أنقرة - مصر اليوم
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، يأتي لمتابعة الانتهاكات التي لحقت بمدينة القدس، القبلة الأولى للمسلمين وثالث الحرمين، عقب قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل؛ ما يغير الوضع بالنسبة لمفاوضات السلام، خصوصًا للفلسطينيين. وأوضح أردوغان، في كلمته خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس، أن أنقرة بصفتها رئيسة لتلك الدورة في منظمة التعاون الإسلامي، تؤكد أن هذا القرار غير مقبول وغير قانوني، حيث انتهكت الولايات المتحدة قرار مجلس الأمن، والذي بموجبه لا يمكن لأي دولة إعلان إقامتها سفارة لها في مدينة القدس.
وعرض خريطة توضح تقسيم فلسطين منذ عام 1947، وخطط الأمم المتحدة لتقليص مساحة أراضي فلسطين، وفي المقابل توسع إسرائيل على حساب أراضيها. وقال، في كلمته خلال القمة: "إن تقسيم فلسطين لا يمكن أن يقبل به على الإطلاق، فالتقسيم الذي تم منذ عام 1947 يوضح حقيقة أن إسرائيل دولة احتلال، الحقائق أمامنا واضحة، وبهذا القرار تُكافأ إسرائيل علي ضم الأراضي والمستوطنات غير الشرعية والقتل والعنف، والولايات المتحدة تقف إلى جانب أولئك الذين يرفضون السلام ويقبلون بالعنف، بدلاً ممن يقاتلون من أجل السلام، وهذا القرار الأميركي سيمهد الطريق لمزيد من المصالح من أجل المتطرفين، وهذا ما شاهدناه أيضًا في سورية".
وأوضح أردوغان أن القرار الخاص بالقدس أشعل انفجارًا، وفتح المجال إلى مزيد من التهديدات المتعلقة بفلسطين واستقرار المنطقة، مشددًا على أن مثل هذه القرارات تعطل مفاوضات السلام وتقوض من الثقة تجاه الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية. وقال: "قرار الولايات المتحدة بشأن القدس ينتهك القانون الدولي، كما يؤثر بشكل كبير على حضارتنا، إن أجدادنا خدموا هذه المدينة المقدسة لكي يلبوا احتياجات الجميع، دون تمييز أو فصل، لحماية حقوق ممارسة المعتقدات المختلفة في هذه المدينة، وضمان الأمن والسلام للجميع، السلام في منطقتنا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مساهمات من المجتمعات بمختلف أعراقها وأديانها ومعتقداتها، وأدعو مجتمعات العالم التي تحترم القانون الإنساني إلى الاعتراف بالقدس العاصمة المحتلة لدولة فلسطين، ولن نتخلى عن مطالبنا بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، نحن كدول إسلامية هذا موقفنا".
ونندد أردوغان بالعنف الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، الذين يحتجون على خطوة الولايات المتحدة بشأن القدس، مضيفًا: "من واجبنا دائمًا أن نحمي القدس تحت كل الظروف، وأطالب جميع الدول بزيارة القدس والدفاع عنها". وأكد أن الوقت حان للاعتراف بدولة فلسطين من أجل تغيير المعادلات على الساحة، مشيرًا إلى ضرورة عدم السماح لإسرائيل بشغل العالم بقضايا من أجل الاستيلاء على أراضي فلسطين". وطالب الرئيس التركي، الولايات المتحدة بالتراجع عن هذا القرار الاستفزازي، لافتًا إلى أن واشنطن فقدت صفة الوسيط في عملية السلام بسبب هذا القرار
أرسل تعليقك