استهل رئيس الوزراء رامي الحمد الله جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدها، اليوم الثلاثاء، في مدينة رام الله، بتوجيه تحية إكبار واعتزاز إلى أهلنا في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه وبعد الإتكال على الله وبناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، فقد قررت حكومة الوفاق الوطني التوجه إلى غزة الاثنين القادم، لتسلم مهامها، وتحمّل مسؤولياتها، وفقا للقانون الأساسي الفلسطيني، والقوانين الفلسطينية النافذة.
وأكد الحمد الله أن حكومة الوفاق الوطني هي حكومة دولة فلسطين، التي لم تتوانَ للحظة واحدة عن تحمّل مسؤولياتها تجاه أهلنا في قطاع غزة، وستواصل خطواتها الراسخة في ظل قيادة الرئيس، لتحقيق أماني شعبنا، وتطلعاته بالوحدة، والحرية، والاستقلال، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد على أنه منذ وقوع كارثة الانقسام قبل عشر سنوات، ونحن نناضل من أجل إنهاء تلك الحالة السوداء لإدراكنا بأن النصر لن يتحقق إلّا بالوحدة، وأننا نمضي اليوم اتجاه تحقيق الوحدة، وتعزيز قدرة شعبنا على الصمود، متمسكين بمبادئ الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون، والإيمان بالحق والعدل والسلام، الذي يقوم على إنهاء الاحتلال والاعتراف بحق شعبنا بالسيادة الكاملة على أرضه استناداً إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة قواعد الشرعية الدولية.
وأشار إلى أنه بعد أن استجابت حركة حماس لرؤية الرئيس بالبدء في إنهاء الانقسام، وأعلنت عن حل اللجنة الإدارية التي كانت قد شكلتها، كي تقوم بمهام الحكومة في المحافظات الجنوبية، وهو الإعلان الذي فتح نافذة للأمل، والتفاؤل لطي صفحة الانقسام وإلى الأبد، من خلال تمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها، وتحمّل كامل مسؤولياتها في قطاع غزة الجزء الغالي من وطننا الحبيب.
وأكد رئيس الوزراء في كلمته على ما يلي:
أولاً: البدء بتسلم الحكومة مسؤولياتها في قطاع غزة يعني أن تبدأ الحكومة بتولي مسؤولياتها بشكل فعلي شامل، دون أي اجتزاء، أو انتقاص لكافة مهامها، ومسؤولياتها، وصلاحياتها، وبسط ولايتها القانونية وفقاً للقانون الأساسي، وكافة القوانين الصادرة عن رئيس دولة فلسطين، في جميع القطاعات، وفي مختلف المجالات دون استثناء.
ثانياً: من أجل تحقيق ذلك فقد قررت الحكومة تشكيل عدد من اللجان الوزارية التي تختص بتسلم المعابر والأمن والدوائر الحكومية، ومعالجة آثار الانقسام وتبعاته، وكافة القضايا المدنية، والإدارية، والقانونية الناجمة عن الانقسام، وما ترتب عليه من تحديات، وعراقيل.
ودعا رئيس الوزراء جميع أبناء شعبنا بكافة أطيافه، ومكوناته، والفصائل الفلسطينية، ومنظمات المجتمع المدني، والأهلي إلى إسناد جهود المصالحة، وإنهاء الانقسام، وتمكين الحكومة من القيام بمهامها لخدمة أبناء شعبنا، ووطننا الواحد، واستعادة الوحدة، وإعادة المؤسسات الحكومية في قطاع غزة إلى إطار الشرعية، والقانون.
وأكد المجلس دعمه الكامل لخطاب الرئيس الشامل، والواضح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي شدد فيه على أننا لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام الخطر الداهم، الذي يستهدف وجودنا الوطني، والسياسي، والمادي على أرضنا، ويتهدد السلام والأمن في منطقتنا والعالم.
وأكد فيه على مسؤولية الأمم المتحدة القانونية والسياسية والأخلاقية والإنسانية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، وتمكين شعبنا من العيش بحرية ورخاء في دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
كما اطلع المجلس على التحضيرات لعقد اجتماعات الدورة الخامسة للجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة، والتي ستعقد في عمان يوم غد الأربعاء، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، معربا عن تقديره العميق وتقدير شعبنا الفلسطيني، وقيادته للموقف الأردني الثابت، والداعم دوما لشعبنا وقضيته العادلة.
كما ثمّن الموقف والدور الثابت الذي يقوم به الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في رعاية المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الإسلامية، والمسيحية في القدس، وحمايتها، وصيانتها، مؤكدا حرص الحكومة الفلسطينية وبتوجيهات من الرئيس على تعزيز وتطوير العلاقات مع المملكة الأردنية الشقيقة في مختلف المجالات، والتنسيق المستمر في مختلف القضايا، ذات الاهتمام المشترك.
واستمع المجلس إلى عرض حول خارطة الطريق التي تم إعدادها لإصلاح وتطوير قطاع الأراضي في فلسطين، انسجاماً مع أجندة السياسات الوطنية 2017 - 2022، والتي ركزت بشكل واضح على ضرورة إصلاح وتطوير قطاع الأراضي في فلسطين كأولوية وطنية للأعوام الست القادمة، نظراً للأهمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لقطاع الأراضي باعتباره من أهم مقومات الدولة الفلسطينية، خاصة ما يتعلق بحماية الأرض الفلسطينية وملكيتها للشعب الفلسطيني، وتحفيز الاقتصاد، وزيادة الاستثمار والإيرادات، وحل النزاعات على الملكية وغيرها من القضايا، والحفاظ على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي.
وفي هذا السياق، قرر المجلس تشكيل فريق وطني لإصلاح وتطوير قطاع الأراضي برئاسة رئيس الوزراء، وعضوية كل من وزير المالية والتخطيط، ووزير الحكم المحلي، ورئيس سلطة الأراضي، ورئيس هيئة تسوية الأراضي والمياه، مع إمكانية إضافة وزراء آخرين عند الضرورة، وتشكيل فريق فني من المؤسسات الأعضاء في الفريق الوطني مع ضرورة إضافة مؤسسات أخرى، كوزارة الخارجية، والاقتصاد الوطني، والأوقاف والشؤون الدينية، وتشكيل مجلس إدارة واحد للإشراف على عمل سلطة الأراضي وهيئة التسوية مكون من ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص برئاسة رئيس الوزراء.
ورحب المجلس بانضمام دولة فلسطين إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تنفيذاً لاستراتيجية القيادة الفلسطينية بالانضمام إلى الاتفاقيات، والمنظمات، والمعاهدات الدولية، مشدداً على أهمية اضطلاع الأمم المتحدة بمسؤولياتها باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة والعاجلة للتفتيش على المراكز النووية لدولة الاحتلال. واستنكر المجلس الجهود التي تقوم بها إسرائيل لإحباط انضمام دولة فلسطين إلى منظمة الشرطة العالمية "الانتربول"، في اجتماع الجمعية العامة للمنظمة المقرر عقده في بكين خلال الفترة 26 - 29 من الشهر الجاري.
وتقدم المجلس بالشكر إلى الحكومة النمساوية لتبرعها بقيمة (1,8 مليون دولار) لوكالة الأونروا لدعم برنامج الوكالة الصحي في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأكد المجلس على أهمية هذا التبرع في الوقت الذي شرعت فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحملة لتغيير التفويض الممنوح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وجدد المجلس دعوته بضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الوكالة الدولية، داعياً دول العالم إلى سرعة تقديم الأموال اللازمة لتغطية العجز للأونروا حتى تتمكن من مواصلة تقديم خدماتها لأبناء شعبنا اللاجئين في مختلف أماكن تواجدهم.
وناقش الترتيبات لتطوير حقل الغاز الطبيعي الفلسطيني "غزة مارين"، باعتباره نقطة تحول وركيزة أساسية لإعادة هيكلة قطاع الطاقة الفلسطيني، وفرض السيادة الوطنية على تطوير واستغلال المصادر الطبيعية الفلسطينية.
وأكد المجلس في هذا السياق على الأهمية الاستراتيجية لتطوير الحقل ضمن إطار زمني يتناسب مع طلب السوق المحلي الفلسطيني للغاز الطبيعي، بالتوازي مع الجهود الحالية الرامية لتطوير خطوط النقل اللازمة.
كما شدد على اهتمامه بمتابعة الوضع الصحي لأمين سر اللجنة التنفيذية الدكتور صائب عريقات، داعيا المولى عز وجل أن يمن عليه بالصحة والعافية والشفاء العاجل، والعودة السريعة إلى أرض الوطن، ومواصلة دوره السياسي الوطني لخدمة شعبنا وقضيتنا الوطنية.
ونعى المجلس البروفيسور المصري محمود شريف بسيوني أحد أبرز فقهاء القانون الجنائي والدولي وقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني داعياً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم آله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
قرارات مجلس الوزراء
وعلى صعيدٍ آخر، صادق المجلس على مشروع نظام صندوق الإنجاز والتميز الذي يهدف إلى استكشاف المبادرات والنماذج التعليمية والتربوية الخلاقة والمتميّزة ودمجها، وتحويل هذه المبادرات والنماذج إلى موارد للتعلم، بما يعزز حضور فلسطين في الإبداع والتميز على المستويين المحلي والعالمي.
كما صادق المجلس على الاستراتيجية الوطنية لسلامة الغذاء 2017 – 2022، التي تهدف إلى ضمان سلامة الأغذية الضرورية للمواطن، وتحسين أداء سلطات الرقابة على الأغذية في إطار منظومة فعالة لإدارة السلامة الغذائية، وتمكين القائمين على سلامة الأغذية من استخدام الطرق والأدلة العلمية المثلى في إدارة المخاطر المتعلقة بسلامة الأغذية، وتعزيز العمل وفق المعايير الدولية المتعلقة بسلامة الأغذية والتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة، مما يساهم في دعم توجه دولة فلسطين للاندماج مع أنظمة السوق العالمية وضمان سلامة الأغذية الوطنية مع متطلبات الانضمام للمعاهدات والاتفاقيات والمنظمات الدولية المختلفة ذات العلاقة.
وصادق على مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية ووزارة تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي التونسية، للتعاون في مجال البريد وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والاقتصاد الرقمي، إيماناً بأهمية تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في التنمية الشاملة في البلدين، وتقوية وتوسيع أواصر التعاون الثنائي بينهما في مجال البريد وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات والاقتصاد الرقمي في ضوء التطورات الحاصلة على الساحة الدولية والإقليمية.
كما صادق على مشروع قرار بقانون بشأن تعديل قانون تنظيم المدن والقرى والأبنية المؤقت رقم (79) لسنة 1966، والتنسيب به إلى الرئيس لإصداره، حسب الأصول.
وأحال المجلس مشروع نظام البدلات المترتبة على منح تراخيص الاستثمار، إلى أعضاء مجلس الوزراء لدراسته وإبداء الملاحظات بشأنه، تمهيداً لعرضه على مجلس الوزراء واتخاذ المقتضى القانوني المناسب في جلسات مقبلة
أرسل تعليقك