توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام الأميركي غاضب من تصرفات المسلمين الناكرة لـ"جميل لبلد حررهم"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الإعلام الأميركي غاضب من تصرفات المسلمين الناكرة لـجميل لبلد حررهم

واشنطن ـ يوسف مكي

تدفق في أميركا سيل من ردود الفعل الحزينة تجاه تصرفات المتظاهرين المسلمين حول العالم ، والتي رأى الإعلام الأميركي أنها "مثيرة للجدل وتجعل الفرد يستشيط غضبًا من أن المسلمين الذين ساعدتهم أميركا كانوا ناكرين للجميل بعد كل هذا". ويذهب هذا التفكير إلى تساؤل بأنه "مع ما أنعمت به الولايات المتحدة عليهم من حرية وديمقراطية وحقوق يمارسونها الآن .. كيف لهم أن يكونوا إلا شاكرين ؟". ومن خلال تلك النظرة العالمية ، فإنه من المحير أن الولايات المتحدة التي قامت بدور المنقذ والتي منحتهم حريتهم تكون وجهة لتنفييث غضبهم ؟ فقد نشرت صحيفة "أميركا اليوم" الأربعاء الماضي مقالا بعنوان " بعد تلك الهجمات في مصر وليبيا . تسال " أميركا اليوم " .. لماذا ؟ !" وأوضحت الصحيفة لقرائها أنها أميركا التي حررت المصريين من الحكم الاستبدادي : هذا وقد أسفرت الهجمات في ليبيا عن مقتل 4 دبلوماسيين من ضمنهم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وسرقة محتوى السفارة الأميركية في القاهرة .. والتي سقط فيها العلم الأمريكي على الأرض وتقطع إلى أشلاء , حيث أُثارت تلك الأفعال العديد من التساؤلات ..كيف لأشخاص ساعدتهم أميركا على التحرر من الدكتاتورين الفاسدين .أن يكون هذا رد فعلهم ؟ " في مساء الخميس وفي برنامج "روك سنتر" لـ ( بريان ويليامز ) نشرت وكالة "إن بي سي" تقريرًا من تسع دقائق بعنوان " هل تعلم أن أميركا حررت المصريين من الدكتاتور المجرم ؟" حيث ضم إليه في برنامجه المراسل ريتشارد إنجل الذي قام بعمل تقريره عن التظاهرة في القاهرة في قلب الحدث في ميدان التحرير . أكد إنجل للمشاهدين أن "هذا الأمر محير جدًا , لأنه يحدث في القاهرة . القاهرة التي أعطتها الولايات المتحدة التي أعطت ظهرها لحليفها السابق حسني مبارك من أجلها" و أضاف " إنه أمر مثير للسخرية أن الدبلوماسيين الأميركيين في داخل السفارة الآن هم الذين أعطوا لهؤلاء المتظاهرين الحق في التظاهر وهذا الصوت الذي سمح لهم الآن بحمل كل تلك الكراهية التي نراها الآن لأميركا " قد يكون الأمر مفاجئا بالنسبة للمصريين , ولكن الولايات المتحدة من دون شك هي التي أعطت لهم حق التظاهر , حتى بعد كل تلك المنح وعقود تسليح الجيش والدعم العام الذي كان حتى في عهد الدكتاتور ( معروف عن إنجل أنه في مقابلة سابقة مع طارق رمضان أشار إلى أن الولايات المتحدة كانت دائمًا تدعم الدكتاتورية في المنطقة ) وخلف هذا الدعم الأميركي الكبير لمبارك , يصعب على المصريين فهم وإدراك نظرية إنجل عن أن الولايات المتحدة هي التي قامت بتحريرهم بعد أن رأوا بأعينهم علامات " صنع في أمريكا " على القنابل المسيلة للدموع التي استخدمت ضدهم من قبل قوات مبارك , أو حتى بعد تصريح هايلاري كلينتوت المؤثر الذي قالت فيه " أنا أعتبر الرئيس حسني مبارك وحرمه أصدقاء لعائلتي " أو مع دعم الرئيس أوباما لمبارك حتى آخر لحظاته حتى أصبح سقوطه أمرا حتميا ،أو حقيقة أن خطة إدارة أوباما كانت في جعل الجلاد الوفي " عمر سليمان " بديلا لمبارك تحت اسم " الاستقرار ". ونظرا لتاريخ العلاقات المصرية الأميركية الطويلة وخاصة أخيرا ، فإنه من الصعب التوهم أن غضب المصريين تجاه الولايات المتحدة أمرًا يدعو للسخرية أو اعتبار أن الولايات المتحدة هي التي حررتهم و سمحت لهم بالتظاهر ولكن يبدو أن هذه هو الاتجاه المتخذ من قبل معظم وسائل الإعلام الأميركية . حتى في ليبيا حيث يبدو الجميع سعيدًا بتدخل الناتو ، فإن الأمر لا يبدو محيرًا لهذه الدرجة حيث سيظل الأمر بالنسبة للعامة أنه غزو غير مبرر ولنا في كرد العراق مثالا واضحًا حيث ذكرت الحرب على العراق أمرًا من حكمة وعدالة الحرب . ولكنه واضحًا أيضا أن تلك الغزوات تنتج أيضا المزيد من الغضب ، غضب