c حكاية 3 أشقاء فرقتهم الدنيا وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 08:51:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية 3 أشقاء فرقتهم الدنيا وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حكاية 3 أشقاء فرقتهم الدنيا وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة

شريف السواركي
القاهرة - مصر اليوم

 فجر الخميس الماضي، جمع شريف السواركي أمتعته في حقيبة أخيه الأصغر، وانطلق من السويس، قاصدًا شمال سيناء، في زيارة عائلية لشقيقيه حسن وسالم، المقيمين في بئر العبد وأبناء أعمامه، حيث مسقط رأس العائلة.

بعد جلسة عائلية قصيرة، توجه شريف عبد المالك سالم وشقيقاه، و3 من أبناء عمومته إلى مسجد قرية الروضة ليؤدوا الصلاة، وفي خسة باغتهم الإرهابيون فكانوا من بين 305 مواطنين نالوا الشهادة في ذلك الحادث الأعنف منذ ثورة 25 يناير/كانون ثان.

"كان ظهري وسندي في الدنيا، ومليش غيره ومش عارف أعمل أيه من بعده" يتحدث عيد بكلمات يقطعها بكاؤه، عن شقيقه الأكبر شريف، الذي يقيم معه في السويس، وكان مسؤولا عنه وسندا يلجأ إليه كلما مر بمشكلة.
ويضيف عيد: "آخر مرة قابلته كان الأربعاء الماضي، كان بيزور والدتي، اتصل بيا وطلب مني استعارة حقيبة السفر، لأن شنطته اتقطعت في السفرية الأخيرة لسيناء" ويشير إلى أنه أحضر الحقيبة وتوجه إليه وقضى ليلة الخميس مع والدتهما، في جلسة عائلية، ثم غادر كل منهما إلى منزله بعد ان أخبره شريف أنه سيصلي الفجر ويسافر متبعا خط السير المعتاد من السويس إلى الإسماعيلية ومنها للعريش.

"اتصل بيا قبل الفجر بربع ساعة، قالي هصلي وأسافر" يشير عيد إلى أن شقيقه الذي كان عضدا وساعدا بالنسبة له، وكان معتادا على أن يطمئنه في السفر خاصة أن الاتصالات تنقطع بسيناء بسبب العمليات الأمنية، لكن في تلك المرة كان الاتصالات أكثر عددا، والمدة الزمنية لكل مكالمة أطول" كأنه كان بيودعني". لكن شريف الذي يبلغ 37 سنة لم يغادر بعد الفجر، وإنما تأخر ليودع زوجته وطفليه عبد الله 5 سنوات، ويوسف الذي لم يتم 3 سنوات، وقبل أن ينطلق في رحلته الأخيرة، كما يقول عيد: "اتصل بيا قبل الظهر قالي أنا في القنطرة هصلي الظهر واطلع علشان شبكة تليفوني بتقطع، وإن شاء الله أما أوصل الروضة هطمنك". يتوقف عن الحديث قليلا، ليسمح لعينيه وأنفاسه بالبوح عما فاضت به نفسه، ثم يكمل الشقيق الأصغر الذي فقد أشقاءه الثلاثة قائلا "الاتصالات فعلا اتقطعت، لحد إمبارح الصبح، ابن عمي كلمني وقالي شريف عايز يكلمك، علشان شبكته واقعة"، دارت بين الشقيقين المحادثة الأخيرة اطمأن فيها عليه وعلى شقيقيه من الأب حسن عبدالمالك أسليم، وسالم، وطمأنه عيد على والدته وأهل بيته، ثم أنهيا المكالمة على وعد بالحديث بعد الصلاة. لكن رقم شريف لم يظهر على هاتف شقيقه الأصغر مرة أخرى، بعد أقل من نصف ساعة انتشر نبأ الحادث الإرهابي، بمسجد القرية، كان القلق والخوف يأكل قلب عيد ووالدته، حتى اتصل عمه وأخبره أن شريف وحسن وسالم و3 من أبناء اعمامهم مع الشهداء، وأنهم سيدفنونهم بالقرية، بينما يقيم عيد عزاء لشقيقة مساء السبت بدار مناسبات الأربعين.

في شركة بتروتريد، كان يعمل شريف عبد المالك أسليم، فني تشغيل، يعرفه الجميع بأخلاقه ولسانه الذي لا يتحدث إلا بالكلام الطيب، والأمانة والتفاني في العمل ما أهله الى الحصول على تقدير ممتاز بالتقرير السنوي، ليترقى إلى درجة أخصائي فني تلك الدرجة التي كانت في انتظاره ليحصل عليها بعد شهور.

"كان صاحب وأخ وصديق، احنا خسرناه لكن مكانته عند الله تعزينا" يتحدث ياسر الجعار زميل الشهيد شريف بالشركة، ويقول كان معهودا تفانيه في العمل والحضور في المواعيد الرسمية، ولا يغادر إلا بعد انتهاء عمله ليضرب مثالا للأمانة والتفاني في العمل". ويضيف الجعار أن صديقه كان يعمل بإدارة التشغيل ولم يسجل طوال 10 سنوات أي ملاحظة سلبيه على أداء عمله، يغيب صوته، ثم يجهش بالبكاء ويعتذر عن استمرار الحديث وهو يقول " احنا خسرناه.. أنا خسرت أخويا .. الله يرحمك يا شريف" "كان يتحط على الجرح يطيب" يتحدث شريف العمري المسؤول بإدارة التفتيش بالشركة عن صديقه وزميل العمل، مشيرًا إلى إن الشركة كانت قد اختارت بعض الموظفين المشهود لهم بالكفاءة للعمل في فرع الإسكندرية، وكان الشهيد من ضمن المرشحين ولم يرفض ذلك رغم مشقة السفر، بل كان كريما في عمله ولا يدخر جهدا في ذلك. "استشهاده أثر فينا كلنا، مش مصدقين" يقول العمري: "الله استرد أمانته وعزاؤنا سمعته الطيبة وأخلاقه التي تركها ذكرى لنا".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية 3 أشقاء فرقتهم الدنيا وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة حكاية 3 أشقاء فرقتهم الدنيا وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon