القاهرة - مصر اليوم
سلَّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوءَ على عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي، ونبدأ جولتنا الأسبوعية من استقبال المرصد وفدًا من سفارة سنغافورة بالقاهرة؛ للتعرُّف على الجهود المبذولة في مواجهة خطاب الكراهية، والأفكار المتطرفة التي تبثُّها الجماعات الإرهابية عبر منصاتها الإلكترونية.وخلال جولتهم داخل المرصد، ثمَّن الوفد السنغافوري الجهود التي يبذلها مرصد الأزهر في مكافحة التطرف، خاصة بعد استغلال التنظيمات الإرهابية للتطورات التكنولوجية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب، وضمِّهما عبر زرع أفكارها المتطرفة في عقول ذلك الشباب. وفي إطار متابعته لنشاط التنظيمات الإرهابية، تابع المرصد تداعيات الانفجار الذي استهدف أحد مساجد ولاية «ننجرهار» الواقع شرقي أفغانستان، في أثناء صلاة الجمعة، وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 17 آخرين. ويأتي هذا الهجوم بعد ثلاث هجمات مماثلة استهدفت المساجد خلال الآونة الأخيرة، وقد أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنها. واستمرارًا لعمليات استهداف المساجد وهذه المرة في أفريقيا، فقد قتل 11 شخصًا وأصيب 8 آخرون في هجوم مسلح استهدف مسجدًا بولاية «كاتسينا» شمال غرب نيجيريا. جدير بالذكر أنه تم استهداف ثلاثة مساجد خلال الشهرين الماضيين.ومع تصاعد الهجمات الإرهابية في بعض الدول، حذَّر مرصد الأزهر في أحدث إصداراته من استغلال التنظيمات الإرهابية الوسائل التقنية والتكنولوجية الحديثة كافة لتنفيذ مخططاتهم؛ فقد لاحظ -من خلال متابعاته المستمرة لنشاط تنظيم «داعش» الإرهابي- استهداف التنظيم للشبكات الكهربائية ومحطات توليد الكهرباء، ونشره أخبارًا تفصيلية عن كيفية تنفيذ عناصره الإرهابية لعمليات تفجير أبراج الضغط العالي عبر منصاته الإعلامية المختلفة.
وبتحليل المرصد لبيانات وأخبار التنظيم الإرهابي، تبيَّن اعتماده في تنفيذ عملياته على طائرات من دون طيار؛ لكونها وسيلة سهلة تتيح للإرهابيين -عمومًا على اختلاف انتمائهم التنظيمي- تنفيذ هجمات إرهابية في العمق. كما يرجع استهداف التنظيم الإرهابي للشبكات الكهربائية ومحطات توليد الكهرباء إلى عدم الحاجة في التنفيذ لعناصر كثيرة أو تكاليف مادية باهظة؛ خاصة بعد الضربات العسكرية التي وجهت لفلول التنظيم وكمائنه، وخلَّفت خسائر بشرية ومادية في صفوفه.
وليس ببعيد عما عرضناه، فقد شهدت فرنسا هجومين خلال الأسبوع الماضي، فقد أعلن مكتب المدعي العام بمدينة «بيزانسون» عن قيام مجهولين بنقش «صلبان اللورين» باللون الأحمر، على جدران مسجد وجمعيَّتين إسلاميَّتين بإقليم «دوبس» شرق البلاد، في هجوم وُصف بالعنصري. ويعد صليب «اللورين» رمزًا تقليديًّا لما يُعرف بـ«الديجولية» أو المقاومة. هذا ويرى المرصد أن الهدف من هذه الرسومات هو توصيل رسالة مفادها: «نحن نقاوم الإسلام»، ما يُعدُّ عملًا معاديًا.
ونبقى في فرنسا، حيث قام شخص مجهول بطعن عدد من ضباط الشرطة في أثناء انتظارهم داخل إحدى السيارات أمام مركز الشرطة بمدينة «كان»، ما أسفر عن وقوع إصابتين. وقد رجَّح المحققون أنه عمل إرهابي؛ جرَّاء ترديد المهاجم بعض الشعارات الدينية خلال تنفيذه عملية الطعن.
هذا، وتثير إشكالية الإفراج عن العناصر المتطرفة من السجون في أوروبا كثيرًا من المخاوف والقلق في الأوساط السياسية والشعبية، تحسُّبًا من ضرب ما أسموه بـ«الإرهاب الكامن» بعض دول أوروبا؛ لعدم وجود أية ضمانات تمنع عودة تلك العناصر إلى الإرهاب مرة أخرى بعد الإفراج عنهم. وقد سبق لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف مناقشة تلك الإشكالية في عدد من إصداراته، حيث دعا إلى ضرورة تدريب القائمين على السجون وتزويدهم بمهارات خاصة للتعامل مع العناصر المتطرفة؛ للتمكُّن من إعادة تأهيلهم وإصلاحهم لدمجهم بطريقة صحيحة في المجتمع مرة أخرى بعد الإفراج عنهم.
وعلى صعيد المقالات والتقارير -التي يعالج من خلالها مرصد الأزهر عددًا من القضايا-، نشر المرصد مقالًا باللغة الإنجليزية بعنوان: «رسول الإنسانية»، ومقالًا جديدًا باللغة العربية ضمن سلسلة «علماء مسلمي الصين»، تناول فيه مسيرة «نا تشونغ»، كما تمت ترجمة كلمة فضيلة الإمام الأكبر بمناسبة قمَّة المُنَاخ بلغات المرصد المختلفة.
وفي الجانب التوعوي، نشر المرصد عددًا رسائل حملتي «مسلمون في الغرب» باللغة الإنجليزية، و«قالوا عن محمد ﷺ» باللغة الصينية، و"القرآن والانسان " باللغة الاردية إلى جانب رسائل تتناول القضية الفلسطينية باللغة التركية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تعاون بين جامعة الأزهر وحماة الوطن دعمًا للبحث العلمي وتحقيقًا لرؤية مصر 2030
رئيس جامعة الأزهر يؤكد أن الاحتفال ببيت العائلة مظاهرة حب بين أبناء الوطن
أرسل تعليقك