العائلات اللذين قتلت قوات الغزو أفرادا من عائلاتهم , أو من يعانون من أثار عدم الاستقرار وغياب القانون، دمج هذا مع حقيقة أن التدخل الأميركي في ليبيا يعني زيادة حدة الغاضبين تجاه الولايات المتحدة , ومن ضمنها القاعدة والتي تم تسليحها وتجهيزها من قبل الولايات المتحدة , فانه لا يبدو غريبًا هذه الإصرار على أن البعض في ليبيا يكن مشاعر عدائية للغاية تجاه الولايات المتحدة. أمضى إنجل في نفس التقرير مزيدًا من الدقائق في شرح سبب غضب المسلمين من الولايات المتحدة حيث أرجع هذا الغضب إلى العديد من السنوات التي يتم ملء دماغهم بأحاديث ونظريات مجنونة عن أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هم السبب وراء مشاكلهم ومؤامراتهم حيث قال : " لقد تمت تعبئتهم من قبل ديكتاتورياتهم ليتم إلهائهم عن سقطاتهم وفسادهم " وبعيدًا عن هذا الأمر الأميركي المثير للسخرية عن " نظريات المؤامرة " تجاه بلادهم , حيث الهجوم الأميركي المعتاد على البلدان االأخرى والذي يمر بتحالف سري مفبرك مع "القاعدة" التي تمتلك الأسلحة والذي لم يحدث أبدا أن وجب على المرء أن يسلم أن هناك بعضًا من الحقيقة في ادعاءات إنجل حيث ملأ طغاة المنطقة المدنيين بغضب كبير تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل لتشتيتهم عن فسادهم وسقوطهم . ولكن من وجهة نظر المسلمين فان الغضب الذي يحملونه تجاه أميركا وإسرائيل هو نتيجة ثانوية لنظريات المؤامرة المجنونة هو في حد ذاته مؤامرة مجنونة ، حيث بقليل من الواقعية . استمرت الولايات المتحدة وإسرائيل في جلب المزيد من العنف إلى العالم الإسلامي وفي القتل الروتيني للرجال والأطفال والنساء الأبرياء . بالاستماع إلى إنجل لن يعرف المرء شيئا واحدا عن كل هذه القنابل في لبنان وغزه لما يقارب خمس عقود من اضطهاد الفلسطينيين ، وقتل الأطفال والاستيطان المستمر أو حتى الهجوم على العراق . وإنها في الواقع ليست مؤامرة ، حيث استمرت الولايات المتحدة الأميركية بالفعل في التدخل في شؤون بلدانهم بدعمهم وللديكتاتورية التي تحكمهم , عداء كبير يكنه معظم المسلمين تجاه أميركا ، حتى في مصر وقبل تاريخ هذا الفيلم ، والسبب ليس بالأمر المحير. هذا الاستمرار الأميركي في دعم الأنظمة الديكتاتورية في تلك البلدان لفترات طويلة ليضمن وجهة النظر المدنية التي تقول أن سياسة الولايات المتحدة عكس ذلك .. على عكس المقدمة تماما . الأمر لا يحتاج لحملة غوغائية للغضب من الولايات المتحدة على هذه الأفعال , ولكن الغوغائية هي ألا تصدق هذا الغضب . وأن يقابل هذا الغضب بالحيرة والاندهاش بدلا من يجب أن يكونوا شاكرين .. لقد حررناهم . ولمعرفة المزيد عن تلك البروبجندا من العامة التي توجد في أميركا والتي تقود الأمر لتصديق مثل هذه الأساطير والمؤامرات . ببساطة اقرأ مقال " أميركا اليوم " أو شاهد تقرير ال إن بي سي التي تقنع الأميركيون. هذه التظاهرات تعد نكرانا للجميل ، بدلا من هذا الاستياء ، يجب أن يتم الاهتمام بذلك الشعور الذي يتملك الناس في المنطقة تجاه الولايات المتحدة . وأضاف "الأربعاء شاركت في نقاشا على برنامج في قناة الجزيرة مع قنصل الأمن القومي هيلاري مان ليفيرت والمحاضر المسلم بجورج تاون " جوناثان براون " بشأن العديد من تلك الأمور .. الكل أتفق أنه لا حاجه لعدم الإقرار بأنه لا عذر ولا سبب لمهاجمة المسؤولين الأميركيين غضبًا على فيلم , ولكن ركزت المناقشة على أمور خارجية أخرى لها علاقة بالمتظاهرين.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام الأميركي غاضب من تصرفات المسلمين الناكرة لـجميل لبلد حررهم الإعلام الأميركي غاضب من تصرفات المسلمين الناكرة لـجميل لبلد حررهم



GMT 15:19 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

منافس شولتس يدعو إلى وقف قبول اللاجئين السوريين في ألمانيا

GMT 05:24 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

لندن تتواصل دبلوماسيا مع السلطة الجديدة في سوريا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon