تسلم رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي الثلاثة، البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي، في أوسلو الاثنين جائزة نوبل للسلام التي مُنحت هذا العام للاتحاد الأوروبي لـ "دوره في توحيد القارة الأوروبية وإبعاد شبح الحروب بعد حربين عالميتين".
وفي حفل تسلم الجائزة، وقف الحاضرون مصفقين عندما وقف كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهما يلوحان بقبضة يديهما في إشارة إلى تحقيق هذا الإنجاز.
غير أن النقاد يقولون إن منح الجائزة للاتحاد الأوروبي لم يكن مناسبا لأن أزمة منطقة اليورو أبرزت العديد من الانقسامات في هذه الكتلة التي تضم 27 دولة.
وقد حضر الحفل معظم زعماء الاتحاد الأوروبي باستثناء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. إلا أن نائبه في الحكومة الإئتلافية، نيكلاس كليغ، زعيم حزب الأحرار الذي يؤيد مشروع الوحدة الأوروبية، قد مثَّل بريطانيا في هذه المناسبة.
الاتحاد الأوروبي سيتبرع بمبلغ الجائزة البالغ مليون ومئتي ألف دولار إلى الأطفال المحتاجين
إلا أن رئيس لجنة جائزة نوبل، ثوبجورن جاغلاند، قد قال في كلمته أمام الحفل إن "الأطار السياسي الذي يتجذر عبره الاتحاد هو الآن أهم من أي وقت مضى خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية".
وحذر جاغلاند من تصاعد النعرة القومية مجددا في أوروبا قائلا " إن علينا أن نقف موحدين لأن علينا مسؤولية جماعية".
وقد تسلم الجائزة كل من رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، ورئيس المفوضية الأوروبية، جول مانويل باروسو، ورئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز.
وقد أشاد رومبوي في كلمته بقادة كل من ألمانيا وفرنسا الذين "شكلوا الاتحاد عبر توحيد مصالح البلدين الاقتصادية". كما امتدح "السلاح السري الفريد" للاتحاد الأوروبي وهو "ربط مصالح أعضائه معا بشكل وثيق بحيث أنه يصعب نشوب حرب بينها".
وأضاف رومبوي قائلا "من الأفضل أن نحارب على طاولة المفاوضات بدلا من ساحات المعارك".
وقال رومبوي إن الأزمة الاقتصادية الحالية "تغذي المشاكل والنعرات القومية المنسية منذ زمن طويل، إلا أنه حتى مع وجود هذه التوترات فإنها لن تعيدنا إلى ظلام الماضي".
وكرر رومبوي مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي، الشهيرة "إنني فخور بأن أكون برلينيا"، والتي قالها باللغة الألمانية (إتش بين إين برلينر) عندما زار ألمانيا في الستينيات من القرن الماضي.
وقال رومبوي إنه يأمل أن تردد الأجال المقبلة بفخر عبارة كندي السابقة مع استبدال كلمة (برليني) بـ (أوروبي) أو أن تُردد بالفرنسية (إنني فخور بكوني أوروبيا). وكان في الحفل أربعة أوروبيين شباب اختيروا عبر منافسة أوروبية مفتوحة، جالسين إلى جانب السياسيين.
وقالت المفوضية الأوروبية التي تصيغ القوانين الاوروبية إنها ستتبرع بالمبلغ المرافق للجائزة، البالغ مليون ومئتي ألف دولار، إلى الأطفال المحتاجين.
ويقول مراسل بي بي سي في أوروبا، كريس موريس، إن هناك سيلا من الانتقادات لمنح الجائرة للاتحاد الأوروبي من المشككين بالوحدة الأوروبية وناشطي السلام والحائزين السابقين بجائزة نوبل.
وكثيرون من المنتقدين يقولون إنه ما كان يجب أن يُقدم مثل هذا الشرف الرفيع للاتحاد الأوروبي في وقت بلغت فيه البطالة رقما قياسيا في الارتفاع وتتبع الكثير من الحكومات الأوروبية إجراءات تقشفية صارمة تسببت في إحداث توترات خطيرة في العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد.
أرسل تعليقك