رام الله - نهاد الطويل
اعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات الأخبار المختلفة التي يسربها الإعلام الإسرائيلي ويتناقلها الإعلام الفلسطيني عنه، بشأن قضية موافقة الاحتلال على إطلاق سراح عدد من الأسرى القدامى مقابل العودة للمفاوضات بأنها تهدف إلى التلاعب بمشاعر وعواطف الأسرى وذويهم.
وقال المدير الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر في تصريحات صحافية الأحد لـ" العرب اليوم" إن" الجانب الفلسطيني لم يتطرق إلى هذا الأمر بصراحة أو وضوح، وإن المصدر الوحيد للمعلومات فيما يتعلق بقضية إطلاق سراح أسرى من عدمه هو الإعلام الإسرائيلي الذي ينقل تصريحات مختلفة ومتضاربة في بعض الأحيان لمسئولين إسرائيليين سواء كانوا أمنيين وسياسيين، والذين بدورهم يحاولون أن يلعبوا بنفسيات الأسرى وذويهم ، وأن يخلقوا حالة من التوتر والقلق والترقب الدائم في أوساط الأسرى، مما يشكل ضغطا متزايدا على الجانب الفلسطيني لابتزاز تنازلات جديدة منه بحيث يصبح محرجاً في الأمر ولا يمكن له التراجع حتى لو انخفض سقفه المطالب".
وأكد الأشقر أنه "من السابق لأوانه الحديث بشكل دقيق عن أسماء أو أعداد، لأننا نتعامل مع عدو ماكر، ولا يحترم العهود والمواثيق وبالتالي قد يتراجع في أي لحظة ، ومن الممكن أن تفشل المفاوضات وهذا وارد بشكل كبير، فلا يكون هناك إطلاق سراح أسرى وهذا سيؤدى إلى إحباط كبير في صفوفهم، وفي أحسن الأحوال لو صدق الاحتلال سيكون إطلاق سراحهم على دفعات غالبا تكون بعيدة لكي يضمن الاحتلال استمرار الجانب الفلسطيني في المفاوضات العبثية لأنه تعلق بإطلاق سراح الأسرى".
وأشار الأشقر إلى أن الرؤية حتى الآن غير واضحة فيما يتم نشر روايات مختلفة بشأن القضية منها تصريح وزير العلاقات الدولية الإسرائيلي يوفال شتاينتز بأنه سيتم الإفراج عن عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين، دون تحديد العدد، بينما قال عضو الكنسيت عن حزب الليكود تصاحي هنغبي بأن الجهود ستكون للإفراج عن أسرى مسنيين قبعوا عشرات السنين في السجون الإسرائيلية فقط ، فيما حدد موقع "والا" العبري، عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم بحيث لا يزيد على 80 أسيرا فقط ولن تشمل الصفقة أسرى من أراضى 48 ، وأن الإفراج عن هؤلاء سيكون بشكل تدريجي وليس قبل بدء المحادثات.
ودعا الأشقر الجانب الفلسطيني إلى الحذر من ألاعيب الاحتلال، والتثبت بمطلب إطلاق سراح كافة الأسرى القدامى دفعة واحدة كشرط أساسي ، وليس كنتيجة للمفاوضات، وعدم تجزئة الأسرى حسب أماكن سكناهم ، مذكرا بالتجارب السيئة السابقة مع الاحتلال في هذا الشأن.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد نشرت السبت قائمة بأسماء عشرات الأسرى الفلسطينيين القدامى والتي تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عنهم كـ" بادرة حسن نية " لبدء المفاوضات في واشنطن،فيما سارعت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينيين إلى نفي أن يكون قد نشرت أو علمت بأسماء الأسرى المتوقع الإفراج عنهم،الأمر الذي اعتبره البعض تلاعبا بمشاعر ذوي وعائلات المنشورة أسمائهم.
أرسل تعليقك