الواقعة بأسبوع، عندما جلس المتهم رفقة المجني عليه في الصباح يتناولان الإفطار سويًا، "كانوا صحاب من سنين، وكل تلات كانوا بيقعدوا مع بعض وبيفطروا سوا".
وعن يوم الواقعة يقول "محمد حامد": "كنت شغال لقيت عيل من اللي بيقفوا على الفرشة جاي يجري وبيقولي فيه واحدة في محل حدوتة وبتتخانق معاه، جريت أشوف إيه".
هرول صاحب المخبز نحو السنترال، ويرافقه عدد من الأهالي وفور وصولهم، شاهدهم المتهم فأغلق الباب، بعدما قتل صاحب المحل، وبعدها كشف عن وجهه، وأشعل سيجارة بجوار جثة "علي"، وبعدما شاهده الأهالي اقتحموا السنترال وكسروا زجاجه، وأمسكوا بالمتهم، بعدما تعدوا عليه بالضرب.
داخل الشارع الذي اعتاد على تسارع الأقدام، مكتظًا بالباعة والمتسوقين، حالة من الكر والفر بين أصحاب المحال المجاورة للجريمة تسببت في ذعر المارة وسط صرخات منهم "فيه واحدة قتلت حدوتة".
انتقلت قوة أمنية من مباحث قسم بولاق الدكرور بعربة مصفحة، بقيادة المقدم محمد الجوهري لمحل الواقعة، وتحفظت على المتهم ومسرح الجريمة، وتم نقل المتهم إلى قسم الشرطة.
"لبست نقاب واستنيت لحد ما المحل فضي والناس منشغلة بالبيع والشرا وقلت أدخل أسرق علي ولا من شاف ولا من دري".. كلمات قالها المتهم أمام النيابة العامة برئاسة المستشار محمود شعبان، قبل أن يكمل: "أخرجت سلاحًا وطلبت منه الفلوس اللي كنت أعرف منه إنه مخبيها وادهالي ولسه همشي لقيته مسك فيّا فدبحته".
حاول الفرار لكن فور وصوله لباب السنترال شاهد الأهالي يتجمعون أمامه فأغلق الباب، ثم خلع العباءة والنقاب وأشعل سيجارة بجوار الجثة منتظرًا قوات الأمن، لكن الأهالي اقتحموا السنترال، وتعدوا عليه بالضرب حتى حضرت قوات الشرطة، ونقلته لقسم الشرطة.
قد يهمك أيضا :
حريق كابل يثير ذعر أولياء أمور طلاب مجمع مدارس في بولاق
مقتل عامل دفاعًا عن زوجة صديقه من التحرش في بولاق الدكرور
أرسل تعليقك