أكدت العدّاءة السعودية كاريمان أبوالجدايل أن جهود بلادها لتمكين المرأة السعودية رياضيا تتنامى بشكل مدروس لتحقيق الوجود الأمثل للرياضة النسائية السعودية محليا وخارجيا.وأوضحت أبوالجدايل أن وجودها في «أولمبياد ريو 2016» كان علامة فارقة في تاريخ الرياضة النسائية السعودية بعد أن ظهرت على مضمار سباق 100 متر بصفتها أول عداءة سعودية أولمبية تشارك في هذا السباق.
وكشفت كاريمان (26 عاماً)، الحاصلة على درجتي البكالوريوس والماجستير في تخصص الهندسة المعمارية من جامعة نورث إيسترن بمدينة بوسطن الأميركية، عن أنها قررت هجرة ميادين سباقات العدو لتنضم إلى قائمة المتنافسين للحصول على بطاقة التأهل لـ«أولمبياد طوكيو» في رياضة التجديف.وقالت كاريمان: «أنا من مواليد 1994، وخريجة مدارس التربية بالرياض، وحاصلة على درجتي البكالوريوس والماجستير في تخصص الهندسة المعمارية من جامعة نورث إيسترن بمدينة بوسطن الأميركية. وأعمل حالياً بمهنة التدريس في جامعة الفيصل بالرياض.
والدتي الكاتبة ثريا الشهري رعت استعدادي المبكر لممارسة الرياضة؛ بداية من كرة القدم على غرابتها بالنسبة للفتاة السعودية حينها، إلى أن جاء استقراري على رياضة العدو وممارستها، خصوصاً عند سفر الأهل للخارج حيث المسافات الطويلة والمخصصة لذلك».وأضافت: «بحلول عام 2012، وبعد السماح للمرأة السعودية بالمشاركة في الأولمبياد، التوقيت الذي تزامن مع بدء دراستي الجامعية في بوسطن، تعاملت مع الرياضة على محمل الجد والالتزام، وبدأت مع الفريق الجامعي لألعاب القوى، ليأتي عام 2016 وأشارك في (أولمبياد ريو) بالبرازيل بصفتي أول سعودية تنافس في سباق 100 متر».
وأكدت أن أهم منعطفاتها الرياضية كانت في البرازيل، موضحة: «في (أولمبياد ريو) عام 2016 ظهرت بصفتي أول سعودية في سباق 100 متر عدواً، ووثقت اسمي رياضيةً ضمن أوائل السعوديات في تاريخ الأولمبياد. أما في رياضة التجديف؛ فقد حصلت على الميدالية الذهبية في بطولة دول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت بدولة الكويت مؤخراً، ما يعني تسجيلي أولَ سعودية تحصل على المركز الأول في رياضة التجديف السعودية. ولا يزال طموحي الرياضي يمنيني بمزيد من المراكز المتقدمة».
وحول أسباب قرار التحول لرياضة التجديف، قالت كاريمان: «بعد (أولمبياد ريو 2016) أجمع أصحاب الاختصاص في اللجنة الأولمبية السعودية لاحقاً على أن سباقات العدو، وبالتحديد سباق 100 متر، لا تتناسب مع إمكاناتي بصفتي لاعبة طويلة يبلغ طول قامتها 180 سنتيمتراً، وعندها نُصحت بالاتجاه إلى رياضة التجديف، فكانت البداية في ولاية بوسطن الأميركية، وكانت أفضل بداية لي لفهم عراقة هذه الرياضة وتعلم الانضباط والالتزام في تلك البيئة الغنية بالاحترافية والخبرة، فكانت الانطلاقة التي استمرت وأثمرت مع الإصرار والمثابرة على حصولي على أول ميدالية ذهبية نسائية للسعودية في بطولة دول مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في الكويت».
وعن الطريق لـ«أولمبياد طوكيو» الذي يقام العام المقبل، قالت كاريمان: «التدريب ومتابعة برنامج التمارين حالياً من المنزل بسبب جائحة (كورونا)، (كوفيد19)، أعترف أنه أمر صعب، ولكن الهدف الذي أطمح إلى تحقيقه أكثر صعوبة. وهو ما يتطلب بطبيعة الحال التضحية بالراحة في سبيل الوصول إليه، ألا وهو التأهل إلى (أولمبياد طوكيو) العام المقبل 2021، وإذا حدث ذلك، فسأكون أول سعودية تتأهل في رياضة التجديف في تاريخ الأولمبياد. وهو حلم أعمل كل يوم على الاقتراب منه. وأعلم يقيناً أنه شاق، وما أستطيع الوعد به أنني سأبذل كل جهدي، والتوفيق بيد الله».
وأضافت: «لم يكن هناك اتحاد للتجديف في السعودية من قبل، لكن الآن هناك اتحاد يضم رياضيي اللعبة. وأجدها مناسَبة جميلة لشكر الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، ونائبه الأمير فهد بن جلوي، ليس فقط للدعم الذي حظيت به من جانبهما، ولكن لدعمهما زملائي الرياضيين كافة عند تأسيس الاتحاد السعودي للتجديف».
وحول صعوبات التدريبات بسبب تضاريس السعودية الصحراوية، قالت: «من أول وهلة قد يبدو للمرء أن رياضة التجديف لا تصلح في بلد كالسعودية نظراً لطبيعتها الصحراوية، لكن تضاريس المملكة غنية أيضاً بتنوعها، فيستطيع لاعب التجديف ممارسة التدريبات والمنافسات في السواحل الغربية والشرقية، وأيضا في مدينة نيوم».
وعن قوة الدعم لتمكين المرأة السعودية رياضياً، أكدت كاريمان أن «جهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، دعمت كل الرياضات، وهذه حقيقة، فالتوجه التاريخي سيصنع مستقبلاً مبهراً بحسبان أن المعايير العالمية الرياضية تستنفد من اللاعب أو اللاعبة أغلب سنوات حياته الأولى، فتجد أن لعضلاته ذاكرة قوية يستدعيها عند المنافسة فتطوع له جسده لخوض البطولات والتقدم فيها، فالرياضة هي الشيء الذي لا ينفع معه الاختصار، والتمكين الحالي هو غرس جميل لبناء مستقبل عظيم للرياضة النسائية السعودية».
قد يهمك أيضـــــــًا :
المجتمع يقف أمام مواصلة الليبيات للرياضة النسائية
حالة من الجدل المتواصل بين السعوديين لمشاركة المرأة في أولمبياد البرازيل
أرسل تعليقك